القائمة الرئيسية

الصفحات

اثر الاعتبار الشخصي في عقد الوديعة حيدر ابراهيم السلامي معهد العلمين للدراسات العليا




اثر الاعتبار الشخصي في عقد الوديعة
حيدر ابراهيم السلامي
 معهد العلمين للدراسات العليا


اثر الاعتبار الشخصي في عقد الوديعة
حيدر ابراهيم السلامي معهد العلمين للدراسات العليا

    إنّ بعض العقود تتصف بشخصية أحد أطراف العلاقة العقدية أو كلاهما ، أو بصفة من صفاته في تنفيذ الالتزام الذي يرد في العقد ، أو قد تتصف مجموعة أخرى من العقود بصفات موضوعية يكون فيها محل إلتزام العقد موضوعياً .
   فإذا اتصفت هذه العقود بأنّ شخصية المتعاقد ، أو صفة من صفاته كانت ذات أهمية بارزة عدّت هذه العقود ذات إعتبار شخصي ، وهذا المصطلح يشير إلى الحرية في إبرام العلاقات التعاقدية في جميع العقود التي يعني إعتداّد أحد المتعاقدين ، أو كلاهما بشخصية المتعاقد الآخر ، أو بصفة من صفاته الجوهرية بحيث يكون لهذه الشخصية ، أو لهذه الصفة الأثر الواضح في إبرام  العلاقة العقدية .       
     و لابد من الإشارة إلى أنّ الاعتبار  الشخصي ظاهرة أصيلة معبرة عن الإرادة الشخصية الخاصة للمتعاقد ، وفضلا عن ذلك أنّ الاعتبار الشخصي هو تعبيرا عن استقلالية الإرادة في ابرام العقود المتصفة بالاعتبار الشخصي، وبذلك فإّن الاعتبار الشخصي يشكل أهمية جوهرية جديدة تتعلَّق بحرية الإرادة الشخصية للمتعاقد في إبرام العلاقة العقدية ما بين المتعاقدين  .
     وقد أنشئ مصطلح الاعتبار  الشخصي في بداية الأعتراف بوجود الأختلاف ما بين العقود  ذات الطابع الشخصي يكون فيها شخصية أحد أطراف العلاقة العقدية إعتبار خاص في إبرام العقد ، فوجود الاعتبار  الشخصي في العقود المتصفة بالطابع الشخصي يشكل أهمية كبرى ، لإنّ الاعتبار  يهدف إلى مسألة مهمة هي تأمين شخصية احد اطراف العلاقة العقدية اوصفة من صفاته الجوهرية التي تكون واضحة للمتعاقدين في انعقاد العقد .
     وبذلك يُعد الاعتبار  الشخصي من المبادئ والمفاهيم التي لها دوراً مهماً ومؤثراً في نطاق القانون المدني ، إذ إنّ الاعتبار  الشخصي يترتب عليه آثار تحدد جملة من الالتزامات الملقاة على عاتق أطراف العلاقة العقدية ، وإنّ الاعتبار  الشخصي يؤثر من جانب آخر وبشكل مباشر من انتقال الحقوق والالتزامات من أطراف العلاقة العقدية إلى الغير ، وإنّ الاعتبار  الشخصي له دور بارز ومهم في إنعقاد العقود وإنقضائها على حد سواء .
     ويجدر بالذكر ، قد ترتفع أهمية هذه الشخصية ، أو الصفة ليكون لها الدور الأبرز في إنعقاد العقد ، فلولا هذه الشخصية ، أو الصفة لما أقدم المتعاقد على إبرام العلاقة العقدية ، إنّ شخصية المتعاقد ، أو صفة من صفاته يكون منظوراً إليها بعين الأهمية والاعتبار  في إنعقاد العقد ، وربما يكون هذا الاعتبار  متبادلاً بين أطراف العلاقة العقدية .
فالاعتبار  الشخصي يُعد من المفاهيم والأفكار الجوهرية في إنعقاد العقود, ومنها موضوع بحثنا, عقد الوديعة عندما يتصف بالاعتبار  الشخصي وتكون فيها شخصية الوديع ، أو صفة من صفاته محل إعتبار شخصي ورئيسي لدى المودع ، إذ إنّ المودع في هذا العقد يهتم عادة بشخصية الوديع ، أو بصفة من صفاته الجوهرية في إبرام عقد الوديعة، أو أنْ يقع محل الإلتزام على هذه الشخصية ، أو الصفة في إبرام عقد الوديعة، فتكون بذلك شرطاً معتبراً في انعقاد عقد الوديعة ، وقد يتعرض الوديع إلى ظروف معينة أثناء مدّة تنفيذ العقد مثل الوفاة ، أو الإعسار، أو الحجر ، فيقرر له أحكاماً خاصة تختلف عن بقية العقود الأخرى, التي لم تتصف بالاعتبار  الشخصي.
   ويتضح دور الاعتبار  الشخصي إذا طرأت ظروف ، وحدثت تغييرات في شخصية المتعاقد محل الاعتبار  الشخصي، أو في صفة من صفاته مما يؤدي إلى عدم قدرته على تنفيذ الإلتزامات التي تقع على عاتق المتعاقد محل الاعتبار  الشخصي، كما في حالة الإعسار والحجر اللذان يقعان على المتعاقد محل الاعتبار  الشخصي في عقد الوديعة ، إذ يؤثران على شخصية المتعاقد محل الاعتبار الشخصي، أو صفة من صفاته منذ بداية التعاقد في إبرام عقد الوديعة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع