ماهي الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية السورية لشعبه ؟

عارف الشعال

فإذاً، بتاريخ 20 أيلول صدر المرسوم التشريعي رقم 16 لعام 2018 الناظم لعمل وزارة الأوقاف ونُشر في الجريدة الرسمية بالعدد الصادر في 25 أيلول.

وتاريخ إصدار هذا المرسوم التشريعي له أهمية خاصة هنا، لأن التشريعات بالأصل تصدر عن المجلس النيابي باعتباره السلطة التشريعية المخولة بذلك دستورياً، وتسمى "قوانين". 

وبما أن هذا المجلس ينعقد بدورات محددة في السنة، ويعطل خلالها، وحتى لا يحدث فراغ تشريعي في الدولة، منح الدستور رئيس الجمهورية بشكل استثنائي، سلطة إصدار تشريعات خارج دورات انعقاد المجلس المذكور، وتسمى هنا "مرسوم تشريعي" على أن يعرض هذا المرسوم على المجلس فإما أن يقره أو يرفضه وفق الآلية المنصوص عليها في المادة 113 من الدستور.

وفي حال أراد رئيس الجمهورية أن يصدر مرسوم تشريعي أثناء انعقاد مجلس الشعب، فقد منحه الدستور في المادة 113 هذه السلطة الاستثنائية، شريطة أن تكون هناك ((ضرورة قصوى)) تستدعي ذلك.

وأول ما يلفت النظر في المرسوم المذكور /16/ أن السيد رئيس الجمهورية أصدره أثناء ((انعقاد المجلس))، بحسبان أن المادة 7 من النظام الداخلي لمجلس الشعب قضت بأن يعقد المجلس دورة عادية تبدأ في الأحد الثالث من شهر أيلول، وقد صادف هذا العام يوم 16 من الشهر.

فهل يعدُّ إصدار هذا المرسوم التشريعي بعد أربعة أيام من انعقاد المجلس رسالة، وجهها السيد رئيس الجمهورية للشعب، أو لنواب الشعب، أن هذا الموضوع يعتبر (ضرورة قصوى) في هذا التوقيت؟

أم أنه أراد سحب هذا الموضوع من متاهات الحوار والبحث بين النواب وإقرار المرسوم كما هو بدون نقاش أو تعديل، بحسبان أنه لا توجد سابقة واحدة منذ نحو خمسين عاماً، قام بها المجلس بإلغاء أو حتى تعديل مرسوم تشريعي أصدره رئيس الجمهورية؟؟