القائمة الرئيسية

الصفحات

الى انظار السيد رئيس الوزراء العراقي... حول طرق تسديد الديون في العهدين الملكي والجمهوري "خاطرة حول حقوق اساتذة الجامعات / كلية الحقوق بجامعة النهرين انموذجا" د. حيدر ادهم الطائي كلية الحقوق بجامعة النهرين

 

 

الى انظار السيد رئيس الوزراء العراقي... حول طرق تسديد الديون في العهدين الملكي والجمهوري

"خاطرة حول حقوق اساتذة الجامعات / كلية الحقوق بجامعة النهرين انموذجا"

د. حيدر ادهم الطائي

كلية الحقوق بجامعة النهرين


الى انظار السيد رئيس الوزراء العراقي... حول طرق تسديد الديون في العهدين الملكي والجمهوري "خاطرة حول حقوق اساتذة الجامعات / كلية الحقوق بجامعة النهرين انموذجا"

 

د. حيدر ادهم الطائي كلية الحقوق بجامعة النهرين

 

    بعد ان كتبنا نحن التدريسيون في كلية الحقوق بجامعة النهرين المناشدات المتعددة وحررنا الطلبات المتنوعة في سبيل استحصال حقوقنا التي غاصت في الدياجير المظلمة داخل انفاق وزارة التعليم العالي !!! والبحث العلمي العتيدة !!!! والكهوف البعيدة التابعة لرئاسة جامعة النهرين الموقرة.......الخ !!!! نتوجه في هذه السطور الى رئيس الوزراء العراقي لطرح احدى مشاكلنا امام انظاره عسى ان نجد لها حلا مرضيا يعيد الينا حقوقنا المنسية من جانب من يتبوء مناصب المسؤولية !!!! املين ان يكون "المبصر الوحيد في جوقة العميان" التي تحيط به  "اعتذاري الشديد من المكفوفين وعذري في ذلك ان نصفي ينتمي اليهم" فمنذ اعوام مضت ما زلنا نطالب باجور محاضراتنا واجور اشرافنا على طلبة البكلوريوس وطلبة الدبلوم العالي وطلبة الماجستير والدكتوراه الذين بذلنا معهم جهودا مضنية, وهم قادة هذا البلد في المستقبل القريب باذن الله "شاء من شاء وابى من ابى" فهي سنة الحياة, وفي الموروثات العربية الغنية بالحكمة يقال"لو دامت لغيرك ما وصلت اليك" رغم عملنا الدؤوب مع هؤلاء الطلبة, وهم ابنائنا الذين نعتز بانجازاتهم العلمية, وننتظر منهم تطوير امكانياتهم في مجال القانون بفروعه المتنوعة في عالم دخل مرحلة البحث في الاطر القانونية للحروب السيبرانية, وبدا بمعالجة المتطلبات القانونية للمدن الذكية....... في حين ما زلنا نحمل هموم استحصال ابسط الحقوق.......الخ حيث لا تخلو مناطق عاصمة "مخاطب الغمام" من المشردين والمشردات الذين لا يجدون مأوى لهم, فارسل بعضا من حاشيتك المترفة الى شارع الربيع قرب نفق الشرطة وسوف تجد احدى المشردات التي تحول لون بشرتها الى لون قريب من لون اسفلت الشارع, وارسل اخر الى منطقة الوزيرية قرب كلية القانون التابعة لجامعة بغداد لتجد مشردا ينطبق عليه الوصف المتقدم, كل ذلك في بلد يدعي ايمانه برسالة محمد "ص" وتمسكه باخلاقيات امام المتقين, فضلا عن الادعاء بالتمسك بالقيم العربية الاصيلة !!!!! فما عدا مما بدا ؟

    اقول من باب التذكير اولا بما هو حق وبما يعد واجبا على من يدعي وصلا بالمسؤولية القانونية والاخلاقية والشرعية والانسانية ثانيا انه من غير المعقول ان نوضع نحن التدريسين في كلية الحقوق بجامعة النهرين في هذا الموقف المحرج ونحن نطالب باستمرار بحقوقنا المتاخرة لسنوات رغم وجود الطرق المختلفة لتسديد الديون المستحقة لمصلحتنا في جمهوريتكم الخالدة !!!! فهذا التغافل المقصود وعدم بذل اي جهد حقيقي في انهاء هذه المشكلة على الرغم من مضي سنوات على مطالباتنا المتكررة, امر لم يحصل حتى في العهد الملكي الذي يسميه البعض ظلما من باب الانتقاص "بالعهد البائد" !!!! فرجالات المغفور له الملك فيصل الاول ما كانوا ناكرين لديونهم, بما لهم وما عليهم, واليك مثالا على ما اقول حيث يروي الصحفي العراقي "احمد فوزي" نقلا عن العقيد "جيرالدي غوري" الملحق العسكري في السفارة البريطانية بعاصمة هارون الرشيد, في كتابه "12 رئيس وزراء حكايات سياسية وصحفية" الصادر عن مطبعة دار الجاحظ ببغداد في العام 1984 قوله ( لقد قلت عن نوري السعيد انه لم يكن يقرا الاضابير, فاكرر القول ان هذا الامر كان واقعا حقا, فهو ياتي ليعرف ما يريد معرفته عن اي موضوع, بطريقة طرح الاسئلة على اولئك الذين يفهمونها احسن من غيرهم.... ولم اسمعه, ولا مرة واحدة, كان يبدي فيها ملاحظات اصيلة, لكنني لم اسمعه يبدي ملاحظة غير حكيمة. كانت ذاكرته جيدة. وكان يحب النكات الصغيرة. وقد حدث ذات مرة, في احدى الحفلات المسائية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بزمن طويل, ان القى في يدي صكا بمبلغ عشرين دينارا. واذ سالته مندهشا عن سبب ذلك, رد علي بصوت يسمعه كل من يمر بنا, بانه قد استعار – اقترض - هذا المبلغ مني يوم كان خالي الوفاض تماما في بيت المقدس عام 1941)

    ويظهر جليا ان العقيد "جيرالدي غوري" كما يقال باللهجة العراقية الدارجة "يكسر ويجبر" او يمشي الامور "خد وعين" فهو يقول ان نوري السعيد "لم يكن يقرا الاضابير.......فهو ياتي ليعرف ما يريد معرفته عن اي موضوع, بطريقة طرح الاسئلة على اولئك الذين يفهمونها احسن من غيرهم" ولا يعلق العقيد الانكليزي على ذلك, لكنني اقول – كاتب هذه السطور – معلقا او مبررا ربما كان السبب "الاصول العسكرية التي ينتمي اليها رئيس الوزراء العراقي السابق, فهو احد ضباط الجيش العثماني" ويستطرد العقيد ليقول ان نوري السعيد لم يكن يبدي ملاحظات اصيلة لكنه يستدرك ليصرح ان رئيس الوزراء العراقي لم يكن ابدا يبدي اية ملاحظات غير حكيمة !!!! كما ان نوري السعيد يتمتع بذاكرة جيدة, على حد تعبير العقيد الانكليزي, وهو يدلل على استنتاجه المذكور باعادة مبلغ الدين الذي سبق لرئيس الوزراء العراقي ان استدانه منه في "مدينة القدس العربية" يوم كان يعاني من ضائقة مالية.

    ونحن هنا يا معالي رئيس الوزراء العراقي نحاول باصرار شديد والحاح كامل ان نحرك لك ذاكرتك التي نتمنى ان تكون جيدة بل نتمنى ان تظل ممتازة دائما, وفي احسن حال لكي لا تضيع حقوق التدريسين في كلية الحقوق بجامعة النهرين الا اذا كانت هناك مسافة شاسعة تفصل بين من يتبوء منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي وبين من يتبوء ذات المنصب في العهد الجمهوري الثاني (2003 - .....) وهي مسافة موجودة حسب قناعتي سواء استجبت لهذه المناشدة او لم تستجب, واذا كان العقيد "جيرالدي غوري" قد وصف ذاكرة نوري السعيد بالجيدة, فنتمنى نحن بدورنا ان تتمتع ذاكرتك بالصفة ذاتها.

    اخيرا اقول لا تحملوا الكادر التدريسي عبء اخطاء الغير من...........كما ادعوا الى عدم تحميل الطلبة اية اعباء مادية زهيدة كانت ام غير زهيدة لان منهم من ينتمي الى اسر وعوائل عراقية لا تكاد تقوى على توفير لقمة العيش البسيطة لهم, فالله الله الله في الفقراء, ومن اصبحوا بفضل ديمقراطية !!!! النظام السياسي الفاسد في العراق يعيشون تحت مستوى خط الفقر في المحافظات العربية على وجه التحديد, واذكركم ان اكثر من ربع العراقيين يعيشون تحت مستوى خط الفقر طبقا لاحصائيات وزارة التخطيط الاخيرة, وعلى الجميع ان يتذكر ايضا ما هو غير قابل للنسيان, "فالتعليم مجاني" وهذه العبارة مقدسة, ولا يوجد شيئ في جمهوريتكم الخالدة !!!! اية مؤسسات وبالمطلق اهم من المؤسسات التعليمية فلماذا الاستهانة بحقوق الكوادر التدريسية في حين ما زالت مؤسسات اخرى خارج منظومة التعليم تتمتع بامتيازاتها الكبيرة وكانها خط احمر لا يمكن المساس به ؟ سيبقى التعليم العالي وما دون ذلك يا رئيس الوزراء على حد تعبير احد الكتاب "الاهم بالنسبة الى الانسانية, لان الاذى والاساءة والتخريب وظلم الناس كلها تنبع من فهم سيئ ورديء للحياة, وهذا الفهم لا يتشكل الا بغياب التعليم الكافي الذي يكفل عدم انحراف الانسان نحو المسارات الخطرة" اللهم اني بلغت اللهم اشهد.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع