القائمة الرئيسية

الصفحات

ظاهرة كتابة الرسائل الجامعية من قبل الغير م.م. اسامة فريد جاسم

 

 

ظاهرة كتابة الرسائل الجامعية من قبل الغير

م.م. اسامة فريد جاسم


 

ظاهرة كتابة الرسائل الجامعية من قبل الغير

م.م. اسامة فريد جاسم

٢٠٢١/١٢/٢٥.

 

    في مستهل الحديث، ينبغي التأكيد على أن الدراسات العليا هي للنوابغ من الطلبة الذين يبذلون الجهود في المراحل الأولى، وليس لمن كان لا يعلم حتى بإسم المناهج الدراسية، فإذا دخل ميدان الدراسات العليا سواءً في داخل العراق أو خارجه، صار يطلب من هنا وهناك من يقوم بكتابة البحث في السنة التحضيرية أو البحثية (الماجستير والدكتوراه) وهنا الطامة الكبرى، لذا يُثار التساؤل الآتي: كيف يستطيع ذلك الشخص بعد حين أن يقوم بمهام التدريس في الجامعة أو المهام الوظيفية إذا كان موظف في دوائر الدولة؟.

   نجيب على ذلك بالقول: إن فاقد الشيء لا يعطيه، ونحن نرى انتشار هذه الظاهرة بشكلٍ غير مسبوق بين طلبة الدراسات العليا خصوصاً في الوقت الراهن، فأين قيم الأمانة والإخلاص للعلم، وأين المبادئ السامية المترسخة في الضمير الإنساني.

   يا طلبة الدراسات العليا أن مهمتكم ليست بالسهلة وإنما مهمة شاقة تحمل كل مبادئ الحياة، فمن كان مستعد لذلك فهذه هي ساحة العلم وهذا هو الطريق المحفوف بالمخاطر المحدقة.

   وللسبب ذاته، نوجه دعوة إلى الاخوة الاعزاء من طلبة المراحل الأولى والذين يرومون إكمال مبتغاهم العلمي في المراتب العليا، عليكم التفكير جيداً بجميع جوانب تلك المرحلة، فالدراسات العليا ليست للتباهي أو التظاهر (الكشخة)، نعم التباهي العلمي مطلوب، وليس التباهي بورقة قد حصلت عليها وانت لا تحمل شيء من العلم.

   وغاية الامر، هو المحافظة على سمعة ومكانة تلك المرحلة المهمة والركيزة، وعدم السماح لعبث العابثين لتشويه تلك الصورة التي رسمها لنا الرعيل الأول من الباحثين الكرام، فكتابة الرسائل مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع مهمتها على عاتق الطالب، وليس الاتكاء على الغير في ذلك، وبالإضافة إلى ذلك فالمسؤولية تقع ايضاً على عاتق المشرف اولاً والكلية ثانية.

   وفي هذه المناسبة يجب على المشرِّع الجنائي أن يتصدى لتلك الظاهرة بتجريمها كونها تثير الشعور العلمي لدى المهتمين بذلك وتمس الأمانة العلمية، أسوةً بالجرائم المخلة بالأمانة العلمية التي أوردها المشرِّع الجنائي في قانون حماية حق المؤلف العراقي رقم (٣) لسنة ١٩٧١ المعدل والنافذ.

   ولابد لنا قبل اختتام الحديث عن تلك الظاهرة، أن نشير إلى أن هناك من الزملاء الأعزاء وفي مجال القانون الجنائي من نفتخر بهم في رسائلهم العلمية، إذ تمحص لنا من خلال ذلك في الوقت الراهن من تلك الرسائل التي تحمل الفكر القانوني الفلسفي والدقيق في ميدان القانون الجنائي هي رسالة زميلنا العزيز الأستاذ(أكرم كريم) والموسومة: (المصلحة المعتبرة في جرائم المخالفات - دراسة مقارنة)، فكانت بحق وبحسب اطلاعنا عليها من خيرة الرسائل التي كتبت في الوقت الراهن.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع