القائمة الرئيسية

الصفحات

تداولات الاسواق المالية وكوفيد – 19 الانهيار الاقتصادي بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات لعليا




تداولات الاسواق المالية وكوفيد – 19 الانهيار الاقتصادي
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي
معهد العلمين للدراسات لعليا



تداولات الاسواق المالية وكوفيد – 19 الانهيار الاقتصادي
بقلم/ ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات لعليا

    بعد انتشار فيروس كوفيد - 19 باتت التوقعات المتعلقة بالناتج المحلي الاجمالي يصعب الاعتماد عليها حتى في اهدأ الظروف لأنها تعد خادعة في ظل صعوبة تحديد اتجاهات وتطورات انتشار الفيروس ليكون تبعا لذلك من الصعب تحديد فعالية المبذول من الجهود لاحتواء الفيروس وما ينتج عن ذلك من ردود افعال المستهلكين والمؤسسات التجارية في وضع تنعدم فيه الارقام الحقيقية المحددة للأثر الاقتصادي الناتج عن تلك الجائحة، فالانخفاض الحاد في مؤشرات الاسواق المالية والتداولات في الاسواق والانهيارات التي تعرض لها الوضع الاقتصادي يتوجب ان تأخذ بعين الاعتبار انتشار الاوبئة وما ينتج عنها من صدمات، فانخفاض مؤشر الاسواق المالية مؤشر على انهيار الاقتصاد العالمي بشكل مؤكد في ظل واقع انعدام امكانية تحديد مدى فعالية الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس اضف الى ذلك ردود فعل المستهلكين والمؤسسات التجارية فبانخفاض قيمة السندات والاوراق المالية الذي يدل على تأرجح اسعارها في الاسواق العالمية ترتفع قيمة الممتلكات الامنة  في حالة من عدم الاستقرار والتباين في الاسعار وطبيعة التداول بسبب الجائحة وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي وعدم قدرة بعض الدول لتحمل الصدمات الاقتصادية والتي تتمثل بانهيار اقتصادي يأخذ احد الاشكال التالية :-
     انهيار حقيقي بما يتعلق بالنفقات الرأسمالية بما يجعل الاقتصاد يتوقف بشكل تام دون امكانية التقدم الى الامام بما يدفعه للتقلص لتظهر تأثيرات الفيروس بشكل جلي بسبب الازمة الناتجة عنه.
      رفع نسبة الفائدة من قبل البنوك على الصعيد العالمي بما يشكل ضغطا على الظروف المالية .
     تسهم الازمات المالية بخلل مالي يؤثر على الاقتصاد الواقعي فالاختلافات الاقتصادية على مستوى العالم تظهر بوضوح.
     الا ان ذلك كله لا يعد مؤشرا واضحا على تأثير الفيروس على تلك الاقتصاديات فحقيقة وجود كميات نقدية هائلة في الاسواق والمؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة هو الاخر اسهم في انعدام التوازن ذاك والتحدي بالاستمرارية فيما اذا تسببت الازمة بضرر للبنى التحتية الاقتصادية بجانب عوامل اخرى لتكون النتائج المحتملة في هذه الحالة احدى ثلاث:
الاولى – ان تؤدي تلك الازمة لانعدام التوازن في المخرجات الاقتصادية لكن من الممكن العودة تدريجيا للنمو مجددا وهو المرجح وفق المعطيات الحالية.
الثانية – استمرار الازمة يؤدي نمو مبدئي ينتج عنه فقدان دائم للمخرجات وهو ما يمثل نظيرا سيئا للحالة الاولى الا ان اعتماده يتطلب الانتظار للحصول على ادلة اخرى تؤكد حجم الضرر الفعلي بعيدا عن التكهنات بما يمثل ركيزة اساسية لاعتماده.
الثالثة – وهو اسوأ النتائج المتوقعة اذ يعتمد على قدرة الفيروس على الاضرار بسوق العمل والرأسمال المستثمر في هذه المرحلة وما ينتج عنه من تأثيرات على العملية الانتاجية والبنية الاقتصادية.
     فانتشار الفيروس سبب ضربة مباشرة لثقة المستهلك المنخفضة بتناسب طردي، فبقاء المستهلكين في منازلهم متعبين من الانفاق الارادي بسبب ما يشعرون به من تشاؤم للظروف المحيطة بهم فانتشار الفيروس تسبب بإيقاف خطوط الانتاج وزيادة عدد العمال الممنوحين اجازة بدون راتب او المستغنى عنهم بشكل كامل لتكون لتلك الازمة دافعا للعديد من الافراد لبيع ممتلكاتهم لتخفيض ديونهم كما هو الحال في المجتمع الامريكي، وهو ما يظهر لنا ان ظهور الاوبئة يؤثر في الاسواق ويدفع لابتكار تقنيات جديدة في التسويق فعند انتشار (السارس) عام 2003 كان ذلك دافعا لانتشار التسويق الالكتروني في الصين وهو ما دفع لارتفاع اسهم شركة (Alibaba) وبما ان الفيروس تسبب بأغلاق المدارس في معظم دول العالم ليظهر التعليم الالكتروني كبديل يحل كوسيلة لإيصال المعلومة كوسيلة فاعلة في حفظ صحة طلاب  المدارس ،ليكون احدى العوامل الايجابية من التخبط الذي اصاب الاقتصاد العالمي ازاء مؤشرات اسواق المال تحت تزايد ضغط اعداد المصابين بالفيروس وما نتج عنه من هزات لأسواق المال والذي نرى انه سيكون بابا يفتح لاستثمارات جديدة تلائم الوضع الناتج عن انتشار الجائحة لتنطلق الاستثمارات في مجالات جديدة خوفا من انتشار اوبئة جديدة لنرجح ان يكون الاستثمار في نطاق تكنلوجيا المعلومات وبما يتعلق بالتعليم الالكتروني وتوفير الخدمات عن بعد اضافة للمجال الطبي والصحي لتزايد الطلب على تلك الخدمات وما تنتجه من مستلزمات طبية وصحية في ظل تنامي القلق العالمي من استمرار الوضع لفترة قد تطول او انتشار اوبئة وامراض جديدة، اضف الى ذلك الاستثمار في القطاع المصرفي ولا سيما ان معظم الدول تعمل على اتخاذ اجراءات تحفيزية لاقتصادياتها بما يمثل انعكاسا ايجابيا للمستثمرين فيها وعلى اسواق المال التي تتعرض لأثار عنيفة اشد من اثار الضرر الفعلي على ارض الواقع والتي قد تصل قيمة الاسهم فيها لما دون القيمة الاسمية الامر الذي يدفع الجهات المسؤولة للتدخل في بعض الاحيان لإيقاف حدة الهبوط ولا سيما ان بعض الاسواق قد فقدت بسبب الازمة وبغضون اسابيع ما تم تحقيقه خلال سنوات لتكون تلك الفترة عبارة عن رعب يرافق المستثمر ولا سيما حديثي العهد بالسوق ومن دخله تزامنا مع الازمة لذا يحتاج الامر التذكير بان الازمة الخالية ليست الوحيدة ولا الاولى ولا الاخيرة فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقعت تسع ازمات اقتصادية كبرى نتج عنها اثار سلبية على اسواق الاسهم ومنها ازمة حصار برلين عام 1948 واجتياح العراق للكويت عام 1990 وازمة الديون الروسية عام 1998 وازمة عام 2008 المالية الا ام ما يميز الازمة الحالية ان المستثمرون الان لا يخشون على اموالهم فقط بل تمتد مخاوفهم لتشمل صحتهم وامنهم الشخصي وهو ما اربك اذكاهم واكثرهم خبرة لأنها المرة الاولى التي يتسبب بها فيروس بكارثة في سوق الاسهم وهو ما يجعل الجميع يقفون عاجزين امام ما يمكن عمله لقلة الحيلة وانعدام البدائل في ظل ضبابية الوضع وموعد انتهاء الازمة الذي لا يمكن لاحد التكهن به مسبقا وهل حان موعد القفز من السفينة لبيع الاسهم والعودة عند استقرار الاوضاع وتعافي السوق، قد تبدو تلك العبارة منطقية للوهلة الاولى ولكنها في واقع الامر مضللة فالبيع بسعر منخفض ثم العودة للشراء بسعر اعلى عند استقرار الوضع متى؟ لا احد يعلم وهو ما يعد من الخيارات السيئة والغبية التي يتخذها المتهورون باعتقادهم بانهم بذلك ينقذون انفسهم، فالتقلب هو سمة السوق ومن غير الممكن ان تدخله في أوطأ نقطة والخروج في نقطة اعلى قبل الهبوط ومن يفعلها مرة سيفشل في القادمة فحتى اشهر المستثمرين لا يقدم على ذلك لأنه بمثابة المقامرة وهو ما يعد نهجا خطيرا حتى في الظروف العادية فما بالك وقت الازمات التي يكون التقلب في السوق هو السمة الغالبة والابرز، لذا نجد ان الحل هو التمسك بالمراكز الموجودة لان ازمة الزباء لا يعلم مداها ومتى تنتهي ولا ما يمكن ان تؤول اليه لذا يكون على المستثمر ان يضع في باله امرين الاول هو اساسيات السوق والثاني معنويات المستثمرين لأنها هي المحرك الاساسي لقيمة الاسهم على المدى البعيد لذلك يكون الهدوء والتعقل امرا ملحا في هذه الظروف اذن ادارة المستثمر لمشاعره اهم من ادارة استثماره لان الخوف يعمل على اهتزاز الارض تحت اقدام المشاركين في السوق دون ادراكهم بان الازمة ما تشتد الا تبدا الانفراجات لوجود من يفكر ويسعى لحلها فالقطار لا يتحرك ان لم يتطاير منه الدخان في الهواء وحينها سيكون قد غادر المحطة بالفعل.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع