القائمة الرئيسية

الصفحات

الصحة النفسية والدعم الاجتماعي خلال تفشي الوباء بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا



الصحة النفسية والدعم الاجتماعي خلال تفشي الوباء
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات العليا



الصحة النفسية والدعم الاجتماعي خلال تفشي الوباء
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

     فرض تفشي جائحة كورونا على الناس حول العالم المكوث في منازلهم تزامناً مع اغلاق الحدود والازمات الاقتصادية التي رافقته منذ بداية انتشاره وهو ما جعل الأفراد يستشعرون الخطر بالعيش تحت وطأة انتشار العدوى والاصابة المرض الامر الذي جعل الضغوط النفسية تتسبب بانتشار الحزن والكآبة بين الافراد بصورة لا واعية مسببة التوتر وارتفاع ضغط الدم عند البعض واللجوء لمتابعة نشرات الاخبار الزاخرة بعدد الاصابات والوفيات بما يؤثر سلباً على نفسية المتابع لها بما يضع للحدث أثراً مهماً في تشكيل انفعالاتنا ولهذا تنتاب البعض مشاعر الغضب فيستسلمون للإحباط مبتعدين عن المشاعر الايجابية ولا سيما ان الفيروس غيَّر وبشكل مفاجئ طريقة حياة الناس الامر الذي ادى لوجود مخاوف من تدهور الوضع للأسوء ولا سيما ان الملايين من الناس باتوا معزولين وبلا عمل وبعضهم بات يعمل عن بعد وهو ما يثير التساؤل فيما اذا كان ذلك هو احد مسببات القلق  والتشاؤم من القادم ولا سيما ان الفايروس قد سبب سلوك جمعي اجباري وقهري لملايين الناس على سطح الكرة الارضية، ليمثل الدعم النفسي في حالات الطوارئ احدى أهم المقومات لتقديم الدعم المناسب في حالات الطوارئ وفق احتياجات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي ولا سيما ان انتشار وباء يثير قلق الافراد ويشعرهم بالقلق والتوتر من الاصابة بالمرض والموت بما يتقابل بردود فعل تمثل انعكاساً لذلك الخوف والقلق  وعدم القدرة على حماية المقربين لهم والخوف من فقدانهم وهو ما يجعل الفرد يشعر بالضغط النفسي اضافة لذلك ان العاملون في خطوط الصد الامامية في مواجهة الفيروس من كادر صحي ومرافقيهم سائقي سيارات الاسعاف ومقدمي الخدمات العامة ورجال الأمن يعانون من ضغوط نفسية اضافية خلال تفشي الوباء وذلك لكونهم يحنكون بالمرضى ومن يتوفى منهم مع لجؤهم لإجراءات وقاية صارمة تتسبب لهم بالتقييد ووجوب تنبههم ويقظتهم اضافة الى اجراءات العزل والوقاية التي تتم عليهم مع تناقص حصولهم على الدعم الاجتماعي المناسب لكثافة جدول اعمالهم وعدم توفر معلومات كافية حول اثر تعرضهم المستمر مع المصابين والخوف من انتقال العدوى لهم او لعائلاتهم وهو ما ينتج عنه تأثيرات طويلة الامد على المجتمع والعائلة والتي يمكن ان نعدها خطر واقعي ناجم عن طبيعة المهام التي يمارسها هؤلاء الافراد, الذي يقابله شعور بالفخر والتكيف بمرونة لكونهم في خط الصد الاول لمواجهة الكارثة ولا سيما انهم يظهرون ايثاراً عظيماً وتعاوناً بما يولد شعوراً عالياً بالرضى لمساعدة الاخرين وهو ما يدفع لرفع معنويات باقي الافراد في المجتمع كعامل دافع عند رؤية معنويات خط الصد الاول بهكذا ايجابية لتكون مكونا اساسيا في استجابة صحية عامة لتكون المفتاح لوقف انتشار المرض عبر نشر الدعم النفسي والاجتماعي كوسيلة لوقف نشر الفيروس ولا سيما ان تم التركيز على نقاط القوة والموارد المتوفرة لتقليل الاثر السلبي للازمة على الافراد وتجنب اي ضرر اضافي لا داعي له، ففي حالة المتوفين جراء المرض يجب منح ذوي العلاقة فرصة للحداد وتحديد بدائل وطقوس للدفن بديلة تحافظ على الكرامة بمراعاة العادات والطقوس المحلية فالخوف والقلق أمر طبيعي إلا أن الدعم خلال تلك الازمة هو الفارق فالشعور بالحزن او الضغط النفسي في الازمات امر طبيعي مترسخ في الذات البشرية والحل يكون بالحديث مع من نثق بهم واذا ما توجب علينا البقاء في المنزل فلنعمد لنمط حياة صحي وتنظيم اوقات النوم وممارسة الرياضة والتواصل مع المقربين في المنزل عبر وسائل التواصل الاجتماعي  وعدم اللجوء للتدخين او المشروبات الروحية او الادوية للتعامل مع القلق والشعور بالضغط احصل على الحقائق واجمع المعلومات التي تساعدك على تحديد موقفك واتخاذ تدابيرك الخاصة لمواجهة الازمة وتذكر دائما انها مرحلة مؤقتة لابد وأن تمر والديلي إنك مررت بمحن سابقة واحسنت التعامل معها لذلك اعمد لاستخدام مهاراتك للتعامل مع مشاعرك خلال الأزمة فهي مرحلة في رحلة الحياة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع