القائمة الرئيسية

الصفحات

الجيش الابيض والمواجهة الخفية (الطب في زمن الكوارث) بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



الجيش الابيض والمواجهة الخفية (الطب في زمن الكوارث)
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



الجيش الابيض والمواجهة الخفية (الطب في زمن الكوارث)
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

    يخلق انتشار الوباء تحديات جديدة للأطباء والعاملين في المجال الطبي والصحي ليضعهم في مناطق جديدة قد تكون بعيدة عن اختصاصاتهم فهم عادة يمارسون عملهم عادة مع المرضى ذوي الاحتياجات الطبية الخاصة كما هو الحال اطباء امراض السكري واطباء الجلد واطباء العيون واطباء الاسنان وما الى ذلك الا ان الوضع بات مختلفا ولا سيما ان الجميع يشعر بالرعب متسائلين عما سيحدث ، الافراد من المرضى وغير المرضى الجميع في نفس الحال  وهو ما دفع تلك الشريحة المهمة في المجتمع لان تكون في خط الصد الاول عبر توليهم مهمة المواجهة والدفاع ضد الوباء دون ان يقتصر جهدهم على ذلك بل لجا معظمهم الى تلقي المكالمات من المرضى للحد دون زيارة الطبيب ما امكن او المستشفيات التي تعد الان مستودع للوباء ففي بلد مثل الولايات المتحدة قام ممثلو الجمعيات الطبية بتطوير مراكز النت ودليل الطبيب ليكون الاتجاه للتطبب عن بعد ليواجه الطبيب اكبر تحدي في معضلة التواصل مع مرضاهم ورعاية اخرين وعدم تعريض عوائلهم للخطر ولا سيما ان الاحصائيات تشير الى ان نسبة الاطباء والعاملين في المجال الصحي هي الاعلى في الاصابات ففي ايطاليا فقد 100 طبيب حياتهم في حربهم ضد المرض كان من ضمنهم اطباء متقاعدين استعان بهم القطاع الصحي في ايطاليا لمواجهة تفشي الوباء و30% من الاصابات في مصر وكذلك الامر اسبانيا التي تشير الاحصائيات الى ان نسبة 15% من الاصابات هي للكوادر الطبية وتعافي 85% منهم في منازلهم وفي بريطانيا ولم يكن الامر بالمختلف وكذلك الامر في العراق اذ تعرض عدد من افراد الكوادر الطبية والصحية للعدوى والوفاة الناتجة عن رعايتهم لمرضى مصابين ، اذ كان الاطباء في مقدمة ضحايا الوباء هي للكادر الطبي فظروف العمل التي قد تمتد لأكثر من 12 ساعة للمناوبة الواحدة امر مرهق فهم والذي قد يكون امرا لا يدركه عامة الناس ومنهم من يقضي اياما متواصلة داخل مستشفيات العزل للحالات المصابة ، الامر الذي وجه الانظار الى توطيد مكانة الاطباء والعاملين في مجال الصحة على الصعيد العالمي ولا سيما بعد ان كشفت الازمة ثغرات هامة على مستولى الكوادر الطبية والتمريض حول العالم لتتجه الانظار للاستثمار في المجال الصحي حول العالم والنهوض بهدف الصحة للجميع ولا سيما ان العاملين في مجال الصحة حول العالم يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع الدولي والانساني وكانوا وما زالوا خط المواجهة الاول في التصدي لما يهدد صحة الناس في شتى انحاء العالم ففي نطاق التمريض نجد ان (28) مليون ممرض وممرضة حول العالم اذ ازداد العدد بحوالي( 4.7) ملايين شخص خلال الفترة الواقعة بين عامي 2013 و 2018 الا ان الفجوة ما زالت موجودة بالحاجة لتوفير ما يعادل (5.9) ملايين ممرضة وممرض والتي تتركز في بلدان مثل افريقيا وجنوب شرق اسيا ومناطق من دول البحر الابيض المتوسط وامريكا اللاتينية والتي تمثل مناطق مأوى لنصف سكان العالم وهو ما اظهرته الازمة الحالية على ارض الواقع وهو ما يدفع لحث الدول للاستثمار في القطاع الصحي لأنه يمثل استثمارا لصالح المجتمع ،ولا سيما ان اشارة التحذير الاولى جاءت من الطبيب الصيني الذي حاول منع الوباء من الانتشار ولم يحظى بالإنصات له الا بعد فوات الاوان ،فالطبيب لا يمكنه ان ينفصل عن الشعور الانساني الذي يسكن داخله فحالة من اللاوعي تتجسد في سلوكه بعلاج المرضى طارده من فكره الخوف من العدوى ليبقى حاضرا في فكره ووجدانه رضا الله وان كان مترابطا بفكرة ان لي تقصير بعلاج المرضى سيعود باثر سلبي على الطبيب ومحيطه اجلا ام عاجلا لذا يضحي بنفسه لإنقاذ الاخرين كأولوية مع العمل على استمرار المنظومة الطبية بأداء مهامها ليكون الكادر الطبي هو ما يستور المرحلة الراهنة وعلى جميع المؤسسات التعاون معها بغية تطويق الوباء ولا سيما انهم يؤدون واجب ديني وانساني قبل ان يكون واجبا مهنيا .     
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع