التشخيص للمتهم من قبل الشاهد- دراسة قانونية

التشخيص في القانون

بناء على ما جاء بقرار قاضي التحقيق في ---- والمتضمن اجراء عملية التشخيص للمتهم -----من قبل الشاهد فقد احضرت عدد من المراجعيين ---- وادخلته في احدى الغرف ثم ادخلت الشاهد في غرفة ثانية وحضرت الغرفة التي فيها المراجعين وكان بمعيتي ضابط الشرطة ----ووكيل المتهم ----- ثم ادخلنا المتهم المذكور مع المراجعين وطلبت من الشاهد ----
بعد ان ادى القسم انه سيقول الحق وكان المتهم ملثما مع بقية المراجعين وطلبت من الشاهد التدقيق في وجوه الحاضرين – ولدى التدقيق من قبله فقد اشار بيده الى المتهم --- واخرجت الشاهد وادخل مرة اخرى بعد ان طلبت من المتهم تغيير ملابسه على ان يبقى ملثما وابدلت مكان وقوفه بين الحاضرين – ودقق الشاهد مجددا في وجوه الحاضرين واشار بيده الى احد المراجعين دون المتهم – ثم قمت بالعملية مرة اخرى وابدلت مكان المتهم وبقي ملثما وادخلت الشاهد المذكور فاشار بيده الى مراجع اخر يدعى --- ثم قمت بتكرار العملية بعد ان عزلت المتهم الحقيقي في مكان اخر وادخلت الشاهد ودقق بوجوه الحاضرين جيدا فاخبرنا بعدم وجود المتهم من ضمن الحاضرين. وعليه نطم ووقع محضرا التشخيص من قبلي والحاضرين .

ملاحطات مهمة في التشخيص

من الامور المهمة في عملية التشخيص التي يقوم بها المحقق القضائي او من يخوله قاضي التحقيق المختص باجراءها لتشخيص المتهم من قبل الشاهد المعني هي -1- يكون وضع المتهم كما هو كان وقت ارتكاب الجريمة من الملابس التي كان يرتديها وطريقة لبسه لها وهل كان ملثما ام لا – 2- حضور وكيل المتهم وضابط المركز الموقوف لديه المتهم او اي مسؤو ل اخر-3- احضار عدد من المراجعين بما لا يقل عن خمسة اشخاص ليتسنى للشاهد ان يميز بين الحاضرين من هو المتهم الحقيقي ولتكون عملية التشخيص اكثر استجابة للامر المطلوب. 4- يؤدي الشاهد يمين القسم بان يقول الحق في عملية تشخيصه للمتهم بدقة .5-يكرر المحقق عملية التشخيص عددة مرات بما لاتقل عن ثلاثة مرات او اكثر حسبما يقتنع من ضرورة اعادة اجراءها ويتوقف ذلك على خبرة وقدرة المحقق من تقدير ذلك وكيفية اجراءها 6- تكون غرفة التشخيص واسعة ومضيئة تسهل اجراء عملية التشخيص من قبل الشاهد بوضوح وبرؤية جيدة .7- بعد الانتهاء من اجراء عملية التشخيص يقوم المحقق بتنظيم محضر التشخيص مبين فيه كل الملاجظات التي جرت في عملية التشخيص كما اشار اليها الشاهد في تشخيص المتهم فيها من عدمه وفي كل عملية مستقلة عن الاخرى ,حتى تعطي القناعة التامة لقاضي التحقيق من تمكنه من تشخيص المتهم او من عدمه كما حاء بشهادته . ويبين وقت وتاريخ اجراء عملية التشخيص ويوقع هو والحاضرين والمراجعين الذين اشنركوا بالتشخيص فيه ,مبين فيه عناوينهم واسماؤهم بصورة واضحة ودقيقة .
من ذلك نفهم مدى اهية عملية التشخيص وهي قد تكون بمثابة الراي القاطع في ادانة المتهم اذا ما اقترنت بدليل اخر ويكون القضاء قد يعتمد عليها في قضاءه وفي تقرير مصير حياة انسان اما الاتهام او البراءة - هي من الاجراءات المهمة في التحقيق ومن التاكد من صحة شهادة الشاهد وخاضة اذا ما كانت الشهادة الوحيدة في التحقيق , قد يشوبها من العيوب ما يلزم التاكد من صحتها تماما . ويبقى تقدير الشهادة والادلة بصورة عامة لسلطة القاضي المختص والمحكمة المختصة في حسم القضية الجنائية.

بقلم المستشار فاروق العجاج/العراق