القائمة الرئيسية

الصفحات

(الطيران باجنحة القانون) عنوان تقديم لكتاب تأليف الباحثة شيماء احمد الشمري بقلم د. حيدر ادهم الطائي



(الطيران باجنحة القانون) عنوان تقديم لكتاب تأليف الباحثة شيماء احمد الشمري
بقلم د. حيدر ادهم الطائي


(الطيران باجنحة القانون) عنوان تقديم لكتاب تأليف الباحثة شيماء احمد الشمري
بقلم د. حيدر ادهم الطائي

    في الموروثات العربية التي تحمل في طياتها حلاوة الماضي نقرا للجاحظ, وهو رمز من الرموز العلمية الاسلامية قوله "الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك, والصديق الذي لا يغريك,, يطيل امتاعك, ويشحذ طباعك" وما احاول ان اقدم له في هذه السطور رسالة ماجستير في مجال القانون الدولي تحمل عنوان "الاليات الدولية لتسوية منازعات الطيران المدني" وانا اعلم ان دراسة القانون بتفرعاته المتعددة والمتطورة مع تطور اوجه نشاطات الانسان والكتابة فيه في احسن احوال الوصف الايجابي لا تتعدى ما يشعر به من يتذوق فنجان من القهوة العربية حيث لا مجال لطعم السكر. ومع ذلك تبقى القراءة في القانون متضمنة لمتعة حقيقية بالنسبة لأصحاب الاختصاص فهو ميدانهم الذي يصولون ويجولون فيه.
     ان قصتي مع هذه الرسالة بدأت عندما طلب مني زميلي العزيز الدكتور زيد محسن وهو عميد معهد العلمين للدراسات العليا الاشراف على احدى الطالبات من اللواتي اكملن السنة التحضيرية في مرحلة الماجستير حيث اخبرني وقتها بانها من الطالبات الجيدات في المعهد, وهي تحمل تخصصا اخر يسبق تخصصها في مجال القانون الامر الذي يؤكد وجود رغبة حقيقية في التعلم بميدان اخر ربما رأت الباحثة فيه افقا ارحب للحياة يكون الاقرب الى مجالات اهتمامها, وهذه مسألة قد تتغير فيها رغبات البشر من وقت لأخر. فرفضت في بادئ الامر لأننا لا نستطيع ان نتجاوز عددا محددا للأشراف طبقا لتعليمات الجهات ذات العلاقة فضلا عن مروري بتجارب سابقة لم اكن راضيا فيها عن مستوى بعض الطلبة الذين اشرفت عليهم مما سبب لي ارهاقا حقيقيا, ومستويات الطلبة من الناحية العلمية متباينة لأسباب متعددة لا مجال للخوض فيها بهذه السطور, لكنني وافقت اخيرا بعد ان اقنعني الدكتور "زيد محسن" بان معالجة اسباب الرفض ممكنة, وقد تم ذلك حيث بدأت رحلة الاشراف على هذه الرسالة, وبالعنوان الذي اشرت اليه, وهو موضوع اختارته الباحثة من مجموعة عناوين طرحت هي بعضها في حين اقترحت انا البعض الاخر ليستقر الخيار على العنوان الذي ذكرناه و جرى اقراره من جانب مجلس المعهد, وانا مقتنع بأهمية البحث في مثل هذه المواضيع نظرا للحاجة الى تكوين كادر قانوني في بعض فروع القانون يحمل تخصصا دقيقا يساهم من خلال الدراسة والبحث وتقديم المشورة القانونية السديدة في معالجة بعض المشاكل التي تواجه هذه القطاعات الاقتصادية المهمة, لذلك قسمنا الكتابة في الموضوع الى ثلاثة فصول انصب الفصل الاول منها على محاولة التعريف بالمنازعات ذات الطابع الدولي في مجال الطيران المدني حيث تضمن الفصل مدخلا للموضوع قدمت فيه الباحثة معلومات اساسية لكنها مهمة تمهد لما سوف يتضمنه الفصل الثاني الذي تطرقنا فيه الى مصادر منازعات الطيران المدني والاضرار الناجمة عنها في حين بحثنا في الفصل الثالث الوسائل المتاحة لتسوية المنازعات ذات الصلة بالطيران المدني ثم انتهينا الى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات, وللحقيقة اقول ان "شيماء" بذلت جهدا واضحا في كتابة سطور رسالتها اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان هذه المحاولة كانت تعبر عن تجربة اولى في مجال الكتابة بموضوع تقل فيه المصادر القانونية المتاحة بالمقارنة مع مواضيع اخرى رغم اهمية استيعاب كافة الجوانب القانونية المتعلقة بالطيران المدني, ومنها المنازعات واساليب تسويتها, وقد كتب الله لها التوفيق واتمنى صادقا ان تواصل السير في طريق البحث القانوني حيث ستكون متميزة طالما مثلت دراسة القانون الاولوية الاولى لها مقدمة هذا الاهتمام على اية اهتمامات اخرى, "فرحلة الالف ميل تبدا بخطوة واحدة" كما يقول المثل الصيني.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع