القائمة الرئيسية

الصفحات

اسلحة الخفاء (الاسلحة البيولوجية كرادع استراتيجي) بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



اسلحة الخفاء (الاسلحة البيولوجية كرادع استراتيجي)
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



اسلحة الخفاء (الاسلحة البيولوجية كرادع استراتيجي)
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

     تعد قدرة الاسلحة البيولوجية على العمل كرادع استراتيجي هي ما يجذب الدول على الرغم من عدم وجود تعيين بشان اثار الهجوم البيولوجي مقارنة بالهجوم النووي الا اننا نرى ان تأثير الهجوم البيولوجي لا يقل خطرا ودمارا عن الهجوم النووي بما يعده الوسيلة الامثل للاستعمال كضربة انتقامية ناجحة كرادع استراتيجي له اثار مهمة على السياسة الدولية وهو ما يبرز خطورة انتشار ثورة بيولوجية مماثلة للثورة النووية وهو ما يعد احدى مجالات التداخل بين العلم والسياسة الامنية كجزء من حملة واسعة متصاعدة بتطوير تلك الاسلحة ليعد مصطلح الحرب البيولوجية هو المتداول ،لكن ماذا يعني هذا المصطلح؟ الحرب البيولوجية هي الاستخدام المتعمد للكائنات الحية الدقيقة والسموم والتي بالعموم تكون ميكروبات ذات اصل نباتي او حيواني تسبب المرض او الموت للبشر والحيوانات كالماشية تحديدا والمحاصيل النباتية ،لتعد بذلك وسيلة حرب جذابة للاستخدام في الهجمات الارهابية وهو ما يعزى لسهولة الوصول لمجموعة واسعة من العوامل البيولوجية المنتجة للأمراض بتكاليف انتاج منخفضة وعدم امكانية الكشف عنها من قبل الاجهزة الامنية بالفحوص الروتينية وهو ما يسهل نقلها وهو ما يميزها بسهولة تحريكها لاماكن عدة وبوقت قصير وبجهد ضئيل بوجود تقنيات تتيح انتشارها الامر الذي يترك اثاره السلبية على الامن الاقليمي والعالمي ،وهو ما دفع للحاجة لمواجهة تهديدات كتلك عبر وضع اليات وقائية عبر التعاون الدولي للالتزام باتفاقية الاسلحة البيولوجية والتكسينية وتعزيزها بالبروتوكولات الخاصة بالرصد والتحقق كخطوة مهمة وضرورية للحد من التهديدات الناجمة عن تلك الحرب او التهديد بها في ظل تزايد اعداد الدول التي تعمل على تطوير تلك الاسلحة وانتشارها منذ منتصف السبعينات وصولا لتسعينات القرن الماضي لوحظ تطور لانتشارها تزامنا مع انتشار الاسلحة الكيميائية فمن 4 بلدان في الماضي القريب الى حوالي 20 دولة في منتصف التسعينات من القرن المنصرم وهو ما يثير القلق من الهجمات الارهابية بالكائنات الدقيقة على السكان المدنيين وعم الامتثال لاتفاقية الاسلحة البيولوجية لعام 1972 والتي وصفت هجوم كهذا بهجوم الامراض والاصدقاء في ظل تطوير عدوى امراض كاللشمانيا وسلالات من الجمرة الخبيثة والطاعون الدبلي والجدري وفايروس ايبولا والتي تشترك كلها بانها قائمة على الفيروسات والميكروبات باستخدام متعمد للكائنات الحية الدقيقة والسموم بشكل عام من اصل ميكروبي او نباتي او حيواني لإنتاج الامراض او الموت للبشر او الماشية او المحاصيل الزراعية لتكون عامل جذب لمستخدميها لما يمكنها احداثه من دمار شامل ،وعلى الرغم من اختلاف الحرب البيولوجية عن الكيميائية كان هناك دائما نقاش مشترك لكليهما والذي قد ينشأ من حقيقة مؤكدة بان ضحاياهما هم بيولوجيين على العكس من الاسلحة الاخرى والتي قد تسبب دمار للبنية التحتية للبلد وتعطيل مرافق روتينية كأهداف رئيسية  كما هو احال في فقدان امدادات الكهرباء عبر استخدام قنابل الكرافت ،مع وجود دور متميز لتلك الاسلحة وهو ان العوامل المكونة لها من عوامل بيولوجية تماثل مركبات سامة قد تنتجها مستقبلاتها كتركيب كيميائي وهو ما يعزى سهولة الوصول لمجوعة واسعة من العوامل المنتجة للأمراض وعدم الكشف عنها بالفحص الروتيني لتتميز بخصائص الخفاء وغياب  الوزن الافتراضي بما يجعل اجراءات الكشف عنها غير فعالة وموضوع عدم انتشارها امرا مستحيلا وهو ما يجعلها المرشحة لساحات حرب المستقبل والتي من اهم اهدافها تقويض التقدم الاقتصادي والاستقرار وتدميره عبر استخدام تلك الاسلحة ضد الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية اذ يمكن ان تشن تلك الحروب تحت ذريعة انها نتاج الظروف الطبيعية التي تؤدي لتفشي الامراض والاوبئة وما يزيد من خطرها غياب التأهب لها وغياب استراتيجيات التطهير وهو ما يزيد من تعقيد المشكلة في ظل تحديث تقنيات الهندسة الوراثية واعادة تكوين الحمض النووي كلها عوامل دفعت باتجاه تطوير تلك القدرات وجذب اهتمام افراد غير الدول والعسكريين للانخراط في مجال تطوير تلك الاسلحة ولا سيما ان ذلك يرتبط بالتميز الاكاديمي في جميع انحاء العالم ،اضف الى ذلك ان المعرفة الالكترونية والمتاحة مجانا بما بتعلق بإنتاج اللقاحات والمضادات الحيوية كلها عوامل اسهمت في جذب العديد لتلك التقنيات لإنتاج وتطوير كائنات معدلة وراثيا يستخدمها الارهابيون في هجماتهم  الغير مشروعة وهو ما يدفع تلك التنظيمات للاستثمار في تصنيعها مع المزايا التي ترافقها مقارنة بالأسلحة النووية التي تتميز بقلة عدد الضحايا وتحولاتها الكبيرة فعلى النقيض من استخدام حملات غير مرئية قد تكون بوزن مايكرو غرامي تستخدم لاغراض شتى كان يكون الحد من النمو السكاني والتي استعمل على الارانب في كل من استراليا ونيوزلندا ،وتتراوح وسائل نقل تلك المسببات للبشر او الحيوات فقد تكون نقلات حية كالحشرات والقوارض او بخاخات تنشر الجراثيم المجففة ومساحيق العدوى او بذور ملوثة ومواد زراعية كالسماد او مياه الخزانات ،لذلك لا يمكن المقارنة بين نتائج الحرب الكيميائية او النووية مقارنة بالحرب البيولوجية التي تعد اشد فتكا بقوة قتل تعادل (10) اضعاف لصالح الحرب البيولوجية والتي تتميز بسرعة الهجوم وانعدام القابلية على الكشف مع تطور انتاج كائنات بيولوجية مقاومة للمضادات الحيوية واللقاحات الروتينية بمواصفات لا تتطابق مع المؤشرات المعروفة للتشخيص وهو ما يعد نقطة الضعف في التصدي لها ومقاومتها فتبدا تلك السلالات في نشر الامراض المعدية بين السكان والتي قد لا تستجيب لعمليات التطهير لتسبب القتل او العجز الدائم او الموت وهو ما يجعل مستوى تهديدها عالي ولا سيما بعد انتشار تقنياتها عبر الانشطة المشروعة لترتبط القدرة على استخدامها على القيود القانونية والاخلاقية التي تردع الدولة وغيرها عن استخدامها كوسيلة حرب او رادع استراتيجي وهو ما يجعل انعدام توفر تصور كامل حول القدرات المستقبلية لتلك الاسلحة ولا سيما انها تستهدف ملامح وراثية محددة او تتسبب في تدهور الموارد الطبيعية او تحتوي على وسائل قتل خفية تنتشر بشكل مدروس مسبقا .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع