القائمة الرئيسية

الصفحات

من اعلام القانون والقضاء في العراق القاضي نعيم العكيلي بقلم الدكتور علي فوزي الموسوي


من اعلام القانون والقضاء في العراق القاضي نعيم العكيلي
بقلم الدكتور علي فوزي الموسوي



من اعلام القانون والقضاء في العراق  نعيم العكيلي
بقلم الدكتور علي فوزي الموسوي

قبل اكثر من اثنا عشر سنة وفي مثل هذا اليوم تحديداً في ٢/١١/٢٠٠٦ ، خرج نعيم العكيلي بسيارته ظهرا من محكمة الكرخ القديمة إذ كان رئيسا لمحكمة الجنايات فيها متوجها الى بيته في الرصافة، كان من اوائل كبار القضاة الذين رفضوا الجلوس في البيت بعد سقوط النظام، لهذا اصبح هدفا متحركا لكل معارض مسلّح لا يستطيع ابراز صوته امام الناس خشية ان يسكتوه، او صورته مخافة ان يلعنوه، لهذا كانت رسائل هذا النوع من الوحوش رسائل صامتة لا تملك الا ان تفاجئك الشهادة وانت في طريقك الى بيتك مثل نعيم العكيلي الذي صادف أن يصعد جسر الجمهورية وتنفجر سيارته بعبوة ناسفة لتعلن روحُه العراقية للعالم بداية مسلسل العبوات اللاصقة الذي اكمل السنة الخامسة بالانفجارات، لا ادري لماذا تذكّرني الجسور بموسى بن جعفر ع حين وضعه السجانون على مفترق طرق ولم يفجّروا جنازته بعبوة لاصقة!،لكنهم نادوا عليه: (هذا إمام الرافضة!)،واتيقن ان الذي فجّر سيارة نعيم العكيلي صرخ بعد انفجارها: (هذا قاضي قضاة الرافضة!. ) نعيم العكيلي ملح عراقي، يكاد صوته يخرج بمجرد ان تنظر في عينيه، نظارته الطبية الكبيرة ليس باستطاعتها اخفاء طيبته التي ترفرف عليه مثل راية وطن مهزوم، سمرته التي يغص بها وجهه تريك لون التراب الذي خلق الله منه الوطن، وهامته العالية تكاد تظلك في ظهيرة تموز، هذا الخيمة التي ظللت على الفقراء يوم كان القضاء سيفاً مشرعا بيد فاقدي مواهب السلطة عاد الارهاب بكل ما يملك من اجرام ليقطف زهرتها ذات ظهيرة بغدادية.
نعيم العكيلي قاض عراقي ذٌبح بسيفين منذ أن تعالت الاصوات لترشيحه لمحاكمة صدام وتحمّل بهذا الترشيح عداوات الكثير!، الرجل الذي حصل على الدكتوراه في القانون من جامعات لبنان هو من ألفت صوته ساحات المحاكم العراقية ليس جبانا من محاكمة قاتل يريد الكثير من الارهابيين ان يتقمصوا وجهه وسيرته الوضيعة، لهذا لم يسمحوا لنعيم العكيلي بعبور جسر الجمهورية . سنوات طويلة وانت تنام بعيد عن بيتك وعن جسر الجمهورية وعن عراقك الذي عبرنا به الجسور وهي تهدينا كواتم الصوت، اعلم ان لافرق بين موت ناسف وموت صامت مادامت العيون تنطفئ في نهاية الجسر، لكني لا املك الا ان اعاتب فيك جسر الجمهورية.
عزائي فيك أنه ترك ولدين أحدهما يعمل قاضيا وهو قاض بارع مثل ابيه الأستاذ عماد والآخر كان مفتشا عاما في وزارة الهجرة والمهجرين تقاعد عن العمل ويعمل محاميا وهو الأستاذ كمال الف تحيه لك شهيد القضاة في ذكراك ولكل الشهداء في مصنع الابطال بلد سيد الشهداء ع العراق العظيم.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع