القائمة الرئيسية

الصفحات

قراءة في كتاب (التوظيف السياسي للإرهاب في السياسة الخارجية الامريكية بعد أحداث 11أيلول عام 2001 ) تأليف / نهاد كاظم حسين بقلم / د. ايناس عبد الهادي الربيعي

 

 

قراءة في كتاب (التوظيف السياسي للإرهاب في السياسة الخارجية الامريكية بعد أحداث 11أيلول عام 2001 ) تأليف / نهاد كاظم حسين

بقلم / د. ايناس عبد الهادي الربيعي

 


قراءة في كتاب (التوظيف السياسي للإرهاب في السياسة الخارجية الامريكية بعد أحداث 11أيلول عام 2001 ) تأليف / نهاد كاظم حسين

بقلم / د. ايناس عبد الهادي الربيعي

 

    بعد قرابة العقدين من الزمن على احداث 11 ايلول تثار تساؤلات عدة لماذا أصبح الارهاب اكثر انتشارا وتعقيدا عما كان عليه مما كان عليه قبل عقود عدة ؟ لماذا أثبت الارهاب ان له القدرة على الصمود والتكيف على الرغم من الجهود المبذولة حول العالم لمكافحته والقضاء عليه ؟ أمر يثير القلق مع ازدياد اعداد ضحاياه حول العالم وارتفاع يتجاوز نسبة (300%) وازدياد عدد الهجمات الارهابية (200%) منذ عام 2010 هل ذهبت كل تلك الجهود سدى على الرغم من توجه الجهود والاستثمارات لتطوير القدرات حول العالم لمكافحة الارهاب والقضاء على الارهابيين مع كشف خططهم الهجومية وتعطيلها بذات الوقت وترافق ذلك بثورة عسكرية وتقوية البنى التحتية مع تطور لمهارات وخبرات هائلة في مجال مكافحة الارهاب وهو ما يدفع للأدراك بأن التطرف المقترن بالعنف بجميع أشكاله قادر على الصمود  .

    كتاب من فصول اربع عمد المؤلف لتناول الاطار النظري والمفاهيمي للإرهاب في فصل اول خصصه لتناول نشأة وتعريف الارهاب كمفهوم مقارنة مع بعض المفاهيم المقاربة مع استعراض لأشكاله وأساليبه من خلال التمييز بينه وبين المفاهيم الاخرى .

     ليكون محور الفصل الثاني تناول السياسة الخارجية الامريكية بين النظرية والممارسة عبر بيان مفهومها ،مبادئها ،أهدافها ووسائلها من خلال تناول التعريف بمفهومها بشكل عام  وبيان ماهيتها عبر تناول محددات وهياكل تلك السياسة باتجاه الارهاب والجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب.

   اما الفصل الثالث فقد خصص المؤلف لتناول احداث 11 ايلول من عام 2001 وتداعياتها الداخلية والخارجية من خلال تناول التطورات التي ادت الى احداث 11 ايلول من عام 2001 وتداعيات تلك الاحداث على السياسة الامريكية على النطاق الداخلي والخارجي .

     ليتمحور الفصل الرابع والاخير لتناول نماذج مختارة ارتأى المؤلف عرضها في الفصل الاخير من الكتاب وهي سلوك السياسة الخارجية الامريكية ازاء افغانستان وابعاده واهدافه المعلنة وغير المعلنة ومن ثم توظيف ذلك السلوك ازاء العراق بعد احداث 11 ايلول وللفترة الممتدة من عام 1999- 2003 .

     كتاب مهم في محتواه ولا سيما ان مكافحة الارهاب الدولي كان هدفا أساسيا قبل احداث 11 ايلول اذ كان هناك دعما واسعا لتلك الجهود الا ان احداث ايلول انتجت حملة ايدلوجية جديدة استطاعت ان تخضع شعبا اصابته الهجمات بالصدمة بان يمنح ذلك الحكومة الامريكية القدرة على محو العديد من الحريات المدنية والتي طالما كانت موضع اعتزاز في الولايات المتحدة الامريكية من خلال تبرير السياسة الداخلية والدولية وصبغها بصبغة اخلاقية عالية لكل افعالها المرتقبة ليوصف الارهاب والارهابيين بانهم شرا وهو توصيف ظهر بانه كان كافيا لتبرير سبب الهجمات على الدول المارقة كما اطلقت عليها الولايات المتحدة الامريكية بمصطلح (اما انك معنا او انك مع الارهابيين) ولهذا كان المبرر قويا لشن حملة لمناهضة الارهاب والارهابيين وافعال ضد دول كالعراق وايران وليبيا وكوريا الشمالية ، الا ان تساؤلنا الاخير هل اتت تلك الحملة أؤكلها ام انها كانت السبب الرئيسي لسوء الاوضاع حول العالم.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع