القائمة الرئيسية

الصفحات

اللاجئين في زمن الكورونا بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



اللاجئين في زمن الكورونا
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



اللاجئين في زمن الكورونا
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا

    مع انتشار فيروس كورونا تبنت دول عدة تدابير استثنائية منها الحد من السفر عن طريق الجو والتحركات عبر الحدود لتتوقف الحياة اليومية حول العالم ليمكننا القول انها تغيرت بشكل لم نكن لنحلم به  ،لكن بالنسبة للاجئين لم تتوقف محاولاتهم في البحث عن الامان الا ان التدابير المتخذة من قبل دول عدة قد اعاقت وعلقت طلبات اللجوء بالكامل ولا سيما ان الدول تعمد لإدارة حدودها وفق ما تراه مناسبا في ظل الازمة الراهنة والتي منها اغلاق الطرق لطلب اللجوء او اجبار هؤلاء اللاجئين كأفراد للعودة لأوضاع يسودها الخطر وعلى الرغم من انه من الممكن تحديد المخاطر الصحية والقيام بعمليات الفحص واجراء الاختبارات والحجر الصحي وما الى ذلك من تدابير يمكن اتخاذها وهو ما يمكن ان يوصل اولئك اللاجئين لبيئات امنة تضمن منحهم الحماية التي توفرها المعايير الدولية والتي وضعت لحفظ النفس البشرية بالمقام الاول ولا سيما ان اعادة اللاجئين وسفرهم يمكن ان يزيد تعرضهم للفيروس ليكون الحل بإعادة توطينهم في البلدان المضيفة على الرغم من ان الازمة ادت لان تعاني العديد من الدول الاوربية ضغوطا على انظمتها الصحية بسبب فيروس كرونا كما هو الحال في بريطانيا وفرنسا مع اوضاع اكثر صعوبة في دول تعاني قلة مواردها مع احتمالية استضافة اعداد كبيرة من اللاجئين لتعمد وكالات الاغاثة للعمل على جمع (105) مليار دولار استعدادا لتفشي الفيروس في المناطق التي تعاني اسوء الازمات الانسانية كما هو الحال في غزة واليمن وجنوب السودان على الرغم من ان ذلك الجهد سياتي في وقت تعاني فيه اقتصادات العالم من ازمة اقتصادية خانقة وهو ما يدفع لمواجهة صعوبة في الحصول على المبلغ المحدد وهو عموما ما يرفع نسبة الخطر لتلك الفئة في اماكن يفتقر فيها قاطنوها للمرافق الصحية اللازمة الامر الذي يحرمهم من اهم وسائل الوقاية من الفيروس ولا سيما ام معظم تلك المخيمات مكتظة اصلا مما يقلص الامل في تطبيق سياسات التباعد الاجتماعي وهو ما يهدد بأزمة صحية عالمية لم يشهدها العالم من قبل مما يعني انتشار الفيروس كالنار في الهشيم ليقضي على اضعف فئة من الناس بين هؤلاء وهم النساء والاطفال اضف الى ذلك معضلة تتعلق بسلامة الموظفين الدوليين ولا سيما بعد اصابة (ديفيد بيسلي) المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي بالفيروس وهو ما دعا وكالات الاغاثة الدولية لاستدعاء كبار موظفيها خوفا من اصابتهم بالفيروس وهو ما دفع تلك الوكالات بأعداد خطة استجابة استعدادا لتفشي الفيروس خاصة بكل مخيم واجراء تقييم خطر العدوى للفيروس مع تدريب العاملين على تتبع ومراقبة وتقييم الخطر مع تعقب المصابين ومخالطيهم وهي مهمة ليست باليسيرة في الظروف الراهنة الا انها تمثل خطوات ايجابية في تخفيف معاناة فئة تحتاج لكافة المبادرات لحمايتهم والعمل على الحد من الاثار السيئة لانتشار الفيروس عليهم .     


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع