القائمة الرئيسية

الصفحات

التحقيق في جريمة قتل - خطوات عملية

التحقيق في جريمة قتل - خطوات عملية

بعد الاخبار عن وقوع جريمة قتل شخص يكون التحقيق عنها حسب طبيعة ارتكاب الجريمة ومكانها ووضوح هوية فاعل الجريمة وهوية المجنى عليه ويجري التحقيق واتخاذ الاجراءات اللازمة وفق الحالات التالية :-

يكون فيها الفاعل متلبس بالجريمة وقد تم القبض عليه و تسليمه لاقرب مركز شرطة او جهة تحقيقية , يقوم المحقق او مسؤول الشرطة بالانتقال فورا الى محل الحادث واتخاذ الاجراءات الاصولية التحقيقية الابتدائية فيما يتعلق بالكشف على محل الجريمة من ضبط الاشخاص الموجودين والحصول منهم على المعلومات المهمة حول كيفية وقوع الحادث والسلاح الذي ارتكبت به الجريمة وظروف واسباب وقوعها ووقتها وفاعلها الحقيقي والمشتركين في ارتكابها ان وجدو ا والعمل على ضبط الالة الجرمية المستعملة في الجريمة او اية الة وجدت في محل الحادث...

 ومن المحتمل ان تكون هي الالة المستعملة في ارتكاب الجريمة و ما موجود من دماء او شعر او ملابس او اي شئ اخر, قد يتعلق بالجاني المتهم شخصيا تركت منه وقت وقوع الحادث , والقيام بجمع الظروف الفارغة للاطلاقات المستعملة في الجريمة الموجودة في محل الحادث ان كان الجريمة وقعت باطلاق عيارات نارية وبيان عدد الاصابات ومحلها في جسم المجنى عليه الظاهرة , ومن ثم طلب حضور خبراء الادلة الجنائية الى محل الحادث الجنائي لنقل طبعات الاصابع واثار الدماء والقطع البشرية ومن اثار الشعر والملابس وغيرها من امور واشياء من اثار مهمة متروكة في محل الجريمة . لاجراء الفحوصات اللازمة لناكيد مطابقتها مع ظروف الجريمة واحوال المجنى عليه مع اعتراف المتهم بارتكابه الجريمة .

ومن ثم ارسال الجثة الى الطب العدلي لبيان سبب الوفاة وما طلبه المحقق من امور تتعلق بالجريمة في استمارطلب التشريح لبيان سبب الوفاة , ويتوقف عمل المحقق حسب نوع مكان الحادث اذا ما كان في محل سكن او في داخل المدينة او في العراء خارج المدينة ,

تدون مباشرة اقوال الجاني المقبوض عليه وافادات الشهود الحاضرين وقت وقوع الحادث - وتقدم كافة الاوراق التحقيقية المعززة بالكشوفات الى القاضي التحقيق الذي يقوم بدوره بتدوين افادة واعتراف المتهم بارتكابه الجريمة . ثم يتم اكمال الاجراءات التحقيقية حسب ما يقرره قاضي التحقيق المختص .

 وفي حالة اذا كان القاتل المجرم مجهولا وقد تمكن من الهرب بعد ارتكابه الجريمة ينتقل المحقق بعد وصول الاخباراليه بوقوع الجريمة الى محل الحادث ويتخذ الاجراءات اللازمة كما ورد اعلاه, ويتاكد من هوية القتيل ومحل اصاباته ومن سبب وفاته والالة المستعملة في الجريمة ومن التاكد من وجود مخلفات تعود للجاني من ملابس او من اثار طبعات اصابع او اثار اقدام او من دماء او من شعر وغير ذلك مما قد تكون عائدة له بعد مطابقتها مع الاشاص الذين يشتبه بارتكابهم الجريمة , والبحث عن المعلومات المهمة التي توصل الى معرفة الفاعل من الحاضرين او من اشخاص اخرين لهم معومات عن معرفة المجنى عليه ومن احتمالات واسباب وقوع الجريمة .

واذا كان المجنى عليه مجهول الهوية وفاعل الجريمة مجهولا فقد تكون الجريمة اكثر غموضا من غيرها . وعلى المحقق ان يبحث علىاي شئ من الاوراق والمستمسكات في محل الحادث الدالة على هويته او صنعته او محل اقامته .

 او اية مستمسكات في سيارة المجتى عليه ان كانت موجودة في محل الحادث – وتسجيل رقم سيارته ونوعها وطرازها واخذ الصور لها ولمكان الحادث من قبل الخبير الفني المختص., ومن التاكد من وقوع الحادث في نفس المكان الذي وجدت فيه الجثة وما هي الاثارالتي تم العثور عليها , واذا ثبت ان الجريمة واقعة في مكان اخر واحتمال وقوعها خارج المنطقة تعمم اوصاف الجثة على كافة مراكز الشرطة لمعرف طبيعة الاخبارات الملائمة لاوصاف الجثة والذهاب الى الطب العدلي لتشخيصها من قبل ذوي المجنى عليه والمخبرين عن فقدانه .

وفي هذه الحالة ضرورة تثبيت وقت العثور على الجثة وطبيعة الاصابات الظاهرة وعلاماتها .والطلب من الطب العدلي بيان سبب الوفاة وتاريخ حصوله لمعرفة الفارق الزمني بين اكتشاف الجثة ووقت الوفاة – ووقت وقوع جريمة القتل .

 واذا كان المتهم قد انكر ارتكابه الجريمة بعد ان تم القبض عليه بالتحري ومن استقصاء المعلومات من قبل المحقق ومن تعاون المواطنين بذلك , فيكون المحقق امام مسؤولية مهمة في بيان ملابسات الجريمة ومعالم حقيقتها وما هو دور المتهم في ارتكابها والعوامل الدافعه له بها من خلال الادلة والبراهين ومن تقارير الخبراء الفنيين ومن استمارة التشريح , التي جميعها تشير بكل وضوح الى ان المتهم المقبوض عليه بهذه الاسباب يكون هو الفاعل ومرتكب الجريمة سواء قداعترف بها ام لم يعترف واصر على انكاره لها ويحال بقرار قاضي التحقيق الى المحكمة المختصة لمحاكمته وفقا للقانون –

 قد تقع جريمة القتل مع جريمة السرقة المنوي ارتكابها وبسببها لغرض اتمام عملية تنفيذ السرقة اذا ما حصل مقاومة من قبل المجنى عليه للدفاع عن نفسه وماله مما يستلزم ضبط المسروقات ونوعها وعددها وبيان اماكن ومحل وجودها والطريقة التي تم سرقة تلك الاموال ونوع السلاح والالات الي استعملت في القتل والسرقة ومعرفة كيفية الدخول الى الدار الذي وقع فيه الحادث او في اي مكان اخر ونوع الاثار التي تركت في محل الحادث من طبعات اصابع واقدام ومن اي اثر اخر يشير الى هوية الجناة والاسلوب الاجرامي الذي استعمله الجناة او الجاني في ارتكابه الجريمة المتداخلة بين القتل والسرقة وغيرها من الملاحظات المهمة التي يراها المحقق في مكان ومحل وموقع الجريمة , سواء كان ذلك في محل سكني او في العراء او في داخل المدن .وقد يصاحب ايضا وقوع جريمة السرقة الاعتداء الجنسي على احدى النساء والاقدام على قتلها احيانا عند المقاومة والممانعة الشديدة لمواجهة الجناة وما له من اثارخاصة يستلزم معاينتها وتثبيتها بدقة وناكيد حصولها واقعيا ومن خلال الفحص الطبي ان تطلب الامر ويقتضي هنا المحافظة على كتم مثل هذه الوقائع للمحافظة على سمعة اهل الداروعدم افشاءها واطلاع الغير عليها .وغيرها من الجرائم الاخرى التي يرتكبها الجناة حسب ما تهوى نفوسهم المريضة الاجرامية البغيضة

من ذلك نفهم بكل وضوح ان التحقيق في الجرائم الجنائية يتوقف على :-

اولا- جسامة الجريمة وطريقة ارتكابها ومكان ارتكابها ,

ثانيا- على دوافعها سواء كانت مادية او لثار سابق او لباعث شريف او مقترنة بجريمة اخرى _

ثالثا – على عدد الجناة ودوافعهم واسباب اشتراكهم في قضايا سلب او خطف او انتقام لثار او دافع معين اخر او نتيجة لحادث عرضي .

رابعا- على دور المواطن من التعاون مع الاجهزة الامنية والتحقيقية في تقديم المعلومات المهمة المتعلقة في ارتكاب الجريمة واسباب ودوافع وقوعها ومعلومات عن كيفية وقوعها والاشخاص المتهمين بها وخاصة من قبل المخبرين السريين .

خامسا – على حقيقة الاخبار عن دوافع وقوع الجريمة او عن كيفية وقوعها وقد يبدوا ان الوفاة كان انتحرا ولكن في الحقيقة هو حصول القتل ثم جرى تعليق الجثة للتضليل على الجريمة.-- وقد يبدوا ان الوفاة بسبب الحريق ولكن في الحقيقة ان القتل حصل قبل الحريق ثم تم افتعال الحرق للتضليل على الجريمة -- اوقد يبدوا من الاخبار ان الحادث دهس كان سببا للوفاة ولكن في الحقيقة كان قد تم قتل المجنى عليه قبل ذلك ثم تم بعدها عملية دهس المجنى علية للتضليل على الفعل الجرمي ,, وغيرها من الاخبارت الاخرى التي يتطلب التاكد من صحتها حتى لا تضيع جهود وتذهب معالم الجريمة الحقيقية ويفلت الجاني من العقاب .

سادسا- دور التقارير الطبية وتقارير خبراء الادلة الجنائية الفنية ومدى دقتها وتحديدها علاقة الاثار المعثور عليها في مكان الجريمة مع شخصية المتهم بها حصرا . وقطع دابر الشك في حقيقة انهامه استنادا الى تلك التقارير مع باقي الادلة الاخرى المتحققة في التحقيق .

سابعا- سرعة الانتقال الى محل ارتكاب الجريمة يساعد ذلك على اكشاف اكثر ما يمكن من معالم الجريمة ومعرفة ظروفها ودوافعها من خلال ما يعثر عليه من اثار مادية مهمة تتعلق بالمجنى عليه وبفاعل الجريمة الحقيقي .ومما يحصل المحقق من معلومات حي من الاشخاص الذين كاتوا حاضرين وقت وقوع الجريمة وكاتوا قريبين منها ومن الاشخاص الذين لدهم معلومات مهمة عن الجريمة .ومن تمكنه من تحديد اتخاذ الاجراءات الضرورية للقبض على فاعل الجريمة او الفاعلين الشركاء ,وكثير ما يحصل ذلك لدى المحقق ومن تمكنه من القبض على الجاني بساعات من قت ارتكاب الجريمة او في قت قصير بعد ما تمكن من الوصول الى موقع الجريمة بالسرعة اللازمة وهناك شواهد عديدة على ذلك,

من ذلك نفهم مدى ضرورة سرعة انتقال المحقق الى موقع ومسرح الجريمة عامل مهم جدا يغني عن بذل جهود كبيرة فيما لو تاخر الوصول الى محل الحادث لان ذلك يعطي للمجرم الوقت الكافي للهروب ومن اضاعة كثير من الادلة المادية المهمة من مسرح الجريمة التي قد تتعرض الى اخفاءها بصورة متعمدة لضياع معالمها او نتيجة اعمال فردية غير مقصودة في محل الحادث.وكذلك يفقد الخبراء الفنيين قدرتهم من اعطاء التقارير الفنية اللازمة بصدد اثار الجريمة ان كانت ملوثة باثار اخرى لا علاقة لها بفاعل الجريمة وقد تكون من نتيجة تدخل اشخاص في محل الحادث والتلاعب باثارها دون دراية باهميتها ومن ضرورة المحافظة عليها كطبعات الاصابع والاقدام واثار الدماء والشعر والملابس وغيرها . ان سرعة القبض على الجناة فاعلي الجرائم بصولرة عامة مما تلقي اثرها الكبير على نفوس اولا اهل الضحية من خلا معرفة الفاعل مرتكب حريمة قتل المجنى عليه وتقديمه للعدالة لينال الجزاء المناسب لعمله الاجرامي . وكذلك حصول اطمئنان المواطنين على امنهم من خلال ثقتهم بقدرة الاجهزة التحقيقية والامنية والقضائية من ردع المجرمين بارتكابهم الجرائم باسرع وقت ممكن

 وتكون اشارة والتضحة لكل من تسول له نفسه ان يفكر بارتكابه مثل تلك الجرائم فانه سيلاقي اجهزة فعالة وكفوءة من اكتشاف امره واخذ الجزاء العادل باسرع وقت ليكون عبرة للاخرين – هذا هو المقصود من اهمية الاهتمام بالتحقيقات الجنائية وخاصة في حوادث القتول على اختلاف انواعها وحوادث السرقات والخطف والتعدي الجنسي وفي كل ما يهدد حياة المواطنين عموما في البلاد وعلى امنهم واستقرارهم – ومن اهم تلك الاجراءات هو الانتقال الى مسرح وقوع الحوادث بالسرعة اللازمة فور وصول الاخبارالى الجهات المعنية بالتحقيق فيها وفقا لاصول الاجراءات التحقيقية اللازمة لها كما جاء بقانون اصول المحاكات الجزائيةرقم 23-لسنة 1971وتعديلاته بفقراته 41-42-43-44-45-46 -49-50-51-من القانون 
المحامي فاروق العجاج
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة

التنقل السريع