قراءة في واقع الاحداث
د. ايناس عبد الهادي الربيعي
قراءة في واقع الاحداث
د. ايناس عبد الهادي الربيعي
أثبت عام 2020 مدى هشاشة الوضع في العراق فبدأ من بداية مضطربة وسط احتجاجات مستمرة لفترة قاربت العام بردود فعل عنيفة اسفرت عن استشهاد اكثر من ستمئة شهيد ومئات الجرحى وانتشار فيروس كورونا بتكاليف انهكت البلد وانخفاض بأسعار النفط وهو ما أثر بشكل واضح على قدرة الحكومة على الاستجابة لتلك الازمات المتلاحقة او التعامل معها ، معركة البقاء الجارية والبحث عن أمكانية التوصل لحلول طويلة الامد ،الفشل الذي يلوح في الافق في العراق بالاعتماد على تقديرات لا تحمل سوى نهج يركز في المقام الاول على شرعية ما يتخذ من اجراءات يرجح نجاحها لعبور الازمة وتخطي عتبة الفشل ، بلد تتوفر فيه مقومات عدة غير مستغلة على مدى اعوام طويلة وهو ما يمنحنا معلومات عن مستوى التنسيق المتوافر بين اطراف المسؤولية اضافة لنقص في المصداقية من قبل الجمهور المتشكك وهو ما يدفع للوصول لعدة تكهنات وتساؤلات ترافق الحدث اولها هل تعد تلك الاجراءات منظمة بشكل جيد يمكنه التفاعل بشكل سريع مع تطورات الامور ومجرياتها ، هل هناك تقارب في السياسات والتوجه نحو وحدة الاهداف والالتزام سلفا بوحدة الموقف لمواجهة الازمة وعبورها ،فعلى الرغم من تناقض المعلن مع الهدف المرجو نجد ان دلائل عدة تظهر امكانية الوصول لبر الامان اذا ما كان الموقف موحدا بادراك تام بان الرأي العام متابع لمجريات الاحداث بردة فعل لا يمكن توقعها الا ان كافة الاحتمالات واردة والذي نجد ان امكانية تجنبه ممكنة عبر تقديم برنامج سياسي واضح وبرؤية بعيدة المدى ولا سيما ان التطورات في مجريات الامور تمنح القدرة على التعبير عن موقف اكثر تماسكا يتسم بالجدية ولا سيما اننا مقبلون على انتخابات مبكرة الامر الذي سيمنح الحكومة الفرصة لمعالجة قضايا عدة وبوقت قياسي وهو امر قد يمنح التفاؤل بالقادم ولا سيما ان عبرت الحكومة عن سياستها بشكل واثق بانها في طريقها لعلاج الوضع السائد بما يحمله من تبعات باتت توهن الجميع بلا استثناء والذي يمكن ان يتحقق بالحد من الضرر الذي يمكن ان ينجم عن اتباع سياسات مالية تقشفية ، فلإصلاح الهادف للقطاع العام امرا حيويا اذا ما كنا نريد تجنب الانهيار الاقتصادي فعقود من سوء الادارة والتراخي والفساد ادت لظهور قطاع عام متضخم غير مستدام وغير ملائم للغرض الذي وجد من اجله لذا يمنح الاصلاح فرصة لرسم مسار مختلف عبر وضع استراتيجية تحدد اهدافا قابلة للتحقيق ومبادرات محددة لتحقيقها من خلال استهداف المجالات القابلة للاستجابة السريعة للإصلاح والاقل تأثرا بمتغيرات الامور ومجرياتها وهو ما سيولد زخما لإصلاحات اضافية بجهود طموحة على المدى البعيد من خلال الاعتماد على الخبرات والمهارات الداخلية والتي تتمتع بقدر من الكفاءة في تولي المهمة وتحقيق انتاجية اعلى بطابع احترافي لتحقيق السياسات المرجوة .
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة