القائمة الرئيسية

الصفحات

إلى زملائي المحامين الجدد : انتبه من (خبث) و(استغلال) بعض الموكلين

إلى زملائي المحامين الجدد : انتبه من (خبث) و(استغلال) بعض الموكلين 

(مع احترامي للمحترم منهم ومن لا ينهج هذا السلوك المشين الخبيث) ؟ 

المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد – الجمعة 31/ 8 / 2018


لطالما سمعنا من بعض الموكلين (الناكرين للجميل والتافهين وغير المحترمين منهم عندما يريدون بخس حق المحامي وعدم دفع بقية أتعابه) العبارة الممجوجة : (أنت شسويت ؟ هي جلمتين كلتها كدام القاضي والباقي كله جان علية اني اللي ورقت ونسقت الخ من كلام تافه !!!) – للرد وقطع الطريق على أمثال هؤلاء الناكرين للجميل والذي لا بد ان يلتقيهم كل زميل جديد بالمهنة نقول : 


إلى زملائي المحامين الجدد : انتبه من (خبث) و(استغلال) بعض الموكلين
إلى زملائي المحامين الجدد : انتبه من (خبث) و(استغلال) بعض الموكلين



ينبغي كبداية السير في طريق مهنة المتاعب والشجعان والنبلاء ان يتحوط الزملاء الجدد وان يتركوا ويتخلصوا تماما في عملهم من أمرين لو بقيا معهما فهما كفيلان بفشلهما السريع وعدم استمرارهم بهذه المهنة ؟ 



1 – التعامل بحسن النية مع الآخرين وعدم إعطاء أية معلومة والاسترسال فيها مع الموكل أو من يريد ان يوكلك لأنه سيدرك (وخصوصا للخبيث منهم !) انك مستجد ولست متمكنا من المهنة وتنقصك أدواتها ولا زلت لين العريكة فيطمع بك وباستغلالك ! لذلك لا تعطي أية معلومة ولا ترد على أي جواب منه ان شعرت انه استشارة قانونية وقد يسألك (الخبيث المستغل منهم) ؟ كيف اعرف ان الدعوى هذه منتجة وانك ستكسبها بلا رد أو خسارة ان لم تجبني على أسئلتي ؟ 


جوابك يكون بإعطائك مهلة لدراسة الدعوى (كي تطالع القوانين والمبادئ التمييزية وحتى استشارة زملائك الأكثر خبرة منك دون ان تخبر الموكل طبعاً لان السادة القضاة يفعلون ذلك أنفسهم عندما يؤجلون الدعوى للتدقيق !) (واذا كنت ملماً بحالته القانونية وتستطيع الإجابة مباشرة أخبره) ثم إخباره ان أمل كسب الدعوى (مثلاً) كبير يصل إلى أكثر من 80 % واذا أراد معرفة التفاصيل لا تعطه بل اخبره ان كان مستعداً فيجب ان يتم توكيلك رسمياً مع الاتفاق التحريري المكتوب (وان مقدم الأتعاب التي تبلغ 50 % من إجمالي الأتعاب المتفق عليها أو 60 % أو أية نسبة تتفقان عليها لكن يستحسن ان لا تقل عن النصف غير قابل للاستعادة بمجرد تحريك الدعوى وهو مقابل المصاريف والرسوم والنفقات فضلاً عن جهود المحامي الفكرية والبدنية). 




2 – التعامل العاطفي وتحكم العاطفة في أداء المحامي سواء بالعصبية أو التعاطف أو الحزن لحالة الموكل أو الموكلة المأساوية ولأسباب كثيرة لان الموكل قام بتوكيلك ليس كي تبكي نيابة عنه أو تسمعه كلاما عاطفياً أو تتعاطف معه بالكلام بل يحتاجك لأمور لا توجد فيه وتنقصه ومنها التعامل الموضوعي في حالته القانونية – حتى في التعامل مع الزميل وكيل الخصم أو الخصوم أنفسهم لا تستجب لاستفزازهم ولا تتحدث معهم خارج قاعة المحكمة وخارج المرافعة لأنه خطأ مهني قاتل يحول الزمالة والاحترام المتبادل إلى حالة عداء مستحكم مع التوابع السيئة من هذا التصرف بحقك وبحق مهنتك !

أحيانا المحامي يحقق نتيجة دون الحاجة لإقامة الدعوى (أو حتى بعد إقامتها وقبيل صدور قرار حكمٍ فيها) حيث يحقق الغاية المرجوة دون الحاجة لإصدار قرار حكم فيها لذا يجب ان توثق ذلك بالمكاتبة التحريرية بينك وبين الموكل وان تذكر صراحة العبارة الآتية (مع الإشارة إلى ان المحامي (الطرف الأول /أو/ الطرف الثاني) يستحق كامل أتعابه المتفق عليها بهذه المكاتبة بعد إقامة الدعوى المتفق عليها (ومضمونها كذا ...) بغض النظر عن إصدار قرار حكم فيها أو الاتفاق بين موكله (الطرف الثاني/أو/ الطرف الأول) مع الخصم أو لأي سببٍ كان ، ان تحققت النتيجة التي أقيمت الدعوى من أجلها) ، قانون المحاماة فيه مثل هذا النص (مثلاً المواد 55 و58 و60 من ق المحاماة العراقي). . 


ستكون عرضة للاستغلال من البعض من الناكرين للجميل ومن الإمعات لأسباب اجتماعية (صديق قريب أو معارف أو قريب احد المعارف الخ) 


وانهي كلامي هذا بما جرى لي قبل سنوات :


زارني احد المعارف وجلب معه قريبه (خاله) والتقيت بخاله هذا الذي احترمته لأنه خال هذا الصديق ، قال انه قام ببناء ثلاثة مشتملات في حديقة منزله وقام بتأجيرها لثلاثة عوائل وان هذه العوائل تربطها بامرأة متنفذة (سيئة السمعة) علاقة قوية وهي التي تحميهم وإنها على علاقة (غير شرعية) مع شرطي متنفذ لديه علاقات واسعة ويهدد بإيقاع الأذى الكبير بي وبعائلتي وبأولادي (ومنها اتهامهم بالإرهاب الخ) ، وطلب مني ان أقوم بتخليه تلك المشتملات كي يزوج فيها أولاده ويسكنهم فيها ؟ طلبت منه أمران لا ثالث لهما ؟

1 – الأول – عدم الاحتكاك بهم ولا بتلك المرأة رغم تهديداتها واذا ما استمرت بالتهديد بعد إقامة الدعاوى ان يخبرني كي نتعامل معها ومن يقف خلفها بالقانون ؟ واذا اتصلت به إحالتها على المحامي (كاتب السطور) . 

2 – الثاني – زيارة بيته والاطلاع على تلك المشتملات . 

كان خائفاً من تلك المرأة ومن (صديقها) الشرطي الفاسد هذا ؟ وطلبت منه ان يعطيهم اسمي وعنواني ومكان عملي وعنوان بيتي والتعامل معي وبجب ان لا يخاف منها ومن معها أبدا ً 

أقمت الدعاوى وتغير الحال وشيئا فشيئا تحولت موازين القوى لصالح موكلي رغم التهديدات لي الخ لكن عن طريقه تارة وعن طريق ما يصل إليه تارة أخرى وتوكيدي على عدم الإذعان وان الدعاوى ستكسب لأسباب قانونية ؟ بعد أيام اتصل بي وقال انهم يريدون التفاوض معي لترك المشتملات بلا حاجة لتلك الدعاوى وفجأة انقطعت اتصالاته ؟ ثم زارني بالبيت وقال أبطل تلك الدعاوى وانك لم تفعل لي شيئا ً أبداً بل كله أنجز من قبلي وأجبرتهم على تخلية المشتملات ؟! أما مقدم الأتعاب (تبقى يمك) هل تعيدها أم لا ؟ لأني لم احتج تلك الدعاوى بعد ! 

هذا الشخص اظهر قلة أصل ونذالة وخبث وانحطاط واثبت انه بالفعل يستحق ان يقع تحت رحمة فاسدين (كهذه المرأة وصديقها الشرطي الفاسد) لأنه أصلاً غير محترم وناكر للجميل .


قبل الدعاوى لم يكن يحترمه احد وكان المستأجرين لا يدفعون له بدلات إيجار تلك المشتملات وكانوا يستعينون بتلك المرأة لتهديده كي يسكت ولأنه كان (جربوعاً) و(جباناً) و(عديم الرجولة) فقد أستمر سنوات لا يطالبهم بالأتعاب وبعد إقامة تلك الدعاوى صار فجأة (محترم) من قبلهم وتفاوضوا معه وأخلوا المشتملات. بمعنى انه صار (محترماً) و(لم يعد جربوعاً)


 بسبب المحامي في جدة الذي أقام عنه الدعاوى وتصدى لمن يهدده ! – بصراحة من أكثر الدعاوى التي تركت فيَّ أثراً في حياتي المهنية البالغة عشرون عاماً من ممارسة مهنة النبلاء والشجعان والتي جعلتني أتأكد أكثر فأكثر إلى ان التعامل العاطفي والاحترام للجميع بعيداً عن الموضوعية والمهنية هو خسارة مؤكدة للمحامي لذا أتمنى من الزملاء الجدد إلى الاستفادة من هذه التجربة وعدم الوقوع فيها ! مع الاحترام للموكلين فأغلبهم أرفع شأناً وأرقى وأكثر نبلاً من هذا (الجربوع) الوضيع !
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع