القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال عن نفاياتات السياسة بقلم المحامي عبد الفتاح همام

نفاياتات السياسة ( 2 )

نفاياتات السياسة ( 2 )
نفاياتات السياسة ( 2 )

بقلم المحامي أ . عبد الفتاح همام

نفايات السياسة 


هناك فلسفة خاصة للهلافيت تغلف النفاق بالكذب و تؤمن بأصنام السياسة و تعيش على أوهام التخلف البالية هؤلاء هم أعداء البناء و متخصصون في الهدم 


لا يختلفون كثيراً عن التنظيمات التكفيرية من حيث الأسلوب و الهدف فهم منغلقون على أفكار متخلفة راديكالية لا تقبل التجديد و لا تعطي عقولها فرصة للتحليل و البحث و تفرخ أجيالا متخلفة تزيدها تخلفاً بتشبثها بالدوران في فلك رموز الفساد فقط لأنها موروثات ثابتة في عقيدتهم السياسية


رغم التطورات السريعة التي يشهدها الشارع المصري إقتصاديا و سياسيا فإن هذه المدارس العفنة مازالت موجودة رغم تقلصها و إنطوائها على أفرادها ترفض الإندماج في مجتمع يتم تحديثه و تحارب التنمية بطريقة بالية إلا أنها على تخلفها مصرة على الموت على طريقتها

إن الوعي القومي الذي ينساب من فكر المبدعين من الرأس إلى القاعدة لم يصل لهذه الفئات الكافرة بالتحديث 
إن مجتمعا لم يعد له بديلا عن التنمية و التطور أصبح مسئولا مسئولية مطلقة عن القضاء على هذه القطعان الضالة فكرياً و إجتماعيا لكونها وباءً يعوق عملية التقدم و يرفض الإصلاح


و رغم أن الشباب النابه آخذ في التحرر إلا أن رائحة نفايات السياسة مازالت تزكم أنوف المفكرين و تشوش أفكار بعض الشباب فتقصيه عن الإندماج في المجتمع بشكل فعال يلائم قدراته الخاصة
مازالت هذه النفايات الضالة تمارس فلسفتها الخاصة على سلة من الأغبياء و منعدمي الإرادة لتكون بهم قطعان خاصة في جزر منعزلة عن الحقيقة و الواقع تعيش حالة مرضية مستعصية من الفصام الإجتماعي و السياسي 


القضية أصبحت واجبة الحل و على الإدارة السياسية أن تساهم بقدر كاف مع المفكرين و المبدعين لعلاج هذا المرض العضال 
اعتقادي الشخصي أن هذه الشريحة عاجزة عن استيعاب الواقع السياسي و غير قادرة على التفاعل مع عملية التحول و هذه الحالة الشاذة باتت غير مرغوب فيها إجتماعيا و سياسيا و إقتصاديا لأنها تؤمن بأفكارها الإنعزالية و ميؤس من قدرتها على تقبل إعادة التأهيل
أ . عبد الفتاح همام
نجح فرسان مصر الأبرار في تحرير أرض الوطن و تجمع حولهم الشعب في 1952 و استطاعت مصر مواجهة قوى الإمبريالية في معارك كبيرة تكبدت فيها الوطنية المصرية تضحيات هائلة و رحل الملك و إنتصرت الجمهورية إلا أن تحرير الأرض لا يعني بالضرورة أن الفكر قد تحرر لأن معضلات الفكر أعتى تعقيدا من تحرير الأرض..


خاصة أن الإحتلال قبل أن يرحل كان قد غرس في بعض الفئات البرجماتية ثقافة الصعلكة السياسية و أعداد لا بأس بها من عبيد السلطان و خلق لهم مصالح كبيرة كثمن للنفاق السياسي فترسخت مدرسة بلا هوية تحيي حفلاتها الفاجرة على حساب الوطن و الوطنية و تزف أسيادها من الفاسدين و تؤمن بفسادهم إلى حد العبادة

هذه الفئة الكبيرة من الإنتهازيين يهللون لكل سلطان و ينافقون كل حاكم و يعبدون كل فاسد أملا في الظهور على مسرح السياسة و لو كان هذا الظهور مجرد رقصة مبتذلة كراقصة رخيصة تشتهي غواية الغاوين بأي ثمن و على أية طريقة حيث عالمهم الموبوء بلا مبادئ و لا قيم و لا أخلاق و لا ضمير 


ذرية بعضها من بعض ورثت النفاق و التملق و المداهنة فقط لأوهام لا تعرف الواقع إلا في عالم فاسد الأركان 
إن المجتمعات المتقدمة تحاسب بالقانون على جريمة الكذب الذي هو غير مجرم في القانون المصري حتى الآن 
إن الفكرة الثابتة لدى هذه الكائنات الضالة هي الكذب و الخيانة و المراوغة فليس لهم عهد و لا مواثيق بحكم ما تعلموه من كهنتهم في الفساد 


تطور الإنتهازيون في مدرستهم حتى تربع على منصات السياسة فيما قبل الثورة أباطرة من الفاسدين الذين جيشوا عبيدا تخدمهم دون نقاش في ربوع الوطن من العاصمة حتى القرى و العزب و النجوع فصارت لهم تلاميذ نجيبة تؤمن بأساليب غاية في التخلف و الرجعية و ليس لها ولاء وطني و لا طموح في البناء إنما تهتم بالصورة أكثر من الحقيقة و الشكل دون المضمون و تنقب عن المحسوبية بأظافرها لترسم لأفرادها صورة لا تمت للواقع بصلة 


إن كثير من هذه الكائنات مجرد أغلفة فارغة لا تعرف حتى حقيقة ذاتها فهي عديمة الثقافة بعيدة كل البعد عن القدرة على فك رموز السياسة الفاعلة و ربما لا تلاحظ حتى هذه الرمزية 


قليل من الذين مارسوا السياسة في ظل الإنصياع الكامل لتعليمات أمناء الحزب الوطني هم من كونوا فكرا حرا قادرا على البناء إلا أن الأعداد الغفيرة من أعضاء الحزب الوطني مازالوا مجرد مسوخ تشوه المجتمع و تعيس في الأرض فسادا غير نادمين على ما أرتكبوه من جرائم إجتماعية و سياسية تسببت في الإنفجار الشعبي في يناير 2011 


إن فئات عديمة الإدراك منحطة الثقافة تحتاج إلى تقويم حاد يفرض عليها البعد عن العبث و تشويه الوعي
قضية بناء وطن قادر على البناء تستوجب إجراءات حاسمة للقضاء على التخلف و مريديه و تبني مشروعا قوميا موازيا لإعادة بناء الوعي القومي عبر شباب المبدعين و منصات الفكر التنويري و الكوادر الوطنية المبدعة
أ . عبد الفتاح همام
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع