للخروج من الكارثة
الدكتور عمار احمد المكوطر
معهد العلمين للدراسات العليا
للخروج من الكارثة
الدكتور عمار احمد المكوطر معهد العلمين للدراسات العليا
العراق ليس بدعاً من سيرورة الدول في
التطور والتنمية وفق قواعد ومنطق التأريخ ، الدولة القوية اولاً وحكومة أيادي
نظيفة تحت حكم القانون لتأسيس أرضية ديمقراطية ممؤسسة ، تخضع للمحاسبة والمساءلة ،
ولا تميز بين العام والخاص ، او النخبة والشعب, دولة السعادة والرفاه ، دولة
الخدمة الاجتماعية لا تأتي من فراغ أو
تمنيات وأحلام النائمين, المشكلة الرئيسة في الأزمة السياسية فقدان الثقة والتحشيد
المجتمعي ضد السلطة ، كونها سلطة تقليدية تعمل وفق مبدأ الميراثية والزبائنية وليس
مبدأ الكفاءة والنزاهة البيروقراطية . الديمقراطية دون دولة قوية اداة إضعاف لا
تقوية . الديمقراطية اخر مراحل رقي النظام السياسي ، بعد الدولة القوية وحكم
القانون والمساءلة والمحاسبة . الانتخابات والمشاركة السياسية ليس غاية الديمقراطية ، بل من مظاهرها . الخروج من الأزمة في الخلاص من اسبابها التي باتت عصية في ظل منظومة فكرية
متصلبة ، ومؤسسات شكلية زبائنية ، اشاعت عفن الفساد حتى نخر مفاصل الدولة وشل
حركتها ، وافقد المجتمع الثقة بها . لعل الأزمة السياسية الداخلية والخارجية اكبر
من ان تدركها او تتعامل معها الأحزاب السياسية الحاكمة ، المتشظية في تعدد
الولاءات، وفقدان القدرة على التكيف . لا بد من منظومة سياسية تكسب ثقة الشعب
لبناء دولة قوية تنهض بمهامها بحفظ امن المواطن وتلبية طموحاته . الحزبية المقيتة
بتعدديتها ايضا وبالاُ وحملاً سياسيا ثقيلاً ، وعائقاً امام تحقيق مشروع الدولة
القوية ، بريطانيا مثلا بدأت بدولة قوية قبل الحزبية ، وتقييد الطبقة الإستقراطية
والحد من نفوذها الشخصي، وبنت مؤسسات القضاء قبل الديمقراطية . إذا ما اردنا
النهوض علينا ان نعتبر من سنن التاريخ وسيرورة الدول المتقدمة وتجاربها. بقاء هكذا
شخصيات سياسية اتخذت من السلطة تجارة ومنفعة شخصية يهدد وجود الدولة ووحدتها. اما
تدوير شخصيات، وتعدد حكومات زبائنية سوف يعقد المشهد السياسي المختنق فتخرج الأمور
الى فوضى وحرب أهلية وتدخلات خارجية تمزق الدولة كإقليم وشعب وسلطة سياسية .
فعلا جناب الدكتور عمار المكوطر المحترم العراق بحاجة الى ان يخرج من الكارثة / دمت للحقيقة عنوان اخي العزيز
ردحذف