القائمة الرئيسية

الصفحات

استراتيجيات الأمن في منطقة البحر المتوسط دراسة في التنافس الروسي الأمريكي بعد العام 2011 د صالح كاظم جبر الموزان

 

 

 

استراتيجيات الأمن في منطقة البحر المتوسط دراسة في التنافس الروسي الأمريكي بعد العام 2011

د. صالح كاظم جبر الموزان

 


 

استراتيجيات الأمن في منطقة البحر المتوسط دراسة في التنافس الروسي الأمريكي بعد العام 2011

د. صالح كاظم جبر الموزان

 

     شهد النظام الدولي منذ نهاية الحرب الباردة عملية إعادة تشكيل القوى والفواعل المؤثرة في بيئة ذلك النظام بفعل التغييرات والتطورات وتسارع المعطيات في الساحة الدولية, ولم تكن الظاهرة الأمنية بمعزل عن تلك التغييرات فبروز عدة ظواهر كالإرهاب الدولي والجريمة المنظمة  والاخطار الاجتماعية من فقر ومجاعة والتغييرات المناخية والتلوث البيئي فضلاً عن تصاعد حدة النزاعات والصراعات التي تشهدها العديد من مناطق العالم هو ما دفع بالدراسات والتحليلات الأمنية الانتقال من مستوى الدولة إلى مستويات أخرى, كمستويات لتحليل وتفسير مفهوم الأمن , وضرورة إعادة النظر ليس في وسائل التهديد ومصادرها فحسب بل في وحدة التحليل أو الطرف المعني بالأمن على اعتبار أن قضية تحقيق وتوفير الأمن يجب الا تنحصر بحماية الدولة بمعنى أن الدولة لم تعد الفاعل الوحيد الذي يناط به الوظيفة الأمنية بل امتدت لتشمل فواعل أخرى تماشياً مع تنوع وتعدد قضايا الأمن , فكان لهذه الفواعل الأثر الكبير في تحول العديد من المفاهيم في العلاقات الدولية ومنها مفهوم الأمن ومن ثًم فأن الأطر التقليدية لم تعد ملائمة لتفسير التحولات في المفاهيم الأمنية, الأمر الذي دفع باتجاه توسيع مفهوم الأمن ليستوعب التحولات في مصادر وطبيعة التهديدات والمخاطر الأمنية.

أن منطقة البحر المتوسط شكلت أحدى الفضاءات الجيوسياسية المهمة نظراً لموقعها الجغرافي بتوسطها لقارات العالم الثلاث اسيا وافريقيا واوروبا , فهي تشكل بذلك فضاء مركزي لمختلف التفاعلات والتقاطعات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الشمال والجنوب , الأمر الذي جعل من منطقة البحر المتوسط تشهد عبر تأريخها علاقات دولية وإقليمية متأرجحة بين التعاون والصراع نتيجة موقعها في مدار التنافس الدولي بين القوى الدولية, فهي تُعد منطقة تقاطع وتباين للمصالح بين بعض القوى الدولية من جانب وبين الدول المتوسطية التي تنتمي للمنطقة جغرافياً, والتي تتسم بعدم التجانس والانسجام من حيث الامكانيات والقدرات والموارد الطبيعية وغير الطبيعية من جانب أخر, الأمر الذي يدفع بكل طرف لاتباع والاعتماد على وسائل وادوات مختلفة وصياغة استراتيجيات متنوعة لتحقيق جملة من أهدافه ولضمان مكانة مهمة في المنطقة تمكنه من التنافس مع الاطراف الأخرى كما هو الحال في تنافس روسيا مع الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة.

    منذ نهاية الحرب الباردة ظهر نظام دولي جديد تتزعمه الولايات المتحدة كقوة وحيدة مهيمنة على العالم , اذ سعت أن يكون لها تواجد في العديد من مناطق العالم لتكريس سيطرتها وانفرادها بقيادة العالم ومن هذه المناطق منطقة البحر المتوسط في حين تراجع دور روسيا العالمي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي فلم تعد قادرة على مواجهة الولايات المتحدة والدخول معها في صراعات , الا أن بعد عام 2000 بدأ حدوث تغييرات في الاستراتيجية الروسية في تعاطيها مع قضايا وأحداث الساحة الدولية , اذ عملت روسيا على تعزيز قدراتها الاقتصادية وقوتها الشاملة وبدأت تسعى لاستعادة مكانتها العالمية وحماية مصالحها الاستراتيجية اينما وجدت ومنها منطقة البحر المتوسط, على ذلك فأن الاستراتيجية الروسية تغيرت بوصلتها نحو الدخول في التنافس مع الاطراف الأخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في المناطق التي تعتبرها روسيا مناطق حيوية لمصالحها العليا.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع