القائمة الرئيسية

الصفحات

التنمر و فيروس كوفيد -19 بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



التنمر و فيروس كوفيد -19
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



التنمر و فيروس كوفيد -19
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

      بات الفيروس المستجد كوفيد – 19 محور الحديث العالمي منذ اشهر فهذه الفترة التي يعيشها العالم مع هذه الجائحة وما نتج عنها من اجراءات حجر صحي ترك اثرا ملموسا على حياتنا اليومية والمهنية وفي علاقاتنا العائلية والاجتماعية وما سينتج عن ذلك في المستقبل، الا ان ما يتعرض له المصاب بالفيروس او من يجب خضوعه للحجر الطبي لحماية الاخرين بعد احتكاكه بشخص مصاب او مشتبه بإصابته من نفور وتأنيب وتحميله مسؤولية ذلك وكانه يحمل وصمة عار ليصب جام الغضب عليهم وان كانوا مجهولي الهوية بالنسبة للمنتقد ولا ننسى ما تعرض له الصينيين من هجمة شنت عليهم وتجاوزت النطاق اللفظي لتكون على شكل اساءة جسدية ولا سيما في الاماكن العامة، لكن ما هو التنمر؟
   مصطلح بات يتكرر ويطرق اسماعنا.
     التنمر : (هو شكل من اشكال الاساءة والايذاء الموجه لفرد او مجموعة بشكل لفظي او جسدي يتمثل بالعنف الممارس ضد الشخص), او (المجموعة وما يشتمل عليه من كلام تهديد وعنف جسدي يمارس ضدهم وتحميلهم مسؤولية العار الذي ينسب اليهم)، وفي مجتمعنا الشرقي نجد اشكال متعددة لذلك فرفض احدى العوائل لحجر ابنتها بعد اكتشاف اصابتها بالفيروس هو احد تلك الاشكال بالتحجج بان الحجر الصحي معيب ومخالف للعادات والتقاليد التي لا تبيح للمرأة المبيت خارج المنزل دون مرافق وهو ما يظهر حقيقة الواقع الذي نعيشه فالكوادر الصحية التي تضحي بأرواحها يمنعون من اداء واجبهم بإنقاذ عوائل اخرى من المرجح اصابتهم وبنسبة كبيرة بالمرض.
    فهذه العقلية من المؤكد انها ستسهم في نشر المرض لغيرهم في محيط العائلة على اقل تقدير بداعي الخوف من ما يمكن ان يلحق بسمعتهم من جراء الانصياع للإجراءات الصحية في حالة اصابة احد افراد العائلة والمقربين لهم من كبار السن وذوي الامراض المزمنة ومنخفضي المناعة، فالمصاب بالفيروس ليس مجرما ولا عالة على المجتمع ولا يستحق الاساءة اليه بل بالعكس يستحق الدعم والمساندة معنويا وماديا ولا سيما خلال فترة العزل الصحي ولا سيما ان تلك الفترة تؤثر على الصحة النفسية وما ينتج عن ذلك من تأثيرات على سرعة التعافي من المرض ولا سيما ان هذه الفترة قد القت بضغوطها على الناس بشكل عام خوفا من المرض والعدوى فما بالك بالمصاب الذي يعيش في حالة نفسية سيئة خوفا من المرض او الوفاة تبعا للإصابة به او بسبب ظروفه الاقتصادية، لذلك يعمد الافراد لاتخاذ اليات عدة لمواجهة تلك الاوضاع والتي قد تكون الفكاهة احداها في مواجهة الخوف من المرض او لوم الاخرين على ذلك والتي تعيدنا لسلوك الاطفال عند لومهم للأخرين عند سقوطهم او تعرضهم للأذى والتي يعدها الاطباء النفسيين اليات غير متطورة لمواجهة الخوف كألية يتبعها البعض دفاعا عن النفس وهو ما يدفع للدعوة للاهتمام بصحتنا النفسية ولا سيما في الظروف الطارئة ومناهضة جميع اشكال الاساءة النفسية التي يمكن ان تمارس ضد المصابين بالفيروس فالإصابة بالمرض ليست عارا او عيبا ولا يحق لاحد ان يعامل بشكل سيء بسبب مرضه.
    اذ اثبتت الدراسات ان هنالك علاقة قوية بين التنمر والتفكير بالانتحار منذ ظهور الفيروس لما نتج عنه من سلوكيات سيئة جعلت الخوف من الاقتراب ممن يحملون الملامح الاسيوية او من يعانون من نزلات البرد خوفا من ان يكونوا مصابين بالعدوى او ما يحدث للمتعافين من المرض من الاحجام عن العناية بهم وتقديم العون لهم والاطمئنان على صحتهم ليعيشوا في عزلة لا ذنب لهم فيها ، فهم ضحايا رضوا بقضاء الله وجميعنا معرضين للإصابة في اي حين، لذلك بات الامر يستدعي التوعية فما يحدث هو ابتلاء الجميع معرض له مما يستوجب الدعاء للمبتلى ودعمه، فالمريض او المشتبه بإصابته بعد العزل او العلاج يتعافى من المرض ويمارس حياته بصورة طبيعية ،لذا يتبرز اهمية الدعم النفسي والمساعدة والتعاطف حتى يمارس حياته بصورة طبيعية، والتركيز على وسائل الاعلام للقيام بدورها للحد من تلك الظاهرة ونشر الوعي بين الناس.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع