القائمة الرئيسية

الصفحات

الحوار العراقي الامريكي نظرة في واقع الاحداث بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا




الحوار العراقي الامريكي نظرة في واقع الاحداث
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا


الحوار العراقي الامريكي نظرة في واقع الاحداث
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

    مع انطلاق الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي حول مستقبل العلاقات الثنائية بين الطرفين بوضع جميع جوانب تلك العلاقة على طاولة المفاوضات لإعادة هيكلة تلك العلاقة وتشكل علاقة استراتيجية دائمة تخدم مصالحهما الاستراتيجية والتي من المؤكد ان نتائجها ستعمل على احلال السلم والاستقرار في المنطقة فالمطلع على الاحداث من الممكن ان يجد ان انسحاب الولايات المتحدة من العراق قد يكون احدى الوسائل لخفض خسائرها.
    الا اننا نجد ان استقرار العراق له اهمية بالغة في ضمان استقرار الخليج واستمرار تدفق النفط للأسواق والاقتصاد العالمي هذا بالمرتبة الاولى، اضف الى ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية لا تريد الانسحاب من العراق وترك الساحة وتكرار خطا عام 2011 فالتنافس على العراق ممكن ان يجعله مصدرا رئيسيا لقلق الولايات المتحدة وهو ما نرى بوادره منذ فترة ليست بالقصيرة منذ ان ادركت الولايات المتحدة خطأ سياساتها في العراق والدليل موجود على ارض الواقع من خلل في نظام الحكم انقسامات في سياسات الاحزاب ومشاكل اقتصادية خطيرة.
     وهو ما يدفع الوضع لمنحنيات خطرة قد يجد فيها الارهاب ثغرات مناسبة للحصول على امتيازات على ارض المعركة مقابل القوات المسلحة والاجهزة الامنية العراقية.
     هذا من جهة, من جهة اخرى نجد ان الولايات المتحدة تسعى للحد من الجهود التي تبذلها كل من روسيا والصين للاستحواذ على مكاسب في الاقتصاد والاسواق العراقية, وهو في حالة تحققه سيترك اثارا تمتد للمنطقة دون الاقتصار على العراق وهو ما يتعارض مع المصالح الامريكية في العراق بان يكون مستقرا ومتوازن سياسيا وهو ما سيكون التحدي الاكبر للولايات المتحدة بالعمل على اجراء اصلاحات كبيرة في العراق بما يتعلق بالتنمية والسياسة, والتي نجد ان بعضها قد يعود لنشأة الدولة العراقية والاخر هو تراكمات النظام السابق والاخرى ترافقت مع الغزو الامريكي للعراق عام 2003 وهو ما نجده مهمة ليست باليسيرة في العودة لتنظيم الامور في بلد انهكته الحروب والنكبات والتجاذبات السياسية.
    الا انني اجد ان  الفيصل في ذلك كله هو ما يريده العراقيون فعلا فمعيار اي علاقة ثنائية استراتيجية ناجحة هو ما يريده اهل البلد لبلدهم ومما لا يخفى على احد ان اهل البلد يعيشون انقسامات سياسية واقتصاد غير مستقر كان نتاج تلك الانقسامات واحد اهم العوامل الرئيسية في شلل الاقتصاد العراقي ولا سيما اننا نجد ان العراق يحاول الموازنة بين معظم الاطراف في علاقاته السياسية بين الاطراف الخارجية وهو ما انعكس سلبا على سياسته الداخلية.
     مما يعظم ازمة دولة تحاول ان تحافظ على استقلاليتها في مواجهة كل تلك التحديات الشائكة التي تتهدد كيانه كدولة في خضم تصارع القوى الكبرى للحصول على امتيازات على ارضه، وبصرف النظر عن جميع ما تقدم نجد ان توقيت الحوار الاستراتيجي بين الطرفين هو لمناقشة امكانية ايجاد علاقة استراتيجية مناسبة بين الطرفين في ظل توقعات من الطرف العراقي بالحصول على مساعدات سخية من الولايات المتحدة.
 وهو ما نجد انه لن يكون بمستوى ما يطمح اليه المفاوض العراقي ولا سيما بعد التكلفة الهائلة التي الحقها (كوفيد-19 ) بالاقتصاد الامريكي.
    ولا سيما ان الاقتصاد العراقي هو الاخر يعاني من عقود من سوء الادارة واهدار الثروات والموارد على مختلف انواعها لتاتي ازمة انخفاض اسعار النفط الخام لتدفع العراق لحالة من العوز وعدم القدرة على توفير مقدرات ادارة اقتصاد البلد.
    لذا فاختفاء الوجود الامريكي يعني توجيه تلك الموارد لأطراف اخرى لا تحتفظ بعلاقات مستقرة مع الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة.
    وهو ما نجد ان دولة كالولايات المتحدة ستسمح به بهذه السهولة الا انها لن تتهاون في طلبها بتوفير الامن لقواتها ومواطنيها في العراق في مقابل مساعدة العراق على النهوض بواقعه واقتصاده.
 الا ان ذلك لن يكون بالسهولة التي ممكن ان نتخيلها فالولايات المتحدة لن تقدم مساعدات او اموال تعرف انها ستختفي في حفر الفساد لذا سيكون الحوار بالتركيز على ما يمكن ان يقدمه العراقيون في طريق ايجاد قيادة تدفع البلد للمسار الصحيح والذي لا نجد انه من الممكن ان يتحقق ان لم نعمد لإيجاد جيل من السياسيين يضع مصالح العراق اولا نصب عينيه والعمل على الافادة من علاقاته مع جميع الدول لاجتياز التحديات فمن غير الممكن لدولة ما ان تجتاز محيطها الاقليمي او العالمي والاقتصار على اطراف معينة دون غيرها ، ليكون من الحكمة على السياسيين العراقيين ادراك ذلك اولا ووضعه كدليل للتعامل في العلاقات الدولية على اسس تنهض بالبلد من كبوته دون محاباة طرف ضد اخر ، لذا نجد ان ذلك الحوار هو النقطة الاساس للانطلاق لرسم علاقة جديدة بين الطرفين من الممكن ان تكون نقطة البداية لشراكة دائمة .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع