القائمة الرئيسية

الصفحات

الانتحار إم الهروب من الواقع بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



الانتحار إم الهروب من الواقع
بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا


الانتحار إم الهروب من الواقع بقلم /ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

    لا نلبث ان نصحو على خبر انتحار احد الاشخاص الذي ينفذ قراره في لحظة ضعف ليقرر ان ينهي حياته ، لتثار تساؤلات لا حصر لها ما الذي يدفع انسان لأنهاء وجوده على هذه الارض ولا سيما ان الحياة هي اثمن ما نملك ، لما يفقد الانسان احساسه .
    يرجع اغلب المختصين السبب لزيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على الفرد ، الا ان ذلك لا يستبعد التجارب الشخصية التي قد تكون احد اهم الاسباب وراء ذلك الانتحار كالمرور بتجربة عاطفية فاشلة او فقدان احد المقربين بوفاته ،الا ان ظاهرة الانتحار لم تعد قاصرة على مجتمع بعينه فوفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية بينت ان الفئة العمرية ما بين 15-29 عاما لتكون فئة الشباب  هي الفئة الاكبر التي لجات للانتحار وبمعدل 800 الف شخص سنويا اي ما يقارب حالة انتحار كل 40 ثانية ،ولعل السبب الاكثر دفعا للانتحار هو دخول الشخص في حالة من الاكتاب النفسي التي تمثل السبب الرئيسي للوصول لحالة الياس الدافعة للانتحار.
ومنذ عام 2003 في 10 سبتمبر قررت منظمة الصحة العالمية الاحتفال باليوم العالمي لمنع الانتحار بالاشتراك مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار للتحذير من تفشي هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرا في جميع انحاء العالم ولا سيما ان تقرير للمنظمة اثبت ان ما يزهق من ارواح بالانتحار اكثر من ضحايا جرائم القتل والحروب معا ، الا ان ما يجدر الاشارة اليه ان حالات الانتحار في الدول العربية هي الاقل مقارنة بالدول الغربية والذي يرجع مرده للشريعة الاسلامية التي تحرم ايذاء النفس ورميها للتهلكة ،اذ يجمع علماء المسلمين على ان الانتحار من الكبائر وفاعلها متوعد بالخلود في الجحيم لقول الرسول صلى الله عليه وعلى ال بيته الطاهرين : (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها ابدا ، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم  خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ فيها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا)وعنه صلى الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين قال : (من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة)، فعلى المسلم ان يصبر ويستعين بالله ويعلم  ان كل شدة تصيبه في الدنيا مهما كانت شديدة فان عذاب الاخرة اشد فكيف يفر من شدة مؤقتة لعذاب دائم ، لذى يتوجب تكاتف كافة الجهود لنجعل تلك القضية محل اهتمام المجتمع للقضاء على اسبابه ومسباته على فرض استبعاد الحالات المرضية كالقلق والذهان من خلال برامج لعلاج محاولي الانتحار والاهتمام بالمحيط الذي يعيشون فيه للتخفيف من الامهم ومساعدتهم  على بناء علاقات جديدة مع افراد اسرهم مبنية على الاصغاء والتسامح حتى لا تتكرر هذه الافعال مع تعزيز الجانب الروحي والمعنوي من خلال التوجه الى الله .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع