القائمة الرئيسية

الصفحات

صرح حضاري فريد في التعليم العالي بقلم الباحث عمار مكوطر معهد العلمين للدراسات العليا

صرح حضاري فريد في التعليم العالي بقلم الباحث عمار احمد المكوطر  



صرح حضاري فريد في التعليم العالي بقلم الباحث عمار احمد المكوطر معهد العلمين للدراسات العليا  

ليس أهمية معهد العلمين تكمن بأنه اول صرح اكاديمي اهلي للدراسات العليا في تاريخ العراق العريق بالعلم والثقافة والفنون والآداب وحسب ، مع اهمية ما فتحه من نوافذ باتت تكون مغلقة للأبد لولاه ، فقد كاد اليأس يطال الكثير من العراقيين لإتمام دراساتهم العليا ولأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية ، حيث ضاعت كثير من الأحلام والآمال والطموحات لكثير من العراقيين ، كما ضاعت معها طاقات وخبرات كانت تنفع الدولة والمجتمع في شتى المجالات ، بل انه ( معهد العلمين ) كان يمثل حلقة مفقودة لعقود خلت ، تربط بين تراث النجف الاشرف الديني والعلمي بمؤسسات عصرية حضارية مدنية جديدة ، مما يشكل مزيجا معرفياً مفيداً وضروريا في شتى الأبعاد ، ويردم الفجوة المختلقة بين ما هو ديني وعلمي ، ويثبت ان العلم والدين شقيقان واخوان توأمان ، بل عينان في وجه واحد يزدان بهما جمالاً وكمالاً . كما اسهمت هذه المؤسسة الفريدة بفسيفسائها الجميل كل الأطياف العراقية ، حتى كأنك فيه ، ترى عراقاً مصغراً ، يعمل ،يتعاون ، يتفاعل فيه الجميع بحب ومودة وسلام ، ولهدف سام ٍ نبيل ، لا جرم انك ترى المواطنة فيه مجتمعة روحاً وجسداً .
ليس بالوسع الإحاطة بكنوز بحر واسع بحجم معهد العلمين ومن اسسه واشاد صرحه العالي ، ولكن بكلمات مختصرة مع الاعتذار إن لم تسعفن ِ الملكة عن البوح بحقية ما سأقول ، فقصور الالفاظ وعجز المعاني يمنعاني من الإحاطة بالتعبير عن جمال اللوحة وترميزها وعمق مكنونها الفكري والفني الاصيل . كثيرون من الافذاذ الذي انجبتهم واجادت بهم المدرسة النجفية عبر تاريخها الطويل ، وكثيرون ايضاً من اهل العلم والجاه والمكانة في العراق ، بلد النور والعطاء ، إلا أنه لم يظفر بهذا الفتح الخالد سوى العلامة الدكتور محمد بحر العلوم ، حيث تم على يديه هذا الكشف العلمي الذي سد ثغرة علمية في الميدان العلمي العراقي ماكنت لتسد الا به ، وهي التفاتة عالم عامل بكل جهد وإخلاص لعقود طويلة ، وفق صاحبها لجهده وطيبة سريرته وصفاء نواياه ان تكون وتنجح هذا النجاح الباهر ، وان يكون لهذا العالم من الأبناء العلماء ان يكملوا المشروع ويحذوا حذو الأب المؤسس ، وبجهودهم لا يعتريني الشك قط أن اراه صرحاً عالميا ً ينافس اكبر الصروح العلمية رصانة وإصالة ، وان تتنوع فيه العلوم والمعارف ، ويكون اشعاع نور يطال سناه كثير من بقاع العالم .

   ان تسمية المعهد باسم العلمين قد لايعرف سره الكثير ، ولكنها لفتة في غاية الروعة والذكاء من سماحة العلامة بحر العلوم ، حين احيا ذكرى وتأريخ علمين من علماء الإسلام ، لهم شأنهم العلمي والمعرفي والجهادي الكبير ، فالعلم الاول هو الشيخ الطوسي مؤسس صرح الحوزة العلمية والدينية في النجف الاشرف والعلم الثاني هو جد الأسرة الخالد الذي جاء لقبها منه بكل جدارة منه وإستحقاق ، ألا وهو المرجع الديني آية العظمى مهدي بحر العلوم.  لقد ولد السيد محمد بحر العلوم في مدينة علم وبيت علم ، وقضى عمره بين مؤسسات العلم ، ليستقر بعدها في مثواه الأخير قرير العين في مؤسسة علم ، لتبقى روحه مرفرفة في سماء هذا الصرح واروقته الوارفة وقاعات بحثه العلمي محلقة ، فرحة مسرورة مبتهجة ، وهو ميزة وحسنة اخرى لم يحظ بمثلها إلا القليل من الأفذاذ عبر التأريخ .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. جميل جدا ورائع في أثراء الساحة الأدبية والعلمية بطاقة هائلة عامل لخدمة العلم والمعرفة في رسم خريطة التألق الفكري بين العلوم العصريةوالتراث الراقي المتججد....ربي يحفظكم أستاذ عمار....

    ردحذف

إرسال تعليق

اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة

التنقل السريع