القائمة الرئيسية

الصفحات

الإسلام والإرهاب بحث في القانون والسياسة

الإسلام والإرهاب بحث في القانون والسياسة

الإسلام والإرهاب بحث في القانون والسياسة
الإسلام والإرهاب بحث في القانون والسياسة

بقلم: الدكتور حكمت شبر. عميد معهد العلمين للدراسات العليا سابقا.

كيف تمكن أعداء الإسلام من حكومات وإرهابيين من استخدام الإسلام لترهيب مختلف الشعوب والدول في العالم؟ هذا الدين المعروف بسماحته وتكريسه المحبة والوئام بين بني البشر، فليس اعتباطا أن يدين به أكثر من مليار إنسان في عالمنا الحديث والذين آمنوا بالإسلام بدون حروب أو فتوحات كما في مثل إندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول الإسلامية؛ فالإسلام لم يدعو كما يبشر الإرهابيون للعداء بين الشعوب بل العكس جاء في الآية الكريمة {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} (سورة الحجرات, الآية: 13).

هذا هو الإسلام الذي دعي للتعارف والمحبة في حالات محددة كما جاء في الآية الكريمة: {مَن قتل نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قَتَلَ الناس جميعاً} (سورة المائدة : الآية 32).

هذا هو موقف الإسلام من قتل البشر فكيف أستخدم الإرهاب بأشكاله هذا الدين الداعي للإصلاح والحب لا لاقتراف الجرائم البشعة التي ترتكب في كل يوم في العراق الجريح وبقية أنحاء العالم باسم الإسلام لو رجعنا إلى التاريخ الإسلامي لوجدنا أمثلة مؤلمة استخدم فيها خلفاء بني أمية وبني العباس الغاصبون للحكم الإرهاب ضد خصومهم من بني هاشم أصحاب الحق في الخلافة.

كان معاوية أبن أبي سفيان، بعد اغتيال الإمام علي (ع) من قبل الإرهابي أبن ملجم، يلجأ إلى استخدام الأساليب المختلفة في قتل خصومه وإرهابهم فقد أستخدم السم لقتل الأمام الحسن (ع) ونسب إليه القول أن الله بعث له جنوداً من عسل واستمر حكام بني أمية في استخدام الإرهاب ضد الثوار المناصرين لآل بيت رسول الله وأبرز مثال ما قام به الحجاج والي مروان ابن الحكم وأبنه الوليد في تعذيب وقتل ثوار العراق والمدينة ومكة خدمة لخلفاء بني أمية الغاصبين للحكم واستمر بذلك بنو العباس فقد دُس السم للأمام علي أبن موس الرضا (ع) واستمر الحكام في استخدام الوسائل المباشرة وغير المباشرة بقتل خصومهم وإرهاب معارضيهم حتى في فترة الخلافة العثمانية أنه لمن المؤسف حقاً أن نرى بعض الفقهاء المسلمين من خدموا العروش يصدرون الفتاوي وينسبون الأحاديث غير الصحيحة للرسول لتدعيم عروش الخلفاء كي يستمروا في حكمهم للناس بدون وجه حق، وهذه من الأخطاء القاتلة التي لطخت صفحة أولئك الفقهاء وألحقت العار بهم ومن تلك الأحاديث المنسوبة للرسول (ص) وأغلبها برزت في العصر الأموي لصالح السلطة القائمة وذماً بالمعارضة ومنها " من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جمع ، فأضربوا عنقه كائناً من كان " وحديث آخر " اسمع لحاكمك وأطعه ، وأن ضرب ظهرك وأخذ مالك " وحديث ينسب إلى رواية الحسن البصري " لا تعصوا أولي الأمر منكم ، فأن عدلوا فلهم الأجر وعليكم الشكر، وأن بغوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر، فهو امتحان من الله ليبتلي به من يشاء من عباده، فعليكم أن تتقبلوا امتحان الله بالصبر والأناة لا بالثورة والغيظ " ومنها " من غلب على المسلمين بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين، فلا يحق لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً باراً كان أو فاجراً " ومنها أيضاً " القدرية مجوس هذه الأمة " وهو من الأحاديث الموجهة ضد المعتزلة، التي لم يكن لها وجود في عهد الرسول (ص) وعرف التاريخ الإسلامي إرهابيين مشهورين " كالحسن الصبّاح" الإسماعيلي المتطرف الذي كان يقتل خصومه عن طريق فدائيين متدربين على عمليات القتل في قلعة (الموت) ومن أبرز خصومه الذين تعرضوا للاغتيال نظام الحكم في القرن الحادي عشر الميلادي(1)

أن الدين الإسلامي الحنيف أستُخدم مرات ومرات لخدمة أهداف بعيدة عن جوهره المتمثل بنشر المحبة والعبادة والصدق والمثل العليا فقد أستخدم في العصر الحديث في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد الاتحاد السوفيتي والشيوعية وكان من أبرز دعاة استخدام الإسلام في الصراع الذي دار خلال الحرب الباردة (جون فوستر دالس) وزير الخارجية الأمريكية الذي دعا حكومته إلى استخدام الإسلام في الحرب الفكرية والدعائية ضد الألحاد الشيوعي وموقف السوفيت ضد الإسلام وكان لدعوة هذا الوزير وشقيقه رئيس المخابرات الأمريكية (ألن دالس) ردود فعل ايجابية كبيرة استمرت حتى الوقت الحاضر في خدمة أهداف الولايات المتحدة وكان من أبرز نتائجها المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة في بحمدون عام (1954م) والتي دعت إليه (25) عالماً مسيحياً ومسلماً، باسم وحدة الأديان حيث دعت منظمة اجتماعية تعمل في خدمة المخابرات الأمريكية أسمها " جمعية أصدقاء الشرق الأوسط " ومن ضمن من تمت دعوتهم إلى ذلك المؤتمر المرحوم آية الله العظمى الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء.

إلا أن العالم الجليل رفض الحضور ورد بكتاب صدر عنه يفند تلك الدعوات المشبوهة وجاء رده:

" يلزم قبل كل شيء أن تعرفوا جيداً أن لسان العمل أبلغ وأشد أثراً من لسان القول، وأن ألوف المؤتمرات والمذاكرات وكل الاجتماعات والمجتمعات ليس لها أي أثر إذا لم تكن الدولة المؤسسة لتلك المؤتمرات والمذاكرات هي في نفسها منسجمة وملتزمة بالقيم المثلى والنواحي الروحية ولا يندفع خطر الشيوعية إلا بتحقيق حرية الشعوب والعدالة الاجتماعية وقلع جذور الظلم وقمع رذيلة الحرص والشره على حق الغير والتجاوز عليه فهل أنتم يا معشر الأمريكان،وياحكومة الولايات المتحدة ويا دولة الإنكليز هل أنتم واجدون تلك الصفات ؟ وهل عندكم شيء من القيم الروحية والمثل ؟ وهل أبقيتم للمثل الروحية قيمة ؟ وقديماً قال الحكماء أن فاقد الشيء لا يعطيه. أليست أعمالكم الفظيعة وضربتكم القاسية للعرب والمسلمين في فلسطين قد سوَّدت وجه الدهر، كان الشرق يعاني كابوسين من الاستعمار، إنجليزي وفرنسي، وجاءت اليد الصهيونية اللئيمة لتهاجم قرى العرب العزلاء، وتقتل رجالها وأطفالها ونساءها الأبرياء ألستم أنتم الذين تمدونهم بالمال والسلاح وتدفعونهم إلى هذه الجرائم دفعاً. وإلا فاليهود أقصر باعاً وأضعف قلباً من أن يجرؤا على العرب هذه الجرأة.

ألستم أنتم من أخرجتم تسعمئة ألف نسمة من العرب، أخرجتموهم من أوطانهم وبلادهم وأشردتموهم بالصحاري والقفار يفترشون العراء، ويلتحفون السماء وكانوا في أوطانهم أعزاء وشرفاء، يكاد ينفجع لحالهم الصخرالأصم، ويبكي لحالهم الأعمى والأصم وأنتم لاتزالون تغرون اليهود بالعدوان عليهم فهل فعل نيرون كأفعالكم هذه؟ والعجب كل العجب أنكم في نفس الوقت تطلبون من المسلمين والعرب الانضمام إلى جبهتكم، والتحالف معكم وأبرام المعاهدات لكم فأنكم تضربون العرب بأرجلكم ورجالكم يصفعونهم على عيونهم بيد، وتمسحون رؤوسهم باليد الأخرى(1)

ولم يأتي موقف الإمام كاشف الغطاء من فراغ أو جاء بشكل عابر وإنما نجد جذوره في موقف الإسلام الحقيقي الذي عبَّر عنه، في الثورات المختلفة، علماء الدين الأفاضل. 

ففي العراق قاد علماء الدين يتزعمهم السيد محمد سعيد الحبوبي المجاهدين 

المسلمين في قتال الإنكليز عام 1915 وبالرغم من فشل المقاومة الإسلامية والوطنية ضد الجيوش الإنكليزية المدججة بالأسلحة القاتلة أمام حشود الثوار العزلاء تقريباً إلا أن سعير الثورة استمر يلهب روح الانتفاضة بين علماء الدين وجماهير المسلمين الوطنية الذين نجحوا في هزيمة بريطانيا في ثورة 1920 الوطنية والتي كان يقودها من النجف الأشرف علماء الدين الأحرار وبضمنهم الشيخ المجاهد محمد حسين كاشف الغطاء وكذلك محمد جواد وعبد اللطيف الجزائري والشيخ محمد رضا الشبيبي وباقر الشبيبي والعلامة المجاهد هبة الدين الشهرستاني وغيرهم من العلماء الأبرار. والذين تمثلت فيهم مُثل الدين الناصعة الذي أستند إليها الأمام كاشف الغطاء في رده على الأمريكان كما قاد علماء مسلمون النضال الوطني في المشرق والمغرب العربي كالعلامة الشيخ (محمد عبدة) الذي عانى كثيراً من اضطهاد الإنجليز من خلال سجنه ونفيه وكان المجاهد العلامة جمال الدين الأفغاني ينير الطريق للمسلمين بآرائه وأفكاره المعارضة للاستعمار البريطاني وهو يتنقل من بلد عربي إلى بلد آخر حتى آخر أيامه في الأستانة.

كما كان للقادة المسلمين في الجزائر والمغرب كعبد القادر الجزائري دور فعّال في محاربة الاستعمار الفرنسي، بل أن الثورة الجزائرية كانت تستند في نضالها الطويل إلى تعاليم الدين الإسلامي وكان المسلم والوطني يتطابقان في الكفاح التحرري الجزائري حتى انتصرت الثورة الجزائرية وتحرر المغرب وغيره من البلدان العربية بفضل مساندة الإسلام والمسلمين في الكفاح التحرري.

ولكن الأمريكان وجدوا ضالتهم في (دين جديد) هو الدين الوهابي الذي أنشأه محمد عبد الوهاب وكان السند لعبد العزيز آل سعود في الوصول إلى السلطة وتعزيزها معتمداً على تعاليم هذا الدين الجديد الذي يكفر المذاهب الإسلامية الأخرى والأديان الأخرى ويدعو للجهاد ضدها.

قامت المؤسسة الدينية السعودية التي تمثل الحركة الوهابية بكل وجوهها فعبد الله أبن الشيخ محمد عبد الوهاب مؤسس الوهابية كان له دور سياسي بارز في بداية حكم آل سعود منذ عام 1803 كما أن حفيد الشيخ محمد عبد الوهاب (سليمان) كان هو الذي أصدر الفتوى الشهيرة بأن كل خصم لآل سعود كافر.

لقد استطاع الأمريكان التغلغل في السعودية ودعم نظامها اليميني المتطرف واستطاعوا بناء قاعدة الظهران المنطلق في الحرب العالمية الثانية لطائراتهم ضد اليابان واجتمع الملك عبد العزيز السعود عام 1944م, مع الرئيس الأمريكي روزفلت على طراد في البحر الأحمر حيث تم وضع أسس التعاون وتبادل المصالح في هذا الاجتماع المهم.

لا بد لي من الحديث بشكل موجز عن مصادر الفكر التكفيري الذي اعتمدته الوهابية التي قام النظام السعودي كيانه عليها فقد جاءنا هذا الفكر التكفيري المدمّر الذي يعتبر الأساس الذي قامت عليه القاعدة في نشاطها وإرهابها في العالم أن أساس هذا الفكر يكمن في تعاليم (أبن تيمية) ومن تلاه من رواد الفكر التكفيري، المودودي وسيد قطب وغيره من كبار فقهاء هذا التيار الغريب والبعيد عن الإسلام . كان محمد عبد الوهاب مؤسس الوهابية قد استلهم أفكاره التكفيرية والجهادية من (ابن تيمية) ومن أهم كتب أبن تيمية (السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية) وفي هذا الكتاب يشرح أبن تيمية شرحاً مفصلاً فريضة الجهاد وكان الجهاد في نظره أهم واجبات المسلم وأكبرها ثواباً عند الله ومن أقواله المشهورة أن الجهاد عند المسلمين أصبح يفضل على الحج والصوم والزكاة وكان ابن تيمية يرى أن السلاح الوحيد لتحقيق استعادة المجد الإسلامي هو إعلان الجهاد ضد العدو الخارجي، وقبل ذلك ضد العدو الداخلي وهذا أهم فكر تخريبي استندت إليه المنظمات الإرهابية في الوقت الحاضر.

ومن أهم أعمدة الإرهاب الفكري في العالم الإسلامي والعربي (سيد قطب) الذي أعدمه الرئيس المصري عبد الناصر وكان يدعو إلى المواجهة مع الطبقات الحاكمة في عدد من البلدان العربية بسبب مايراه من فساد النظام السياسي وهزاله في الدفاع عن دار الإسلام ضد أعدائه في الغرب المسيحي والصهيونية اليهودية (1) والشيوعية الملحدة، ولاستبدال الوضع القائم - على أساس أنه جاهلية جديدة - بنظام جديد يقوم على تطبيق حدود الشريعة وحماية المرأة من الفتنة والغواية، وتثبيت سلطة الرجل، وتعزيز مؤسس العائلة، وأحقاق العدالة، والدفاع عن المستضعفين في الأرض مع التسليم بالتفاوت الطبقي.

ومن العلماء المسلمين ممن حملوا أفكاراً مدمرة بعيدة عن جوهر الدين الإسلامي والتي تحض على تكفير وقتل الآخرين العالم الباكستاني (أبو العلا المودودي) والذي استمد سيد قطب فكرة الحاكمية لله (2) من أفكاره ومن كتب هذا الرجل الداعية للقتل والتخريب ، الجهاد في سبيل الله والإسلام واليهود.

ومن أبرز الدعاة بل أخطرهم وأكثر أثراً فيما يُدعى بحركة الجهاد الإسلامي هو (عبدالله عزام) أحد أعضاء الإخوان المسلمين الأردني الجنسية الفلسطيني الأصل . ويعتبر المؤسس الفكري والحركي الأول للأصولية الأسيوية التي ظلت ولم تزل تحتل مكاناً مهماً لدى الجماعات المتطرفة بدءاً بالحزب الإسلامي الأفغاني ، ومروراً بجبهة مورو في الفلبين وليس انتهاء بحركة طالبان . وهو الذي كان يحرّض الشباب في مواسم الحج على السفر إلى أفغانستان لرؤية الملائكة وهي تحارب مع المجاهدين ضد الروس وكان معادياً للقومية والوطنية حيث يرى أن الوطن والقومية والمجتمع العربي لا معنى لها ولذا لم يكن غريباً أن يدير عزَّام ظهره لفلسطين وهو ابنها ليجاهد في أرض غريبة .

ومن الدعاة المعروفين والخطرين والذين كانوا وما زالوا في قيادة القاعدة المصري(أيمن الظواهري) الذي عمل سوية في أفغانستان مع أبن لادن وكان العقل العسكري والسياسي المخطط لاغتيال السادات، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري مبارك في (أديس بابا) عام 1995 وهو المسؤول عن قتل 19 جندياً أمريكياً عام 1993م, في الصومال كما ينسب إليه تفجير مركز التجارة العالمي الأول في نيويورك عام 1993م. وهو المسؤول عن تفجيرات الرياض عام 1995م, وتفجيرات الخبر في السعودية 1996م, ولا يزال يحرض على القتل والعدوان في العراق والمغرب العربي واليمن والصومال وفي كل مكان تطاله يد القاعدة.

والداعية الآخر الذي حرَّض ويحرَّض على القتل في العراق هو (القرضاوي) ويقيم في قطر حالياً وهذا الداعية جعل من محطة الجزيرة مركزاً للتحريض على الارهاب في العراق باسم محاربة الجيش الأمريكي وهو يصدر الفتوى تلو الفتوى في هذا المجال وآخر فتوى له في مصر تتعلق بالمال (الخبيث) وتقديمه للمجاهدين الذي يتحول بهذا الطريق إلى مال يخدم قضية الجهاد (1) ولم يكن هذا الفكر المشوه والبعيد عن الجهاد والإسلام ، بالرغم من ادعائه

يلعق المفكر العربي ( علي سالم) على أقوال القرضاوي فيقول ، المفهوم من كلامه (ويقصد القرضاوي) أو فتواه بدون أن يتكلم عن المصادر المعروفة للمال الخبيث ، ربما ترفقاً وتهذيباً ومنها بالطبع السرقة ، الرشوة ، تجارة المخدرات ، عمليات النصب والاحتيال ، زراعة الأفيون ، التهريب ، سرقة أعضاء الإنسان وبيعها ، سرقة أراضي الدولة ، الجرائم الإلكترونية إلى آخر الجرائم التي يعرفها أصغر محام ووكيل النائب العام فهل يعرف الدكتور القرضاوي شخصاً من هؤلاء المجرمين يشعر بالألم لما أقترفه من جرائم ويبحث عن طريقة لغسل أمواله وضميره فأنعم عليه بهذه الفتوى ؟ ربما .

ويستمر الكاتب قائلاً : أنا أعتقد أن هذه الفتوى لها صلة بالربا والمرابين أو بقية الجرائم التي يعرفها قانون العقوبات غير أنها في القليل ستكون مريحة لضمائر هؤلاء الذين يعملون في تهريب المخدرات بين الحدود ، والتي تستخدم أموالها في شراء السلاح والمتفجرات ولكن لماذا هذا المثال في نقابة الصحفيين المصرية ؟

أنا لا أفهم أن يحدثهم عن الأموال الحرام الناتجة عن تشويه بعض الناس واغتيالهم .. أفهم أن يحدثهم عن الخلط بين التحرير والإعلان وأثره المدمر على حرية الرأي والتعبير .

أنظر جريدة الشرق الأوسط 12-10 -2009 .











الجهاد لنصرة المسلمين وإقامة الدولة الإسلامية ، ليتهم بنصرة فلسطين والقضية الفلسطينية حتى أن (مجاهديه) لم يقوموا بأية عملية انتحارية كمئات العمليات التي يقترفونها في العراق الجريح لأنهم يتبنون موقفاً بعيداً كل البعد عن القومية والوطنية(1) .

كان أبن لادن وجماعته في القاعدة معرضون عن الاستشهاد في فلسطين فالجهاد في أفغانستان إسلامياً نقياً خالصاً لا تشوبه شائبة فلا كنائس هناك إلى جانب الجوامع كما هو الحال في فلسطين أو الدفاع عن أفغانستان هو دفاع عن مسلمي

خلصّ وليس دفاعاً عن مساجد ، والى جانبها كنائس أيضاً والدفاع عن حرمات الله وليس دفاعاً عن كنيسة المهد وبيت لحم وخلا ذلك من بيوت عبادة النصارى . والدفاع عن أفغانستان هو دفاع عن مسلمين ليس بينهم نصارى (كفار) كما هو الحال في فلسطين(1)

وهكذا حّول المجاهدون الإسلاميون القضية الفلسطينية إلى قضية دينية حنفية ومتشددة ومتعصبة . أكثر منها قضية وطنية وقومية . ومن الذين يهاجرون من خلال منطق التكفير والهجرة- من مكان لآخر ، ولا يعرفون لهم وطناً ولا قومية ويرمون القومية بالجاهلية .

أن الأصولية الإسلامية لا تعترف بأي وجود للمسيحية في الشرق في حين يرى الماركسيون العرب بأن هناك استحالة في فصل ما هو مسيحي عما هو إسلامي في تكويننا 

وربما لم تكن فلسطين وقضيتها الكبرى ونكبتها في الذاكرة السياسية والعسكرية لأبن لادن وتنظيم القاعدة ، والمنظمات الإسلامية الأصولية الأخرى المؤتلفة معها ، لأنها لا تقع كأفغانستان بالقرب من بحر قزوين الواعد (بمائتي مليار برميل ) من البترول كما أن فلسطين ليست على حدود طاجكستان التي تحتوي على أكبر احتياطي من الفضة في العالم ، كما أن فلسطين ليس فيها غاز طبيعي بكميات كبيرة ، وليست جارة لدول تملك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي واليورانيوم.





ولا تعلمون كيف أمتزج هذان الدينان في نفوسنا وكم طبعت مسيحيتنا الإسلام بطابعها وانطبعت بطابعه ، وتجهلون ، وهم يخاطبون أمريكا ، أن مسيحيتكم غريبة عنا لأنها أيديولوجيا سمحت بنهب الشعوب وظلمها وقد دافع وناضل العديد من الزعماء المسيحيين في صفوف العروبة والحركة القومية العربية ومن أهم أولئك الزعماء فارس الخوري وجورج حبش وغيرهم .

كان (المجاهدون ) الإسلاميون الذين عرفوا عن الدعوة الوهابية جلّ ما فيها من عدوان وحقد على بقية المسلمين والمذاهب الإسلامية الأخرى وبشكل خاص الشيعة الأثنى عشرية في العراق ومن قبل في السعودية وبقية البلدان ، بل بلغ الأمر بهم أن كفَّروا من عارضهم وأول ما بدأوا ، حين سيطروا بالتعاون مع الحكم السعودي ، بالشيعة وبقية المسلمين في السعودية . يؤيد التاريخ ما قلناه فالعنف والقسوة والدمار الذي مارسه الإخوان الوهابيون ضد الشيعة في القطيف في عام 1792 خير شاهد على ذلك واستخدموا نفس القتل والعنف ضد الهاشميين في مكة عام 1803 وضد الشيعة في كربلاء في عام 1802 وفي مجزرة الطائف عام 1924 حيث قتلوا (900) من المسلمين ويصلنا أمين الريحاني مؤرخ النظام السعودي المشهور بعض ما اقترفه الوهابيون بحق الآخرين بقوله اشترك الطويرق والنمور والبروق والبقوم وغيرهم ، ناهيك بمن دخل مع الجيش من البدو (نور الجنة) رواد السلب والنهب ، فاختلطت هذه الجموع في ظلمات الليل ،وكانت ساعة الهول والفزع . راح العربان الإخوان يطرقون الأبواب ويكسرونها فيدخلون البيوت أما قهراً ، وأما بعد أن يؤمنوا أصحابها ، ثم يعملون أيديهم سلباً وكانوا يقتلون في سبيل السلب وكان بعض الأهالي يطلقون على الإخوان البنادق من شبابيك البيوت ، فيحملونهم على دخول تلك البيوت عنوة وعلى الفتك جزافاً برجالها(1)

ولا تختلف طالبان تلميذة المدارس الوهابية وشقيقة القاعدة عن الوهابيين في فكرهم التكفيري المتطرف يقول الخبير الإنجليزي في شؤون الشرق الأوسط بأن هناك أوجه شبه بين التفسير السعودي للإسلام والتفسير الذي تتبناه طالبان في أفغانستان حيث تمثل طالبان شكلاً صارماً من أشكال المذهب السنّي في الإسلام (

1- روجزهاردي ، مذاهب إسلامية متشددة .

ولا تزال تفسيرات حركة طالبان المتشددة تلقى وتحظى بقبول ورضا كثير من السعوديين المتشددين (1)


لقد وجدت السعودية في طالبان المثال الحي الذي يمكن أن يتقمص الوهابية ويطبقها في أفغانستان فكانت أفغانستان بمثابة العمق الاستراتيجي للدعوة الوهابية كما كانت في شمال أفريقيا وفي غربها . وكان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق قد قام بنشر الفكر الوهابي بين صفوف حركة طالبان كما صرح بذلك الصحفي والكاتب الإنكليزي المعروف (روبرت فسك) في جريدة الاندبندنت اللندنية(1) .

إلا أن قمة ما وصلت إليه الجهود الأمريكية في استخدام التطرف الإسلامي منذ بدء العمل في استخدام الدين المذكور حيث تجسد في تعاونها مع السعودية وباكستان وجميع المتطرفين التكفيريين ممن يدعون إلى الجهاد الإسلاميوذلك عندما ارتكب الاتحاد السوفيتي جريمته الكبرى في احتلال أفغانستان فاجتمعت كل تلك العناصر لمحاربة الشيوعية والإلحاد الشيوعي ومعاونة الأشقاء المسلمين في أفغانستان وكانت الثمرة الناضجة التي قطفتها أمريكا من المسلمين المتشددين وهي تحارب الشيوعية قد طبقت بنجاح في أفغانستان ، والتي كان الفشل السوفيتي فيها أحد أهم الأسباب في سقوط الاشتراكية وتفكيك الاتحاد السوفيتي . 

كانت الحركة بقيادة بن لادن بالتعاون مع أجهزة المخابرات السعودية والمخابرات الباكستانية هي اليد الضاربة للمخابرات الأمريكية فقد كان بن لادن طيلة عشر سنوات (1979-1989) هو من وضعت تحت تصرفه كل إمكانيات التكنولوجيا العسكرية والمخابراتية والاتصالية الأمريكية كما كان رجل المخابرات الأمريكية الأول ليس في أفغانستان وحدها ، بل في وسط آسيا كلها .

وكان يتحكم بصندوق مالي (دعم دوّار ) لأفغانستان يحتوي على 500 مليون دولار حصيلة التبرعات الخليجية والمساعدات الأمريكية ويصرف من هذا الصندوق ما يشاء وكيفما يشاء على المجاهدين وعلى المخابرات المدنية والعسكرية الباكستانية ، التي أصبحت هي الأخرى تعمل في خدمته وكان أسامة هو الأمير المطلق على ما يقارب (50 ألف) شاب جاءوا من كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي على مدار عشر سنوات من طلبة وعمال ومهندسين وأطباء ودعاة وسياسيين ليتدربوا على حمل السلاح والجهاد لإخراج السوفيت الكفار من أرض الإسلام . قام بن لادن بدور سياسي وعسكري لا يستهان به في محاربة أعدائه من الشيوعيين في أفغانستان وكان في هذا متفقاً تمام الاتفاق مع التوجه العام للسياسة السعودية التي كانت محاربة الشيوعية على رأس أولوياتها لفترة طويلة من الزمن.

ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن بن لادن كان جزءاً لا يتجزأ من أدوات تنفيذ السياسة السعودية الخارجية قبل سفره إلى السودان بعد حرب الخليج الأولى ولا أحد ينكر علاقته الوثيقة بجهاز الاستخبارات الأمريكي كما لا ينكر أحد أن بن لادن ما كان باستطاعته أن يلعب الدور الذي لعبه في أفغانستان في الفترة 1979-189 وتأسيس تنظيم القاعدة دون مساعدة السعودية المالية والعسكرية واللوجستية وكانت (منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية) التي تمولها السعودية والتي بلغت فروعها ومشاريعها على مستوى العالم نحو 1112 مؤسسة وشركة ومراكز طبية كلها كانت في خدمة مشاريع بن لادن في أفغانستان .

ولكن السحر أنقلب على الساحر حيث تمرَّد أبن لادن على أمريكا بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وناصبها العداء الذي استمر حتى الوقت الحاضر.

أن الأعمال الإجرامية التي أرتكبها وما زال يرتكبها التكفيريون لا مكان لها في الشريعة والدين الإسلامي فقد جاء هذا الدين الحنيف لإصلاح البشر ونشر الحب والتآلف بين مختلف الشعوب ولن نجد ما يشير إلى أن الدين الإسلامي هو أساس التطرف والتفكير الذي يتبناه ويطبقه الإرهابيون ، بل على العكس جاء القرآن الكريم بما يثلج الصدر من الآيات التي تحث على الخير ونبذ الشرور والعمل على احترام الحياة البشرية بعكس ما قاله ويفعله الإرهابيون جاء في الآية الكريمة ( من قتلَ نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) -- سورة المائدة الآية 32 .

كما أجاز الدين المحمدي حرية المعتقد لجميع البشر كما جاء في النصوص القرآنية الكريمة ، قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم ( ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين) – سورة يونس : الآية 99 / وقال تعالى (فأن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ) – سورة الشورى : الآية 48 / وقال تعالى ( فذكّر إنما أنت مُذكر ، لست عليهم بمسيطر ، إلا من تولى وكفر،فيعذبه الله العذاب الأكبر، إن إلينا إيابهم، ثم أن علينا حسابهم) – سورة الغاشية: الآيات 21-26 / وقال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) – سورة الكهف : الآية 29/ وقال تعالى (إنا هديناه إما شاكراً وأما كفورا) – سورة الإنسان : الآية 3 / قال تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) – سورة البقرة : الآية 256 .

أقرت هذه الآيات حرية الإنسان في المعتقد فكيف استطاع أصحاب الدين الجديد الذي لا صلة له بالدين الإسلامي ، بل عبارة عن مجموعة من الفتاوي الباطلة التي تكفر الآخرين وتأمر بالذبح والقتل خلافاً لوضوح ما جاء في القرآن من تعاليم ترشد الرسول إلى ما فيه صلاح الأمة .

أما ادعاءهم بآيات السيف التي وردت في القرآن الكريم فليس هناك آيات سيف، كما يدعون، بل آيات تبيح، أو تدعو إلى قتال مشركي مكة، الذين كان المسلمون قد دخلوا معهم في حرب مضطرين تحت تهديد التصفية بالقتل، بعد أن طردوا من ديارهم ومن بينهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم).

كانت الحرب التي خاضها المسلمون آنذاك دفاعاً عن النفس، ومن الجدير بالذكر أنها كانت خالية من روح الانتقام تماماً، ومن المعروف أن دخول مكة لم يكن بقتال، بل بمفاوضات مهد لها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)بالزواج من أم حبيبة بنت أبي سفيان، زعيم مشركي قريش آنذاك وكانت نهاية القتال دخوله مكة بدون سفك دماء فقد أمر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)أن ينادي ، من يدخل بيت أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن .

ومن نوافل القول التأكيد على ما جاء في وضوح الآيات الربانية في القرآن الكريم التي جعلت عقاب الكافر والمرتد من شؤون الخالق عز وجل في الآخرة ، وليس في هذه الدنيا ، كما يدعي أصحاب الدين الجديد من التكفيريين ، الذي يأمرون بقتل وذبح من كفر أو أرتد عن الدين حسب معتقدهم . وهذه جملة من الآيات القرآنية التي تؤكد ما تقوله .

ففي الآية الكريمة قال تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) --- سورة النحل : 106 / وقال تعالى ( ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) – سورة البقرة : الآية 77 / وقال تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً لا خلق لهم في الأخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) – سورة آل عمران : الآية 77 / وقال تعالى ( يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ، أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، خالدين فيها لا يُخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) – سورة آل عمران : الآيات 86-88 / وقال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) – سورة النساء : الآية 115 / وقال تعالى ( إن الذين أمنوا ثم كفروا ثم أمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم لا يهديهم سبيلا) – سورة النساء : الآية 137.

هذا ما أمر به القرآن الكريم رسوله (ص) فمن أين جاء هؤلاء التكفيريون بالحق في تكفير وقتل وذبح من آمن بالله وبرسوله واليوم الآخر من مسلمين وحتى من غير المسلمين ؟ 

تحدثت في الصفحات السابقة عن الإرهاب متمثلاً بشكل رئيسي في نشوء القاعدة وما قامت به من جرائم في العراق وبلدان أخرى كما وتطرقت في حديثي عن الإرهاب من قبل طالبان وأعمالها الإجرامية في أفغانستان .

وها نحن شهود ولادة جديدة لتلك المنظمات الإرهابية والتكفيرية متمثلة بتنظيم داعشالإرهابي المولود من رحم القاعدة ، وهذا التنظيم الذي وُلد برعاية دول إقليميةودولية فلا يمكن لمثل هذا التنظيم وقوته وكثرة أعضائه ، الذي نشأ وتكون تدريجياً من خلال القتال في سوريا مختلطاً مع ثوار سوريا باسم الدفاع عن الحرية، في ربيع الثورات العربية البائس ، والذي تحول مع الأيام والشهور والسنين مع جبهة النصرة إلى وحش كبير يحاول التهام سوريا مع العراق.

كان نشوء هذا التنظيم في سوريا ومن قبل في العراق بعد القضاء على القاعدة بمساعدة قوات العشائر (الصحوة) وكان هذا التنظيم يحظى بمساعدة دول إقليمية ، ودول عالمية كالولايات المتحدة الأمريكية . أن جميع هذه الدول لا يروق لها أن ترى العراق وسوريا مستقرة آمنة لتعود تحتل مكانها الصحيح والملائم في المجال الإقليمي والدولي . وتكون من ضمن الدول القوية كما كانت من قبل. وهذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل التي وضعت نصب عينيها أضعاف جيوش واقتصاد الدول العربية الكبيرة والقوية كالعراق وسوريا وليبيا بعد أن تخلصت من تهديد مصر بتوقيعها معاهدة كامب ديفيد بعد خروج أنور السادات على الأجماع العربي.

أن قوة التنظيم الداعشي وكثرة مقاتليه القادمين من مختلف البلدان الأوربية، إنكلترا ، المانيا ، أستراليا ، كندا ، الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الدول الأوربية. وبعض الدول العربية والإقليمية تونس ، المغرب ، الجزائر ، ليبيا ، مصر ، ودول الخليج ، الكويت ، السعودية ، قطر ، هذه القوات التي يربو تعدادها على الثلاثين ألف مقاتل تدربوا وتسلحّوا في معسكرات حديثة ، كما ويملكون أحدث الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة ، ويحظون برعاية من دول تقاسمهم الفكر المتشدد ، الفكر الوهابي ، وتحظى بمساعدات مالية كبيرة ومستمرة ومساعدات عسكرية تصل إليهم عبر تركيا ، التي قدمت ولا زالت تقدم مختلف أنواع المساعدات اللوجستية ومعسكرات التدريب والسلاح . فقد تسلل من خلالها آلاف المقاتلين القادمين من الدول المذكورة أعلاه . 

لا بد لي من التأكيد على حقيقة مهمة وخطيرة ، يحاول العديد من منظري الغرب اخفائها لسبب أو لآخر ، وهي المتمثلة في أننا نواجه حرباً كونية جديدة تشنها منظمات الإرهاب العالمية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والقاعدة وفروعها في العالم ( النصرة في سوريا ، بوكو حرام في نيجيريا ، أنصار القدس في مصر ) وغيرها من التسميات في الدول العربية والعالمية .

أن هذه التنظيمات تنطلق من فكر ظلامي تكفيري يسمح لها بتدمير وقتل البشر الأبرياء ، من الذين يؤمنون بأيديولوجيتهم السوداء ومذهبهم الوهابي ، الذي أعتنقه وطبقه أبن لادن والزرقاوي ، ويقوده في الوقت الحاضر ( أبو بكر البغدادي ) باسم الخلافة الإسلامية .

أني أوكد ومن منطلق قانوني وواقعي ودولي أن هذه الحرب عالمية ، كونها تحتوي على كل عناصر الحرب العالمية ، مع أخذ ظروف المجتمع الدولي وظروف التنظيم السري للمنظمات الإرهابية بنظر الاعتبار فالقاعدة ومن بعدها داعش تضم جيشاً ضخماً من المقاتلين والانتحارين يقدر بعشرات الآلاف . ولكن هذا الجيش أنتظم وتكوّن ويحارب بصيغة جديدة تختلف عن الحروب السابقة الأولى والثانية . ويتكون هذا الجيش من آلاف الفنيين والمهندسين وعمال الاتصالات وعاملين في المجالات اللوجستية وأطباء وممرضين ولديها العشرات من معسكرات التدريب ، وتمويل مستمر من قبل دول ومنظمات وهيئات تدعمها من منطلقات مصالحها الذاتية كالسعودية وقطر .

أن هذا التنظيم ينشط ويقتل ويدمر الكثير من الدول كالعراق ، سوريا ، مصر ، ليبيا ، الجزائر ، اليمن ، المغرب ، الصومال ، ويهدد في التوسع في الدول العربية الأخرى كدول الخليج العربي وهو مستمر في هذا النشاط الجديد من الحروب غير المعهودة في السابق . لكنها تعتبر حرباً تدميرية تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، بل يستخدمون سلاحاً تدميرياً جديداً هو (c.4) ذو القوة التدميرية الرهيبة ، ويعمل التنظيم جاهداً للحصول على أسلحة الدمار الشامل الكيمياوية والبيولوجية حتى النووية لقتل أكبر عدد من المدنيين المسالمين .

تتميز هذه الحرب العالمية الجديدة بكونها موجهه ضد السكان الأبرياء بدون تمييز في الدين أو العرق أو القومية ، كما حصل ويحصل في بلدنا العراق . قد تعرضت الأقليات المختلفة في العراق ، الشبك ، الأيزيديون ، الصابئة ، المسيحيون، الأشوريون ، التركمان ، الكرد ، الشيعة ولم يسلم السنة من حقدهم ، حيث لا يؤمن أصحاب هذا المذهب من المسلمين بأيديولوجية الذبح والتدمير لبقية المذاهب والأديان والقوميات الأخرى . كما حصل عند احتلال الموصل .

ونحن أبناء هذا الجيل الذين شاهدوا أبشع الجرائم والحروب من حكامنا ولكن لم نر ولم يمر علينا ذبحاً وقتلاً وتدميراً كهذه الحرب من قبل الدواعش ، الذين تجاوزوا كل الحدود الإنسانيةبارتكابهم جرائم تقشعر لها الأبدان ، وتهز ضمير العالم ، وخصوصاً الغربي الذي لم يتحرك كما يجب لنصرتنا .

لقد شاهدنا جرائمهم في الموصل المتمثلة بقتل الأيزيدين والمسيحين والمسلمين المخالفين لعقائدهم ، ولم ينجوا التركمان والكرد ويستمر القتل والذبح وأنواع التعذيب كل يوم كما أنهم ابتدعوا نوعاً جديداً من القتل يتمثل بحرق الأنسان حياً كما حصل للطيار الأردني الأسير (الكساسبة).

لعل ما نراه لم يشهد العالم له مثيلاً من جرائم ضد الإنسانية في الحروب الفاشية السابقة . فلم يعرف العالم جريمة استعباد البشر ، كما يفعل الدواعش الذين استعبدوا نساءنا الأيزيديات ، وقاموا بأنواع جرائم الاغتصابوالإتجار بأعراضنا في الموصل والرقة في سورية وهم يستعبدون زوراً وبهتاناً ما أجازهم الإسلام من استعباد الجواري ( وما ملكت أيمانكم ) . كأننا نعيش قبل خمسة عشر قرناً وما كان سائداً آنذاك من أعراف تجيز العبودية وامتلاك الجواري أيام الخلافات الإسلامية غير الشرعية .

لقد تجاوزوا كل القيم الإنسانية بما فعلوه ويفعلوه كل يوم ببناتنا الأيزيديات، التي تجاوز عدد المنتحرات منهن العشرات لعدم تحملهن هذه الجرائم والأعتداء على شرفهن وأعراضهن .

أن الجرائم المرتكبة في حرب داعش ضد عراقنا وسوريا المسكينة لا تقل بشاعة، بل تتطابق مع جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية ويجب أن يحاكم مرتكبوها أمام المحاكم الجنائية الدولية لينالوا جزاءهم العادل .

لا بد لي من الحديث والتأكيد على قرار أصدره مجلس الأمن عام 2001م, برقم (1373) ، وكان هذا القرار بشكل نقطة الانطلاق في محاربة الإرهاب. والسبب وراء هذا القرار الصريح والواضح والخطير تمثل بموقف الولايات المتحدة، التي أصابها الإرهاب في جريمة البرجين في نيويورك، مما دفعها إلى أن تجنَّد الرأي العام الرسمي من دول مجلس الأمن لتبني هذا القرار المهم وهي في حرارة مصابها.

ولكن الولايات المتحدة سرعان ما نسيت أو تناست ذلك القرار المهم، الذي طلبته من مجلس الأمن. فسرعان ما قامت بحربيها الظالمتين ضد أفغانستان والعراق، تحت حجج واهية بأنها تحارب الإرهاب في أفغانستان، والقضاء على أسلحة الدمار الشامل في العراق ولكني أتوجه إليكم وإلى الرأي العام العالمي والمحلي متسائلاً؟

من خلق ارهاب القاعدة ومولّه وشجعه وطوّع آلاف المخدوعين من مسلمين وعرب بحجة محاربة الألحاد والشيوعي في أفغانستان، وكانت السعودية الشريك الأول للأمريكان في تلك الحرب مع باكستان. وبعد خروج السوفيت من أفغانستان تركوا القاعدة وجماعة طالبان تحكم بلداً فقيراً مدمراً. أفلم يكن في وسعها تدمير الإرهاب وبناء بلد حديث بمساعداتها ولكن ذلك ليس في مصلحتها، فعادت من جديد لتدمر وتقتل آلاف السكان في أفغانستان، وهي الدولة الإرهابية وراعية الإرهاب السابق والحاضر، فتناست ذلك القرار. وارتكبت أبشع الجرائم في عراقنا الحبيب بعد احتلاله بحجة واهية أنه مصدر خطر على العالم كقوة إرهابية، وامتلاكه أسلحة الدمار الشامل، والذي ثبت للعالم أجمع كذب ونفاق الولايات المتحدة في حججها الواهية، ولكنها مصلحتها التي تسوّل لها ارتكاب كل الجرائم، وبضمنها الجرائم الإرهابية وجرائم التعذيب في سجن أبو غريب وغوانتنامو وبقية بلدان العالم التي ابتليت بحروب التدخل والتآمر الأمريكية.

فلم يكن اعتباطا تناسيها ودول الغرب ومفكريها ذلك القرار الهام لمجلس الأمن (1373) والذي يدين جرائمها الإرهابية في العراق، كما يدين حليفاتها ممن يحتضن ويساعد ويموّل الإرهاب كالسعودية وقطر وتركيا وغيرها من الهيئات الدينية أو الخيرية، فقد تضمن ذلك القرار نصوصاً تجرّم وتدين الدول المتعاونة والمحرضة، والتي تأوي الإرهابين، وتمول الإرهاب وهذه النصوص المتضمنة تلك الأحكام.

أ – الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصحيح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين بالأعمال الإرهابية، ويشمل ذلك وضع حدٍ لعملية تجنيد أعضاء الجماعات الإرهابية ومنع تزويد الإرهابيين بالسلاح.

ب- أتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب الأعمال الإرهابية، ويشمل ذلك الإنذار المبكر للدول الأخرى عن طريق تبادل المعلومات.

ج- عدم توفير الملاذ الآمن لمن يموّلون الأعمال الإرهابية أو يديرونها أو يدعمونها او يرتكبونها، ولمن يوفرون الملاذ الآمن للإرهابيين.

د- منع من يموّلون أو يديرون أو ييسرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها في تنفيذ تلك المآرب ضد دول أخرى أو ضد مواطني تلك الدول. 

أن أهمية هذا القرار تتجلى في كونه الإطار القانوني الذي يدعّم نضال وجهود الحكومة العراقية والسورية وبقية الحكومات العربية الأخرى في صراعها مع الإرهاب وتقديم المجرمين الإرهابيين إلى المحاكم الجنائية الدولية.

أن القرار لم يستثني من يأوي ويموّل ويدعّم ويشجع ويحرّض على الإرهاب من الدول والأفراد. أننا نحن العراقيون ومنذ عام 2003م, فتحت حدودنا مع دول العالم بسبب ألغاء الجيش وقوى الأمن الأخرى من قبل المحتل بدون أن يوفر المحتل القوات اللازمة لحماية حدودنا. فدخل آلاف الإرهابيين من القاعدة وداعش من دول الجوار كسورية وتركيا وايران، ومازالوا يتسللون في الوقت الحاضر.

ولا أخالف الحقيقة في أتهامي بعض هذه الدول التي قامت برعاية الإرهابيين وشجعتهم على إقامة معسكرات للتدريب.

كما أن هناك من موّل وسمح للهيئات الدينية والشرعية بتمويل الإرهاب تحت لافتة (التكفيريين من الشيعة في العراق) وقامت دول أخرى ومازالت بأرسال الأسلحة وإيواءالإرهابيين وتمويلهم وتدريبهم.

وهناك كلمة أخرى أقولها في هذا المجال تتعلق بموقف الولايات المتحدة. فلن أبالغ أبداً إذا قلت أن الولايات المتحدة هي الدولة الإرهابية الأولى، وهي التي شجعت الإرهاب في أفغانستان ودول أمريكا اللاتينية والعراق وبقية الدول العربية كما تقضي بذلك مصالحها الاستعمارية.

والولايات المتحدة ومازالت تسجن العشرات من الإرهابيين في (غوانتنامو) وتتصرف معهم وفقاً لمصالحها وتطلق أحياناً البعض منهم لنراهم يشاركون في العمليات الإرهابية في السعودية واليمن، كما أنها تتساهل مع حليفتها الوالغة في دماء العرب في سوريا ودماء العراقيين في العراق، وهي الراعية الأولى للإرهاب ليس فقط في سوريا وحسب، بل في مصر وتونس وفي ليبيا، فحكومة تركيا الحليفة لأمريكا وعضو حلف الأطلسي، لم ولن تتورع في مساعدة الإرهاب عسكرياً ومالياً، ولا تخشى الولايات المتحدة، التي لا تريد أن تضغط على حليفتها تركيا، التي أمتنعت عن تسهيل الطيران الأمريكي من قواعدها في تركيا. أن الولايات المتحدة كانت ولا زالت لا تتورع في ارتكاب جرائم اعلان الحروب على الدول الأخرى وتمويل وتعزيز وإيواءالإرهاب أينما يكون إذا قضت مصالحها بذلك.



الملحــــــق :

نص قرار مجلس الأمن المرقم (1373)

جاء في القرار أن مجلس الأمن وهو يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة:

1 – يقرر على جميع الدول:

أ‌- منع ووقف الأعمال الإرهابية.

ب‌- تحريم قيام رعايا هذه الدول عمداً بتوفير الأموال أو جمعها بأي وسيلة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو على أراضيها لكي تستخدم في أعمال إرهابية أو في حالة معرفة أنها سوف تستخدم في أعمال إرهابية.

ت‌- القيام بدون تأخير بتجميد الأموال أو أي أصول مادية أو موارد اقتصادية لأشخاص يرتكبون أعمالاً إرهابية، أو يحاولون ارتكابها، أو يشاركون في ارتكابها أو يسهلون ارتكابها، أو لكيانات يملكها أو يتحكم بصورة مباشرة أو غير مباشرة هؤلاء الأشخاص والكيانات التي تعمل لحساب هؤلاء الأشخاص والكيانات، أو بتوجيه منهم، بما في ذلك الأموال المستمدة من الممتلكات التي يمتلكها هؤلاء الإرهابيون ومن يرتبط بهم من أشخاص وكيانات، أو الأموال التي تدرها هذه الممتلكات.

ث‌- تحظر على الدول أو على أي شخاص أو كيانات داخل أراضيها اتاحة أي أموال أو أصول مالية أو موارد اقتصادية أو خدمات مالية أو غيرها ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، للأشخاص الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية أو يحاولون ارتكابها، أو يسهلون أو يشاركون في ارتكابها، أو للكيانات التي يمتلكها أو يتحكم فيها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة هؤلاء الأشخاص والكيانات التي تعمل باسم هؤلاء الأشخاص أو بتوجيه منهم.

2 – يقرر أيضاً على جميع الدول:

أ – الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم، الصريح أو ضمني، إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية ومنع تزويد الإرهابيين بالسلاح.

ب – أتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب الأعمال الإرهابية ويشمل ذلك الإنذار المبكر للدول الأخرى عن طريق تبادل المعلومات.

ج – عدم توفير الملاذ الآمن لمن يمولّون الأعمال الإرهابية أو يديرونها أو يدعمونها أو يرتكبونها، ولمن يوفرون الملاذ الآمن للإرهابيين.

د – منع من يمولون أو يديرون أو ييسرون أو يرتكبون الأعمال الإرهابية من استخدام أراضيها في تنفيذ تلك المآرب ضد دول أخرى أو ضد مواطني تلك الدول.

هـ - كفالة تقديم أي شخص يشارك في تمويل أعمال إرهابية أو تدبيرها أو الأعداد لها أو ارتكابها أو دعمها إلى العدالة، وكفالة أدراج الأعمال الإرهابية في القوانين والتشريعات المحلية بوصفها جرائم خطيرة وكفالة أن تعكس العقوبات على النحو الواجب جسامة تلك الأعمال الإرهابية. ويشمل ذلك المساعدةعلى حصول كل منها على ما لدى الأخرى من أدلة لازمة للإجراءات القانونية.

ز – منع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية عن طريق فرض ضوابط فعّالة على الحدود وعلى اصدار أوراق أثبات الهوية ووثائق السفر، وباتخاذ تدابير لمنع تزوير وتزييف أوراق أثبات الهوية ووثائق السفر أو انتحال شخصية حامليها.

3 – يلاحظ مع القلق الصلة الوثيقة بين الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة عبر الأراضي الوطنية، والإتجار غير المشروع بالمخدرات وغسل الأموال والإتجار غير القانوني بالسلاح، والنقل غير القانوني للمواد النووية والكيمياوية والبيولوجية وغيرها من المواد التي يمكن أن تترتب عليها آثار مميتة.

ويؤكد في هذا الصدد ضرورة تعزيز تنسيق الجهود على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والدولي تدعيماً للاستجابة العالمية في مواجهة التحدي والتهديد الخطير للأمن الدولي. 

4 – يعلن أن أعمال وممارسات الإرهاب الدولي تتنافى مع مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة وأن تمويل الأعمال الإرهابية وتدبيرها والتحريض عليها عن علم ، أمور تتنافى أيضاً مع مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها. 

5 – يقرر أن ينشئ وفقاً للمادة (28) من نظامه الداخلي المؤقت، لجنة تابعة لمجلس الأمن تتألف من جميع أعضاء المجلس، لتراقب تنفيذ هذا القرار بمساعدة الخبرات المناسبة، ويطلب من جميع الدول موافاة اللجنة بتقارير عن الخطوات التي اتخذتها تنفيذاً لهذا القرار في موعد لا يتجاوز (90 يوماً) من تأريخ أتخاذه وأن تقوم بذلك فيما بعد وفقاً لجدول زمني تقترحه اللجنة.

6 – يوعز إلى اللجنة أن تقوم بالتشاور مع الأمين العام لتجديد مهامها وتقديم برنامج عمل في غضون ثلاثين يوماً من أتخاذ هذا القرار والنظر فيما تحتاجه من دعم.

7 – يعرب عن تصميمه على أتخاذ جميع الخطوات اللازمة لكفالة تنفيذ هذا القرار بصورة كاملة وفقاً لمسؤولياته المنصوص عليها في الميثاق.

8 – يقرر أن تبقى المسألة قيد نظره(1).



1 – أنظر مجلس الأمن S l R es l1373 (2001) 28 September 2001

كما أجاز الدين المحمدي حرية المعتقد لجميع البشر كما جاء في النصوص

فغأأأأأاااا





1- أنظر- عمار محمد يونس، أسراء محسن داود قلعة الموت "دراسة تاريخية", دار الصادق، بابل, 2009م.

2- أنظر– سماحة الإمام الأكبر محمد حسين كاشف الغطاء المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون 1403هـ ص 15-16 ولم يحضر الأمام المؤتمر في حينه.

3- سيد قطب معالم في الطريق – بيروت دار الشروق 1979 ص 24 

4- والحاكمية لله : مصطلح ظهر مع ظهور الخوارج الذين تمردوا على الأمام علي أبن أبي طالب في معركة صفين ، حين رُفعت القرائين من قبل جند الشام بمكيدة من عمر أبن العاص حين أدعوّا (لا حكم إلا لله) وفي العصر الحديث تبنى الإخوان المسلمين فكرة (الحاكمية لله) التي دعا أليها سيد قطب نكاية بالثورة المصرية وكيداً بعبد الناصر ، ونفى أن تكون للإنسان سلطة سياسية وما السلطة إلا لله وحده أي أن الحكم لله . . وأن (الحاكمية لله) هي السلطة المطلقة والعليا وبهذا فأن (الحاكمية لله) مساوية للألوهية وقد استقى قطب هذه الأفكار من المودودي كما هو معلوم . وانتشرت الأفكار بعد ذلك في كافة الفرق والجماعات الإسلامية الأصولية في النصف الثاني من القرن العشرين ومنها حركة (طالبان) وكان ذلك من أهم الأسباب في الإرهاب والصدام المسلح بين هذه الجماعات والنظم العربي الغربية . أنظر ماجد الغرباوي ، تحديات العنف ، معهد الأبحاث والتنمية الحضارية . بيروت 2009 ص 282-285.

5- نشرت جريدة روز اليوسف اليومية بتاريخ 6 أكتوبر 2009 الخبر الذي يقول : أفتى الدكتور يوسف القرضاوي خلال المؤتمر المنعقد بنقابة الصحفيين بجواز الجهاد بالمال (الخبيث) قائلاً يجوز التخلص من الأموال المتأتي بطرق غير شرعي مثل الربا لصالح المجاهدين.

6- كانت الجماعات الإسلامية الأصولية والمؤسسة الدينية السعودية تعتبر الفلسطينيين الذين يقتلون كل يوم من قبل إسرائيل ليسوا بشهداء وإنما هم قتلى من المسلمين بينهم من هو قومي واشتراكي وشيوعي ...الخ . وقد صدرت فتوى حديثة بذلك من هيئة الإفتاء الدينية السعودية وأثارت ضجة كبيرة في العالم الإسلامي . وقد كانت مقاومة الشيوعية أهم من مقاومة إسرائيل لدى(المجاهدين) في أفغانستان ولعل شهادة الشيخ أحمد ياسين أمام المحكمة الإسرائيلية عندما قبض بحوزته على أسلحة ، فقد أقسم اليمين أمام القاضي اليهودي بأن هذا السلاح الذي تم ضبطه كان لمحاربة الشيوعيين ولم يكن لمحاربة إسرائيل .

ويذكرنا ذلك بعبد الله عزام القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الفلسطيني الأصل وكيف ترك إسرائيل وفلسطين وقضيته وأرضه وشعبه في عام 1980 وذهب هناك في أرض غريبة ليحارب الغزو الشيوعي لأفغانستان المسلمة . وليصدر البيانات والفتاوى الشرعية والمجلات(مجلة الجهاد) لدعوة الشباب المسلم لمحاربة الغزو الشيوعي لأفغانستان بينما كانت فلسطين تئن تحت الاحتلال الإسرائيلي . أنظر شاكر النابلسي بن لادن والعقل العربي مصدر سابق ص 177-178 .

1- لعل فلسطين وقضيتها الكبرى ونكبتها العظمى لم تكن في الذاكرة السياسية والعسية لتنظيم (القاعدة) والمنظمات الإسلامية الأصولية الأخرى المؤتلفة معها من (العربان الأفغان) لأنها لاتزرع سنوياً (4600) طن من الأفيون كما تزرع أفغانستان ، والتي تقدر قيمتها بثمانية مليارات دولار ويتقاضى بن لادن منها 800 مليون دولار كعمولة تسويق وبيع ، حسبما جاء في جريدة (سكوتسمان اللندنية في 20- 9-2001 .

2- ا- أمين الريحاني ، تاريخ نجد الحديث ص 333 

3- وما فعلته القاعدة ثمرة ونتاج المذهب الوهابي وحلفائها من التكفيريين وطالبان في العراق يندى له جبين الإنسان ، فلم يسلم من أيدي هؤلاء القتلة النساء والأطفال ولم تسلم من أيديهم دور العبادة من جوامع وحسينيات ومقامات أولياء الله . حتى بلغ الأمر أن فجروا مرقد العسكريين ، وتفجرت معه الفتنة الطائفية ، الذي كان يدعو لها الزرقاوي وأبن لادن فكانت الجثث بالمئات ترمى يومياً في المزابل ، حيث شباب ونساء العراق الجريح الذي عانى من بطش الإرهابيين ولا يزال يعاني حتى الوقت الحاضر . 



1- بي- بي – سي أون لاين 18-10- 2001

ومن الجدير بالذكرأن دستور حركة طالبان الفكري والسلوكي يتمثل في الفقرات التالية التي طبقتها حين وصلت للحكم في أفغانستان فقد سلكت حكومة طالبان السلوكيات التالية :

محاربة الروح الديمقراطية ، الزواج بالقوة من بنات العائلات الأفغانية ، معاشرة الغلمان ، فرض الإناث ، نهب القوافل التجارية البرية ، فرض حواجز الضرائب على القوافل التجارية ، نشر عصابات مسلحة تعيث بالبلاد فساداً ، محاربة سفور النساء ، غلق مدارس البنات ، تحريم تعليم النساء ، عدم السماح للمرأة بالعمل ، منع استعمال النساء أحذية ذات كعب عالي ، منع النساء من ارتداء الجوارب البيضاء ، منع سماع الموسيقى والغناء ، منع حلاقة اللحى ، منع تربية الحمام واللعب مع الطيور ، منع اطالة الشعر ، منع غسل النساء الملابس على ضفاف الأنهر ، منع خياطة الرجال لملابس النساء ، منع مشاهدة التلفزيون وقد أعدمت طالبان أجهزة التلفزيون التي كانت موجودة في البلاد عند تسلمها الحكم وشنقتها فوق أغصان الشجر في أنحاء البلاد أنظر ، شاكر النابلسي بن لادن والعقل العربي . مرجع سابق ص 30- 31 

1- أنظر جريدة القدس العربي ، لندن 27-9 – 2001
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع