#مواقف_محامين
 |
| أحد الزملاء مترافعاً في جنحة نصب |
بقلم المحامي سامح زيادة
بقاعة الجنح وقف أحد الزملاء مترافعاً في جنحة نصب ولم يبدي فيها سوي دفعا وحيدا طلب البراءة تأسيسا عليه.. وقام بتأصيل هذا الدفع تأصيلاً غاية في الابداع يدل علي أن الزميل قد تعمق في بحث هذا الدفع بحثاً يستحق الثناء والانحناء احتراما لهذا المحامي المجتهد
وكان هذا الدفع يتعلق #بمدنية_النزاع.. وكان كفيلا حقا بأن يكون وحده القاتل في هذه الدعوي.. وظل الزميل المحامي يترافع لأكثر من نصف ساعة مؤصلاً دفعه بقواعد ومبادئ قانونية وأحكام نقض نوه عنها للمحكمة دون أن يذكر نصها كاملا حتي لا تمل المحكمة
ولم يقاطعه القاضي إلا مرة يتيمة سأله فيها هذا السؤال
حضرتك كاتب مذكرة ؟؟
ففهم الزميل خطأ بأن القاضي يريده أن ينهي مرافعته!!!
وأجاب بأدب وفطنة : يعلم الله أنني اجتهدت قدر طاقتي لأسطر مذكرة في هذه الدعوي حتي لا أرهق المحكمة بطول المرافعة... لكني آثرت أن أجعل المحكمة تستمع لبعض الكلمات التي لا يستطيع القلم أن يعبر عنها لما بها من انفعالات وددت أن أوصلها لوجدانكم ليس أكثر
فقاطعه القاضي وقال له نصا:
والله ما سئلتك هذا السؤال رغبة في مقاطعتك... وإنما ما ذكرته من دفاع يجعل من الصعوبة علي المحكمة أن تبحث فيه بحثا دقيقا ووافيا كما فعلت أنت لكي تسبب حكمها
وما سئلتك عن مذكرة إلا لكي تسهل علي المحكمة عناء البحث وهي تسبب حكمها في هذه القضية.. لأن المحكمة قد تكونت عقيدتها الان وبعد هذا الطرح
فنستأذن منك كتابة ما تم طرحه في مذكرة لتسهل علينا تسبيب الحكم... فلا يكفي في تسبيبه مجرد تشكك المحكمة... وانما يجب أن تكون الأسباب لائقة بما قُدم من دفاع... وشكرا لك
وتم حجز الدعوي للحكم لاسبوع مع التصريح بتقديم مذكرات خلال يومين
وطبعا قضي #بالبراءة
محامي مجتهد في جدة .. وقاضي عادل.. وكلاهما يستحق الاشادة والثناء بحق..
ونماذج مشرفه لن يصدق البعض وجود أمثالهم في مثل هذه الأيام
لا أذكر اسم الزميل المحامي للأسف ولا القاضي أيضا لكن أذكر جيدا أن هذا الحدث كان في عام ٢٠٠٢ بمحكمة الجلاء وكنت وقتها في أول شهر لي تحت التمرين
ملحوظة: لكون الواقعة قد حدثت من فترة بعيدة الا أنها رسخت في الذاكرة بذات المضمون مع اختلافات بسيطة.. لكني أعدت صياغتها بشكل أدبي يليق بالقارئ
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة