القائمة الرئيسية

الصفحات

كورونا هل سينهي الاتحاد الاوربي ام سيضعه موضع التقييم بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



كورونا هل سينهي الاتحاد الاوروبي ام سيضعه موضع التقييم
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



كورونا هل سينهي الاتحاد الاوروبي ام سيضعه موضع التقييم
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

     ازمة غير متوقعة اجتاحت العالم على حين غفلة بين مقدر للوضع وبين مستهين به دفع الدول للانكفاء على نفسها لمواجهة تأثير الوباء الذي اجتاح العالم بدون سابق انذار ليلقي بظلاله القاتمة على  دول اوربية كبرى مخلفا الالاف من الضحايا وخسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات  الا ان الامر لا يقف عند هذا الحد فممارسات الدول الاوربية القت بظلال من الشك حول مستقبل الاتحاد واستمراره في اول اختبار له منذ نشأته فكيان بحجم الاتحاد الاوربي قائم على التضامن بين اعضائه شهد انحسار ذلك التضامن كواقع سيء على ارض الواقع فالحرب التي تقودها دول الاتحاد بلا استثناء ضد الفيروس تبين ان تلك الدول قد اباحت لنفسها كل شيء خلال هذه الحرب فالتشيك صادرت شحنة مساعدات طبية قادمة من الصين الى ايطاليا وهو ما ببرته التشيك بانه وقع خطا في جهودها لملاحقة من يتاجرون بالمعدات الطبية في هذا الوقت العصيب مع تعدها برد الشحنة لإيطاليا وهو ما لم يحدث الى الان وهو ما يظهر حالة الخوف والهلع التي تسود دول الاتحاد ولم يكن الامر بالمختلف في المانيا التي عمدت لحظر تصدير اي من المعدات الطبية وتوفيرها على نحو مركزي للمستشفيات والسلطات الاتحادية والعيادات الطبية على ان تعمل الاستثناءات في نطاق ضيق جدا يتعلق باطار حملات الاغاثة الدولية ،اما ايطاليا الدولة الاكثر تضررا من الوباء في دول الاتحاد فقد هددت خلال القمة التي عقدتها دول الاتحاد عبر الفيديو بعدم التوقيع على الاعلان المشترك الصادر عن دول الاتحاد اذا لم يعتمد الاتحاد لاتخاذ تدابير قوية كما وصفها لمواجهة التداعيات الاقتصادية الناتجة عن تفشي الوباء فقد مثل الوباء بالحرب التي يتوجب خوضها معا الامر الذي يتطلب ادوات مالية ملائمة لتلك الحرب جاء ذلك بعد رفض عدة دول اوربية ومنها المانيا مناشدات تسع دول اوربية منها ايطاليا للاقتراض الجماعي عبر (سندات كورونا)للمساعدة في تخفيف الاثر الاقتصادي للوباء على تلك الدول ،لثير ذلك السلوك من دول الاتحاد التساؤل هل يعني ذلك نهاية ذلك الاتحاد ولا سيما ان عدد من دول الاتحاد غالبا ما تنادي بضبط ميزانيته ،هل كان ذلك السلوك يندرج وحالة ضبط النفقات في حين ان عدة دول في الاتحاد تعد منكوبة كإيطاليا واسبانيا وفرنسا ،هل ساهمت الازمة في التوجه لذلك السلوك في وقت تكون فيه تلك الدول في اوج الحاجة للدعم ،فمن قراءة الوضع السائد نجد ان الدولة ما ان تتعرض لازمة يصعب عليها ان تقدم دعما لدولة اخرى وفي حالة الاتحاد الاوربي نجد ان الازمة بينت انها اكبر من امكانيات الاتحاد تقنيا واقتصاديا في واقع ان جميع دول الاتحاد تعاني من نقص حاد على مستوى القطاع الصحي وتوقعات من مواطنيها بمستوى اعلى من الكفاءة لإدارة الازمة في ظل هجوم مباغت للوباء حال دون توافق دول الاتحاد على الية للمساعدة فيما بينها للتصدي للوباء وهو ما دفع لان تتبنى كل دولة استراتيجيتها الخاصة للتصدي للفيروس وكل وفق امكانياته وبروز الصين كالواهب السخي الذي يمنح الجميع بلا مقابل بمساعدات باتت تغرق القارة الاوربية كمساعدات انسانية استخدمتها الصين لتشق طريقها للقارة الاوربية مهددة (منطقة الشنجين ) وهو ما يدفع للتفكير هل كان الفيروس هو للقضاء على ذلك الاتحاد او انه بات يمثل تهديدا للنظام العالمي برمته وان الازمة ستعمل على فك الروابط الاقليمية والعالمية على حد سواء ام ان تلك الازمة ستجعل دول الاتحاد تعمد للتعاطي مع  وسائل تعاون اكثر فعالية لمواجهة الازمات ،لا ينكر ان الازمة تمثل شرخا عميقا في الروابط بين دول الاتحاد لكن تلك الازمة غالبا ما ستمر وهو ما يرجح ان الدول الاوربية سترجح الاتحاد لكونه اكثر اهمية من الانقسام ولا سيما ان تلك الدول ستعيد النظر في الازمة وتداعياتها ولا يستبعد توجيه المسؤولية الدولية للمتسبب في نشؤها اصلا فالعاصفة ستمر وستعيد الدول ترتيب اولوياتها وحماية دولهم فالفايروس كان الدافع لرفع شعار امتي أولا وهو ما سيستقر في وعي الافراد وهو ما سيدفع دول الاتحاد للعمل على حفظ وحدتها وهو ما يتحقق بالتعاون وليس للانغلاق وأوروبا اكثر من يعي ذلك لتجربتها التي امتدت لعقود مضت .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع