القائمة الرئيسية

الصفحات

اطفال ضائعون بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا


اطفال ضائعون
بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



اطفال ضائعون
بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي
     يعد الاتجار بالبشر من اهم الموضوعات التي تطرح على المستوى الدولي او المحلي لأهمية المشكلة المتعلقة بالمجتمع باسره لما لها من اثار سلبية وخطيرة تحط من منزلة البشرية الى الحضيض بعد تكريم الله عز وجل لقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني ادم ...) ليكون انحراف بني ادم واستغلالهم لبعض يتنافى مع المكانة الرفيعة التي وضعهم الله فيها لتحتل هذه القضية الصدارة حيث يحرم الانسان من إنسانيته وتهدر كرامته ويصير سلعة ممتهنة تستغل لجمع المال واشباع الغرائز وفي بعض الاحيان يحرم من حياته، لتكون اسباب تلك الجريمة متعددة واهمها الفقر الذي يخيم على الكثير من المجتمعات والذي يكون دافعا لزج الطفل في بيئة العمل بشكل مبكر بحثا عن الرزق لتتلقفه ايدي الجريمة واصدقاء السوء لتدفع به باتجاه تحقيق غاياتها سواء  المتاجرة بالأعضاء البشرية او تصنيع المخدرات او لأغراض الجنس ليسهل امر سهولة الانتقال بين الدول امر ارتكاب تلك الجرائم ليكون الفقر احدى اهم العوامل الميسرة لارتكاب تلك الجرائم فوفق تقرير لليونيسف عام 2000 فان اكثر من سبعة واربعين مليون طفل في البلاد الغنية يعانون الفقر فما بالك بالبلاد الفقيرة ، كما ان الصراعات المسلحة في البلاد الفقيرة والنامية كان لها اكبر اثر في تفاقم تلك التجارة فيتم الاطفال وعدم وجود من يقوم على اعالتهم وتربيتهم مع زيادة اعداد الاطفال المشردين وضعف فرص التعليم كلها عوامل تشجع على الانحراف والاجرام والسقوط بأيدي رجال جشعين يبحثون عن المال باي وسيلة وطريقة ، فيستغل هؤلاء الاطفال في الاعمال المنافية للآداب او للمتاجرة بهم كأعضاء بشرية ، ففي ايطاليا يحقق استغلال الاطفال في اعمال منافية للآداب دخلا يفوق ثلاثة مليارات دولار سنويا لممتهني هذا النشاط القذر ليشكل هؤلاء المجرمون القائمون على تلك الاعمال شبكات عالمية للإتجار بالنساء والاطفال ليجدون من يسهل لهم اعمالهم وتامين رواجها لنعود ونؤكد ان حجم انتشار الجريمة في الدول التي يسودها الجهل والفقر هو الاعلى كما ان الدول التي تكثر فيها الحروب فيقل عدد الرجال تكون محلا خصبا لتنامي تلك الجرائم فكلما زاد التفكك الاسري والروابط الاجتماعية وجدت تلك الجرائم لها محيطا خصبا لتعتاش منه .
في البرازيل تشير التقديرات لوجود أكثر من مائة ألف طفل يعيشون ويعملون في الشوارع وهو الاكثر للتعرض للمشاركة في النشاطات غير المشروعة او ان يتم استغلالهم بشكل منافي للآداب وفي تقرير لمنظمة اليونيسف لعام 1995 بينت ان هناك أكثر من اربعين ألف طفل يعملون في تجارة الجنس اما في الولايات المتحدة فنجد ان العدد يتراوح بين مائة ألف الى ثلاثمائة ألف طفل يتم استغلالهم لهذه الاغراض، وتتم صور الجريمة بعدة صور منها التبني او البيع ليتم استغلالهم من قبل عصابات تمتهن تلك الاعمال ويكون ام بالاتفاق مع الاطباء العاملين في المستشفيات في بعض البلدان النامية او التقاطهم من الشوارع بالنسبة للأطفال المشردين او حث الاباء الفقراء على ترك اطفالهم او بيعهم على اساس انهم سوف يعيشون في ظروف حياتية افضل مما لديهم وهو امر يتم اما عن طريق مباشر او بواسطة بعض الوسطاء الذين يتمون تلك المهمة ، لتقع على عاتق الحكومات والمجتمعات والافراد مسؤولية الوقاية من تلك الجرائم فالحكومة تضع من التشريعات التي تحمي الفرد والمجتمع من تلك الجرائم كما ان على المجتمع التعاون فيما بينهم لسد أي ثغرة تخل بهم ومعالجة أي حالة قد تكون مدخلا لارتكاب احدى تلك الجرائم مع نشر الوعي بين افراد المجتمع للوقوف صفا واحدا امام المجرمين والشبكات الاجرامية والعمل على تنشئة جيل تنشئة اسلامية تحصنهم من الوقوع في براثن المجرمين ،كما ان على اولياء الامور ان يكونوا في حالة يقظة تامة لمن تحت ولايتهم من افراد اسرهم ليعطوا النصح والارشاد لنكون امام منظومة متكاملة لتحصين المجتمع من تلك الشرور والاخطار .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع