القائمة الرئيسية

الصفحات

تلوث المياه بقلم: ايناس عبد الهادي مهدي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا


تلوث المياه
بقلم: ايناس عبد الهادي مهدي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا 

تلوث المياه
بقلم / ايناس عبد الهادي مهدي الربيعي

     تعد المياه من اهم الموارد الطبيعية على سطح الارض ومنذ القدم كانت المياه تمثل رمزا مقدسا ولا سيما في الحضارات القديمة ولا سيما ان اغلب الحضارات قد نشأت على ضفاف الانهار كحضارة اكد وسومر في العراق الحضارة المصرية على نهر النيل لكون المياه ومنذ القدم تعد من اهم العوامل التي ترتكز عليها حياة الانسان ومختلف نشاطاته الاجتماعية والاقتصادية في شتى المجالات ، وعلى الرغم من كون نسبة المياه على سطح الارض تعد كمية ثابتة تتجدد خلال فترة محددة الا ان ما شهده هذا المورد كمورد طبيعي خلال القرن الاخير من تدهور اضر بالطبيعة والبيئة المائية على مستوى العالم بشكل عام وعلى مستوى العراق بشكل خاص اذا تمر المياه كمورد طبيعي بحالة من التلوث تعد من اسوأ الحالات التي مرت عليها منذ عقود مضت بسبب تعدد مصادر التلوث مع انعدام الاستراتيجية لتلافي التلوث والحد منه مع تطوير الية توفير مياه نظيفة ، فبدا من تلوث مياه الشرب والانهار وانتهاء بتلوث المياه الجوفية .
     فالماء ذلك المركب الكيميائي المتكون من ذرتي هيدروجين وذرة اوكسجين يحتل نسبة 71% من مساحة الكرة الارضية بصوره المتعددة من محيطات وبحار وانهار ومياه جوفية ويدخل في تركيب  معظم اجسام الكائنات الحية وتأكيد ذلك قوله تعالى : ( ولقد خلقنا من الماء كل شيء حي ) لذى يعد الماء من اهم ركائز الحياة على سطح الارض ، وقد عمد الانسان الى استخدام ذلك المورد دون ضوابط لسيادة الاعتقاد بانه مورد غير قابل للاستنزاف الا ان النمو السكاني وازدياد استهلاك المياه من قبل مختلف القطاعات التي مثلت محل نشاط الانسان المتطورة بشكل متسارع بدأت بالظهور ازمات مائية في مناطق متعددة من العالم الامر الذي الى تغير واضح في مفاهيم استغلال المياه لتظهر فكرة ان المياه مورد قابل للاستنزاف ولا سيما بعد ان اصبحت معظم مصادر المياه معرضة للتلوث ولا سيما في المناطق التي تشهد نشاطا صناعيا ليظهر مصطلح تلوث المياه على ارض الواقع ،لكن ما هو التلوث ؟ التلوث هو وجود تغير في المكونات الطبيعية للمورد الطبيعي بسبب اضافة مواد تخل بالتركيبة الاساسية للماء مما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري او الحيواني او لعيش الكائنات المائية والاحياء الدقيقة.
   وتتلوث المياه من مصادر متعددة تأتي في مقدمتها التلوث الناتج عن الملوثات الصناعية سواء كانت عضوية او غير عضوية بمختلف انواعها او مخلفات الصناعات الزراعية كأملاح النترات والفوسفات التي تتسم بقابلية كبيرة للذوبان بالماء مما يسهل انتقالها الى المياه الجوفية والمياه السطحية، كما تعد مخلفات المنازل احدى اهم مصادر تلوث المياه ولا سيما المواد العضوية القابلة للتحلل بواسطة الكائنات المجهرية مع احتوائها على مركبات ثقيلة كالرصاص.
     اما تلوث المياه العذبة فيتم لعدة اسباب منها عدم تنظيف الخزانات بصورة دورية او قصور خدمات الصرف الصحي اذ يتم التخلص من مخلفات الصرف الصحي بشكل مباشر دون معالجتها مع ما تحتويه من جراثيم وبكتريا مسبب انتفالها المباشر لمياه الانهار والبحيرات، او قد يكون مصدر التلوث مخلفات المصانع السائلة.
     اما في العراق فتعد مشكلة تلوث المياه من اهم المشاكل التي ظهرت في الآونة الاخيرة وبدات بالتزايد الامر الذي يجعلها في مقدمة المشاكل التي تستوجب ايجاد حلول جدية لها ولا سيما ان اغلب مدن العراق تقع على ضفاف الانهار وبالقرب من البحيرات الا ان طرح المخلفات والفضلات بشتى انواعها الى المياه لذى نجد ان نوعية المياه في العراق تختلف من حيث تركيز الاملاح وصلاحيتها وكمية المخلفات الملقاة والمعالجات التي تقع عليها مع تأثير العوامل المناخية عليها كارتفاع او انخفاض هطول الامطار وما يرافق ذلك من تحسن في نوعية المياه مع تأكل شبكات نقل المياه الصالحة للشرب مع التلوث البكتريولوجي في مستودعات خزن المياه .
    وعلى الرغم من امتلاك العراق للعديد من المسطحات المائية بمساحة تقدر ب1921مليون هكتار ونهران عظيمان وروافدهما واعتماد المجتمع العراقي على تلك المصادر المائية للشرب والاستخدامات المنزلية والصناعية والزراعية الا انه يعاني ازمة في المياه مع انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات بسبب انشاء مشاريع ومنشئات اخرى كالسدود والخزانات او تحويل مجرى الروافد والانهار الحدودية الامر الذي ادى لانخفاض خطير في منسوب المياه بشكل خطير لتصل نسبة الملوحة بسبب تلك الشحة في عام 2006 الى 1.5 بمقدار ما كانت عليه عام 2002 وفق المواصفات العراقية لترتفع نسبة الملوحة في المياه العذبة في العراق مع ارتفاع نسبة الكبريت في مياه نهر الفرات وذلك بسبب نقص كمية الواردات المائية من دول الجوار لتظهر مشاكل قطاع مياه الشرب من خلال قدم شبكة مياه الشرب وضعفها مع عدم كفاءتها  وضعف الطاقة اللازمة لتشغيل تلك المحطات مع قلة الوعي لدى المواطنين لترشيد الاستهلاك .
     الا ان هذا يأتي مترافق مع وجود منشات صناعية او المستشفيات على الانهار العراقية دون وجود محطات معالجة لمخلفاتها لتاتي ضرورة توفير تلك المحطات لمعالجة الفضلات قبل طرحها الى المياه مباشرة كإحدى الحلول لمعالجة تلك المشكلة مع الحفاظ على شبكة المياه من التكسرات مع تجديد القديم منها ،الا ان ذلك لا يتحقق الا بناء على تعاون جاد بين مؤسسات الدولة من خلال دراسة مشكلة تلوث المياه وشحتها للوصول لإيجاد حلول لمشكلة التلوث وشحة المياه او الاقلال منها على اقل تقدير من خلال الاهتمام بالمشاريع الاروائية والعمل على الافادة من مياه الامطار خلال موسم تساقطها والعمل على وقف هدرها للإفادة منها في وقت الشحة مع تشريع قوانين تحمي المياه من الهدر ومن التلوث مع تشديد العقوبة على تلويث المياه وعدها جرائم ضد الانسانية لامتداد اثرها الى العديد من الاشخاص دون تحديد معين لأثر تلك الجرائم لسهولة انتشارها وامتداد اثرها مع اعتماد المنهج العلمي للعمل على تفعيل الية حماية تلك الثروة المهمة مع العمل على الحد من الافراط في هدر المياه ووضع حلول لمواجهة مشكلات هذا القطاع المهم وتحديدها وصولا لإيجاد حلول تنهي تلك المشاكل او تضع حدا لمنع تفاقمها على المدى الطويل .


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة

التنقل السريع