القائمة الرئيسية

الصفحات

قراءة في كتاب هل انتهى القرن الامريكي بقلم الباحث علي كحط جالي معهد العلمين للدراسات العليا


قراءة في كتاب هل انتهى القرن الامريكي بقلم الباحث علي كحط جالي معهد العلمين للدراسات العليا  


قراءة في كتاب هل انتهى القرن الامريكي بقلم الباحث علي كحط جالي

   على الرغم من أن الكتاب لمؤلف أمريكي النشأة والتعليم والمولد وهذا مهم جدا للشخصية الأمريكية ذات صلة الارتباط التكوينية في المولد مع الأرض المقدسة والموعودة التي تبعث على الأمل والتفاؤل والتحدي دائما ....  فأن الكتاب يخلو من أسباب تفسيرية مقنعة لنهاية القرن الأمريكي فكل التحديات وكل التهديدات لم تتجاوز حدود الخطر المحتمل أو المتوقع على الرغم من كل الحملات الدعاية الكبيرة التي رافقت مرحلة الأحادية القطبية الأمريكية المسيطرة على الأوضاع في العالم ...  ولكن تبقى النهايات الكبرى لها تحديات كبيرة في العمق الاستراتيجي الأمريكي ...  ولايمكن أن يكون السيناريو الذي أدى إلى تفكك الاتحاد السوفيتي حاضرا في النموذج الأمريكي الذي يمتلك قدرة الدين كنموذج داعم لبناء الأمة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعمل التنوع الديني دورا محورياً في حركة الأمة في ظل الادعاء الأمريكي أو الأسطورة الأمريكية بأن أمريكا أمة واحدة تحت ظل الله على أساس الأمة الأمريكية والجمهورية الأمريكية هما جزء من التدبير الإلهي .
   وإذا كانت اغلب الأمبراطوريات قد انتهت بعوامل المنافسة التي أدت إلى التأكل الداخلي نتيجة اهمال الداخل على حسابات استمرار المنافسة الخارجية فأن التأكل الداخلي يتمثل في انقسام حاد في نمو هويات جديدة وتراجع في تأكيد الذات بالهوية القومية والدينية فإن حالة الانقسام والتحديات التي تواجه الهوية الأمريكية هي في مرحلة السيطرة المركزية للأمة كضابطة للسلوك المجتمعي في ضوء حالة من الوعي التام بتلك المخاطر فالبناء التنموي للوعي بناء يترسخ في القواعد العامة في المجتمع الأمريكي ويكتمل في القمة والمخاطر التي تواجه الهوية الأمريكية وإذا كان صموئيل هنتنغتون في كتابة من نحن قد أشار إلى أن التحديات التي تواجه الهوية الأمريكية هي تحديات الهجرة غير الشرعية والاندماج وتنامي الدين كحركة سياسية تتدخل في الشأن العام على أساس هوية المكون أو الجماعة وليس هوية الأمة الواحدة.
   ولكن يبدو هنا أن التكوين والنشأة قد سيطرة على أفكار هنتنغتون في كتابة من نحن بحيث أهمل التنوع الثقافي والديني الذي قامت على أساسه الأمة الأمريكية. وعلى الرغم من ذلك فإن تصور أن الأمة الأمريكية قد تكون وصلت إلى نهاية القرن الأمريكي هو تصور غير دقيق أو مبالغ فيه. فأمريكا في أكثر حالاتها ضعفا هي أقوى من أقوى منافسيها قوة على أساس قوة اقتصادها وحيوية إدارتها والتي يرى فيها هنري كيسنجر قدرا لقيادة العالم في ضوء المنجزات التكنولوجية الأمريكية. هذه القوة التي عاد جوزيف ناي للحديث عنها مرة أخرى في العديد من مؤلفاته كالقوة الناعمة ومستقبل القوة وقوة القيادة ووثبة نحو القيادة وفهم النزاع الدولي وكأنما يراجع أفكاره حول نهاية القرن الأمريكي والتي تبدو الآن على الرغم من كل مايقال البداية الحقيقية للقرن الأمريكي والتفرد الأمريكي عندما اتقنت الولايات المتحدة الأمريكية لعبة الأحادية القطبية لتقود العالم بأقل الخسائر المنظورة أمريكا في ظل نظرية الفوضى الخلاقة المنتجة أوضاعا أكثر إيجابية للمصالح الأمريكية بحسب كوندوليزا رايس. أمريكا تسيطر على تغيير أنماط استخدام القوة فهي لا تتراجع عن أهدافها في استخدام القوة ولكن تغيير آليات القوة المستخدمة لتلائم بيئتها الدولية والإقليمية.  
    لتبقى القوة الأمريكية عامل الحسم الحيوي في الفكر الأستراتيجي الأمريكي في ضوء منافسة تفتقر لعامل توازن القوى السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية في التأثير الإقناع والجذب. فالولايات المتحدة الأمريكية تمتلك خاصية البناء الذاتي لقدراتها وهذا عامل حيوي لاستمرار تفوقها على منافساتها من القوى الأخرى.

    وتمتلك بذات الوقت القدرة على إيجاد الحلول وإنتاج معادلات جديدة للتوازن وتحقيق أهدافها من خلال الفوضى المنتجة للنظام الأنسب لمصالحها دون أن تكون مصالح خصومها محل اعتبار لها. ولذلك فإن الأمل بتأكل داخلي يفضي إلى انهيار داخلي يبدو غير مؤمول في ضوء المعطيات السابقة. على الرغم من تصاعد العنف في العالم
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع