القائمة الرئيسية

الصفحات

الأسلحة البيولوجية والزعامة الأخطر في القرن الحادي والعشرين كورونا "كوفيد – 19" الدكتور سماح مهدي صالح العلياوي




الأسلحة البيولوجية والزعامة الأخطر في القرن الحادي والعشرين
كورونا "كوفيد – 19"
الدكتور سماح مهدي صالح العلياوي



تتألف الأسلحة البيولوجية من مكوِّنات جرثومية سامة أو سموم بكتيرية، وتعتبر خطورتها في انتشارها السريع عِبرَ الغلاف الجوي أو عِبرَ الوسط الناقل، وهي تؤدي إلى ضرر بالغ الضرر في بيئة مناسبة، غير قادرة على صد هذا الهجوم، بل وأحياناً لا تشعر به، إلاَّ بعدما يغزو الجسم كله، ويفرض سلطته، وهنا تكمن خطورة هذه الأسلحة وقوتها؛ إذ هي خفية غير شاخصة، ويمكن لزجاجة صغيرة أن تحتويها، لكنها فتاكة، لا تعرف التوقف، وتكون لها الغلبة والسطوة متى تهيأت لها الفرصة، وهناك مجموعة كبيرة من البكتيريا والفيروسات المعدلة وراثياً لمقاومة المضادات الحيوية الّتي يُمكن استخدامها على اعتبارها أسلحة بيولوجية، وتعتبر أخطر الأسلحة البيولوجية، هي: الجدري، والجمرة الخبيثة، والسرطان، والّتي تعمل على حرق الإنسان، وتشويه جسده، وهي من أخطر الأسلحة الموجودة على وجه الأرض إلى الآن، حيث أنها تفوُّق السِّلاح النووي في الحروب من حيث القوَّة التدميرية، والآثار المترتبة عليها بشرياً ومادياً.
إنَّ الحروب البيولوجية لم تكن حديثة التطبيق، بل كانت مستخدمة في العصور القديمة، فقد كان الرومان في حروبهم يقومون بتسميم الأنهار وآبار المياه، وخلال زيارة القائد البريطاني "جيفري أمهيرست" (Jeffrey Amherst) إلى الهنود الحمر عام 1710، بهدف دراسة إمكانية استعمار أجزاء من جنوب القارة الأميركية، وحينما وجد صعوبة في التعامل مع الهنود عمل على نشر وباء الجدري، وفي محاولة لنشر المرض إلى السُّكَّان المحليين، قدم البريطانيون أغطية من مستشفى الجدري على اعتبارها هدايا للهنود الحمر، وقد غادر القائد القارة مخلفاً مرض فتك بنحو (15) مليون هندي، وقد تمَّ استخدام أسلحة بيولوجية في الحرب العالمية الأولى خلال الأعوام (1914 1981)، وخلال الحرب العالمية الثانية خلال الأعوام (1939 1945)، نظر العديد من الأطراف المعنية في الحرب البيولوجية باهتمام كبير للأمر، فقد استفاد اليابانيون من الأسلحة البيولوجية خلال الحرب العالمية الثانية متبعين نهج "الهجمات العشوائية المرعبة" (Horrific random attacks) فقد أسقط سلاح الجو التابع للجيش الياباني قنابل مليئة بالبراغيث الّتي تحمل الطاعون في مدينة "نينغبو" (Ningbo) الصينية، وقد سعى الحلفاء، وهم: الاتِّحاد السُّوفياتي، وبريطانيا، والولايات المتَّحدة، إلى بناء منشآت قادرة على إنتاج جراثيم الجمرة الخبيثة، داء "البروسيلا" (Brucella)، لكن انتهاء الحرب العالمية الثانية حال دون استخدامها.
وتعتبر الأسلحة البيولوجية نقطة توازن في المفاوضات بين القِوى المالكة لأدوات الانتصار العسكري في القرن الحادي والعشرين، إذ لم تُعدُّ القدرات العسكرية الفائقة في ظل التطوُّر التكنومعلوماتي كافية لتحقيق النصر على الخصوم، كما إن الأسلحة البيولوجية أقل كلفة من الأسلحة النووية، فمن أجل نشر الضرر البيولوجي لا تحتاج أيّ دولة إلاَّ إلى معملاً مجهزاً، وفريق متخصص، وتشير التقديرات إلى أن الغرام الواحد من السُم قد يقتل ما يزيد عن أربعة أضعاف مليوني إنسان، وكذلك تعتبر أخطر من الأسلحة الكيمياوية، إذ إن سُم "كلوستريديوم بوتولينيوم" (Clostridium botulinum) أشد فتكاً من غاز السارين القاتل، ويُمكن لصاروخ "سكود" (SCUD) المحمل بسُم "كلوستريديوم بوتولينيوم" أن يؤثر على مساحة تبلغ (3700) كم2، وهي مساحة أكبر بـ(16) مرة من السارين.
لكن على الرغم من إمكانية إنتاج الأسلحة البيولوجية بكميات كبيرة، إلاَّ أن تطوير الأسلحة وتشغيلها أكثر صعوبة، لأن ارتفاع درجة حرارة الصاروخ خلال مدة الانطلاق من المُمكن أن تقتل العناصر البيولوجية، لذلك يجب تزويد الصاروخ بنظام تبريد كامل، وهو من المشاكل المكلفة في صناعة الأسلحة الصاروخية، كما إن تخزين ونقل الأسلحة البيولوجية لا يتطلب الجهد والإمكانيات المادية العالية على عكس نقل وتخزين الأسلحة النووية، وفي أحد التحليلات فأن تكلفة الحرب في الأسلحة التقليدية تبلغ حوالى (2000) دولار لكل كم2، وفي الأسلحة النووية تبلغ حوالى (800) دولار لكل كم2، وفي أسلحة الغازات العصبية تبلغ حوالى (600) دولار لكل كم2، وفي الأسلحة البيولوجية تبلغ حوالى (1) دولار، ولعلَّ أشهر أنواع الأسلحة البيولوجية في التاريخ المعاصر، هي:
النوع الأول: "الجمرة الخبيثة" (Anthrax)
تتكون من جراثيم مجهرية تُسمَّى "عصيات الجمرة الخبيثة" (Bacillus anthracis)، وهي جراثيم لا تمتلك طعماً، ولا رائحة، ويصعب اكتشافها بالوسائل التحليلية التقليدية، وتوجد هذه الجراثيم بشكل طبيعي في التربة، ويمكن إنتاجها في المختبر، وتستمر لمدة طويلة في البيئة المناسبة، وقد استخدم سلاح الجمرة الخبيثة على اعتباره سلاح حيوي، وأحد أكثر العوامل المميتة، من خلال خلط هذه الجراثيم مع المساحيق والبخاخات والطعام والماء، الأمر الّذي جعل من الجمرة الخبيثة سلاحاً مرناً وفتاكاً، وقد صُنِفت جراثيم الجمرة الخبيثة من قِبَل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية على اعتبارها عامل من الفئة (أ)، وقد استُهدفت الولايات المتَّحدة بالرسائل الّتي تحتوي على جراثيم الجمرة الخبيثة عِبرَ نظام البريد عام 2001.
ثانياً: سُم "كلوستريديوم بوتولينيوم" (Clostridium botulinum)
تُسمَّى "المطثية الوشيقية"، وهي نوع من البكتيريا تنشأ في التربة، ورواسب القاع من البحيرات والجداول والمسالك المعوية لبعض الأسماك والحيوانات، وهي لاهوائية التنفس، وتنتشر في النباتات بسهولة، وتكوِّن أنواع عدَّة، وتتميِّز بمقاومتها لدرجات الحرارة العالية، وتنمو فقط في ظروف التنفس اللا هوائي، وتنتج هذه البكتيريا سماً مقاوماً للحرارة يتسبب في إصابة الإنسان بالتسمم الغذائي، ويؤدي أحيانا إلى الوفاة، وعلى الرغم من القوَّة الفتاكة يعتبر من السهل نسبياً إنتاج سُم "كلوستريديوم بوتولينيوم"، ويمكن توزيعه عن طريق الغلاف الجوي أو عن طريق المياه والمواد الغذائية، ويمكن لغرام واحد فقط من هذه البكتريا أن تقتل أكثر من مليون شخص، أذا تمَّ استنشاقه؛ إذ يفتك بالجسد البشري، مسبباً تسمم يشل العضلات.
رابعاً: فيروس "إيبولا" (Ebola)
يعتبر فايروس "إيبولا" من أخطر الفايروسات سريعة الانتشار، وهو مرض فتاك ناجم عن الإصابة بأحد أشكال هذا الفيروس، وقد اكتشف أول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1976، منتقلاً من الحيوانات البرية إلى البشر، ممَّا تسبب في معدل وفيات كبير نسبياً، ويشكل فايروس "إيبولا" سلاح بيولوجي، يُمكن أن يهدُّد عدد كبير من البشر بسبب حدته، ومعدل الوفيات المرتبط به، وسرعة انتشاره، وقد ظهر فيروس "إيبولا" على اعتباره سلاح بيولوجي لأول مرة في الاتِّحاد السُّوفياتي بموجب خطَّة نفذت خلال الأعوام (1986 1990)، لكن لم تكتشف أدلة قاطعة على أنه مستخدم بالفعل.
وقد سعى المجتمع الدَّوْلي إلى عقد الاتِّفاقيات الدَّوْلية بغية القضاء على الأسلحة الفتاكة، وعقد العزم على العمل من أجل تحقيق تقدم فعلي نحو نزع وحظر وإزالة جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، كذلك حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والقضاء عليها، من خلال اتَّخاذ تدابير فعالة في ظلّ رقابة دولية صارمة، كما أكَّدت الأطراف الدَّوْلية على الاعتراف بالأهميَّة الكُبْرَى لبروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل البكتريولوجية، الموقعة في جنيف في حزيران/يونيو 1925، وقد تبنت منظَّمة الأمم المتحدة مبادئ وأهداف بروتوكول حظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها، ودعت منظَّمة الأمم المتَّحدة جميع الدُّوَل بالامتثال التام لهذا البروتوكول للتخفيف من ويلات الحرب، والمساهمة في تعزيز الثقة بين الشَّعوب، والتحسن العام في المناخ الدَّوْلي، كما إن منظَّمة الأمم المتَّحدة أكَّدت بأن التوصُّل إلى اتِّفاق بشأن حظر الأسلحة البكتريولوجية "البيولوجية"، والأسلحة التكسينية يمثل خطوة أولى ممكنة نحو التوصُّل إلى اتِّفاق بشأن اتَّخاذ تدابير فعالة أيضاً لحظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيمياوية.
وقد عملت منظَّمة الأمم المتَّحدة على فتح باب التوقيع على اتِّفاقية الأسلحة البيولوجية في نيسان/أبريل 1972، وهي أول معاهدة مُتعدِّدة الأطراف لنزع السِّلاح، وتحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل، واتفق مؤتمر الاستعراض الثاني عام 1986، على وجوب أن تنفذ الدُّوَل الأطراف عدداً من تدابير بناء الثقة لمنع أو تقليل حدوث أي لبس أو شك أو ارتياب، ولتحسين التعاون الدَّوْلي في ميدان الأنشطة البيولوجية السِّلمية، وتوسُّع مؤتمر الاستعراض الثالث عام 1991، في تدابير بناء الثقة، وتعهدت الدُّوَل الأطراف بموجب هذه الاتِّفاقات بتقديم تقارير سنوية باستخدام الأشكال المتفق عليها عن أنشطة مُحدِّدة تتعلق باتفاقية الأسلحة البيولوجية، ومنها: بيانات عن المراكز والمختبرات البحثية، ومعلومات عن مرافق إنتاج اللقاحات، ومعلومات عن البرامج الوطنيَّة لبحوث وتطوير الدفاع البيولوجي، والإعلان عن الأنشطة السابقة في برامج البحث والتطوير البيولوجية الهجومية والدفاعية، ومعلومات عن انتشار الأمراض المعدية والأحداث المماثلة الناجمة عن السموم، ونشر النتائج وتشجيع استخدام المعرفة والاتصالات، ومعلومات عن التشريعات والأنظمة وغير ذلك من التدابير.
إنَّ القرن الحادي والعشرين أفرز العديد من المُتغيِّرات الدَّوْلية الّتي وضعت التفسيرات بقيام الحروب البيولوجية ممكنة، إذ إن الولايات المتَّحدة لم تُعدُّ القطب الوحيدة في قيادة النظام العالمي، وقد ظهرت قِوى جديدة على السَّاحة الدَّوْلية، لا سيّما روسيا الاتِّحادية والصين في ظلّ تجمع "البريكس"، وبدأ الحديث عن إمكانية قيام النظام الدَّوْلي المُتعدِّد الأقطاب، وخاصة أن المنطقة العربيَّة ذات الثقل الإستراتيجي النفطي تعرضت إلى العديد من الهزات الإجتماعية والسِّياسيَّة عن طريق استبدال الأنظمة في ظلّ ما يُسمَّى "ثورات الربيع العربي" عام 2010، والّتي أدَّت إلى ظهور تنظيمات إسلاميَّة مُتشدِّدة وتنظيمات إرهابية عصف بالمنطقة، وراحت تؤثر على التنظيم الهيكلي للولايات المتَّحدة والاتِّحاد الأوروبي وكندا وأستراليا.
وفي خضم هذه الأحداث أعلنت الصين في كانون الأول/ديسمبر 2020، عن تفشي وباء كورونا "كوفيد 19" (Covid – 19) في مدينة "ووهان" (Wuhan) عاصمة مقاطعة "هوبي" (Hobby)، ويستطيع الفيروس أن ينتشر بين البشر مباشرة بعد الانتقال من الخفاش، وتتراوح فترة الحضانة حوالى (5) أيام أو أكثر، وهناك أدلة مبدئية على أنه قد يكون معدياً قبل ظهور الأعراض، وتشمل الأعراض الحمى والسعال وصعوبة التنفس، وقد تؤدي إلى الوفاة، ويبدو أن معدل انتقاله "معدل الإصابة" قد ارتفع، إذ بدأ بالانتشار في أغلب دُوَل العالم، وقد أصبحت الصين، والولايات المتَّحدة، وإسبانيا، وإيطاليا وآسيا والمحيط الهادئ مركزاً لتفشي الوباء على المستوى العالمي، وقد صنّفته منظَّمة الصحة العالمية بأنه "جائحة" في آذار/مارس 2020.
وسرعان ما أطلق الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" (Donald Trump) تسميت "الوباء الصيني" (Chinese epidemic) على فيروس كورونا، وهو اتهام مباشر بأن الصين قد عملت على صناعة هذا الفيروس تحت عناوين اقتصادية، وتكمن الفكرة قبل إنتشار فيروس كورونا بأن الأسهم والحصص في المشاريع الإستثمارية بمعامل إنتاج التِكْنُولُوجيا والكيماويات الصينية تعود ملكيتها للمستثمرين الأوربيين والأميركيين، وهذا يعني بأن ما يناهز نصف الأرباح من الصَّناعات كانت تذهب إلى المستثمرين الأجانب، وليس للخزينة الصينية ما يؤدي بدوره إلى هبوط في سعر صرف العملة الصينية "اليوّان"، وانهيار الإقتصاد الصيني، وبعد قبل إنتشار فيروس كورونا فأن المستثمرين الأجانب الذين يعملون  في الصين عملوا على بيع كافة أسهمهم في الشركات التِكْنُولُوجية ذات القِيَمة المضافة العاليّة في الداخل الصيني، بأثمانٍ زهيدة وبخيسة للحكومة الصينية، وذلك خوفاً منهم على الإنهيار الكلي لشركاتهم، لا سيّما بعد أن تبين استحالة توفير العلاج للفيروس على المدى القريب، وهذا الانهيار سوف يكون نتاجاً حتمياً لإنهيار الإقتصاد الصيني، وهو المحرك الأساسي لأغلب الاقتصاديات المتوسُّطة على المستوى العالمي، وقد تمكَّنت الصين من خلال تكتيك فايروس كورونا من ربح حوالى (20) مليار دولار خلال (48) ساعة فقط من أسهم المستثمرين الأجانب.
ويرى بعض المحللين بأن الصين اتبعت تكتيكاً اقتصادياً بيولوجياً فاق بدهائه العقل الإستراتيجي الأميركي، وتغلب عليه دون عناء، والّذي أدَّى إلى زعزعة الأميركيين وحلفاؤهم في القارة الأوروبية، ولم تتبع الصين أيّ إستراتيجية سياسيَّة أو عسكرية أو اقتصادية عالية للتخلص من المستثمرين الأجانب، وذلك بهدف زيادة واردات الخزينة العامة للحكومة الصينية لتتربع على عرش الإقتصاد العالمي، واكمال عملية البناء الإقتصادي والصُّعود السِّلمي للتعدُّدية القطبية، حيث تعلم القيادة الصينية بأن القيادة الأميركية والأوروبية تبحث عن ذرائعٍ للإيقاعِ بالإقتصاد الصيني، وفرضِ العقوباتِ على بكين من أجل إفلاسها، وقد إرتأت القيادة الصينية بأن التضحية ببضع المئات من مواطنيها إلى جانب التضحية بنسبة من نمو الإقتصاد الصيني بدلاً من التضحية بشعب بأكمله، وتأميم أغلب الشركات الأجنبية على أراضيها بطريقة شبه مجانية.
وتشير الحسابات الإستراتيجية إلى إمكانية استفادة الصين من فيروس كورونا، خاصة وأن الصين أعلنت في وقت مبكر من تفشي الوباء بأن المؤسَّسات الصحية تمكَّنت من السَّيطرة على الوباء في الصين على الرغم من التعداد السُّكَّاني الّذي يتجاوز المليار نسمة، حيث تمكَّنت الصين من قطع سلسلة إنتشار الفيروس، إذ فرضت مزيجاً من الحجر الصحي، والتباعُد الإجتماعي تحت رقابة تِكْنُولُوجية متطوُّرة، وفي ظلّ مظلَّة عمل واحدة بين الحكومة والشَّعب، وبعد شهور قصيرة من العمل أغلقت المستشفيات المؤقتة مُعلنة للعالم السَّيطرة على الفايروس، لتكون الصين إنموذجاً يُحتذى من قِبَل دُوَل العالم الأخرى.
لكن المتحدث باسم الخارجية الصينية "تشاو لي جيان" (Zhao Li Jian) أكَّد بأن الجيش الأميركي جلب فيروس كورونا إلى مدينة "ووهان" الصينية، وأن المرام والغاية من ذلك هو تدمير الإقتصاد الصيني الّذي بات يُرعب الإدارة الأميركية، والواقع تشير الاحصائيات بأن الخسائر الإنسانية والإقتصادية الّتي تكبدتها الصين تفوُّق الأرباح الّتي نتجت عن فايروس كورونا، ولا سيّما انهيار المشاريع الصغيرة الّتي يصعب إعادتها، وتراجع سعر صرف "اليوّان" أمام العملات العالمية، بالإضافة إلى التخوف العالمي من إمكانية إعادة المبادلات التجارية مع الصين على المدى القريب، ناهيك عن أزمة الثقة بين الصين والعالم الغربي.
وعلى الجهة الأخرى بدأت القارة الأوروبية والولايات المتَّحدة وكندا وأستراليا من اتَّخاذ العديد من الوسائل لمواجهة الفايروس من دون جدوى، حيث أصبت الولايات المتَّحدة وإسبانيا وإيطاليا مراكز لتفشي وباء كورونا، وقد ارتفعت الخسائر الإقتصادية الّتي أصابت بعض الجوانب الإقتصادية، مثل: شركات الطيران والنقل، بالإضافة إلى توقف جزئي للعمليات العسكرية، حيث أعلن حلف شمال الأطلسي عن أجراء الاجتماع السنوي لقيادة قوَّات الحلف عن طريق التواصل الإلكتروني، بالإضافة إلى وضع  حاملة الطائرات الأميركية المنكوبة "يو أس أس ثيودور روزفلت" (USS Theodore Roosevelt) في الحجر الصحي.
وحينما بدأ العلماء بدراسة مسببات الأمراض بغية تحديد نقاط الضعف حتى يتمكنوا من صُناعة العلاج والمضادات والمناسبة، وابتكار العقار المناسب للقضاء على هذه الأمراض وقتل مسبباتها، كان فريق آخر من العلماء يقوم بالعمل ذاته، لكن بغية تحديد نقاط القوَّة، والانتشار لهذه المسببات، حتى يتمكن السياسيون، والحكام من استخدامها على اعتبارها أسلحة بيولوجية فتاكة، ويبقى السؤال الأخطر هل تكشف الأيام اللاحقة بأن فيروس كورونا جزءاً من الأسلحة البيولوجية الّتي تمَّ تطويرها في المختبرات، وتمَّ استخدامها بحنكة وحذر.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع