القائمة الرئيسية

الصفحات

امتداد الوصف الجرمي لأفعال السحر والشعوذة بين الواقع الطبيعي والواقع الالكتروني م. م اكرم كريم السراي

 

 

امتداد الوصف الجرمي لأفعال السحر والشعوذة بين الواقع الطبيعي والواقع الالكتروني

م. م اكرم كريم السراي


 

امتداد الوصف الجرمي لأفعال السحر والشعوذة بين الواقع الطبيعي والواقع الالكتروني

م. م اكرم كريم السراي

٢٠٢٢/١/١٣

    لو ادعى أحد أن فلان عمل له سحر ولحق به أضرار، فإن هذا القول لا يعتد به قانوناً فالقانون يعاقب على الأمور الملموسة دون الغيبيات، وهذا الموضوع معقد لم يعترف به القانون إلى الآن سوى بجوانب معينة رغم، أن فاعليه السحر أكيده لدى مختلف الأديان.

   لكن العقوبة تكون على من عمل السحر وليس طالب العمل ويكيف دائماً على أنه (جريمة احتيال)، وبذلك امتدت القاعدة الجنائية المعالجة لجرائم الاحتيال لتجريم أفعال السحرة والمشعوثين، واستطاعت القاعدة الجنائية بفاعليتها أن تصد هذه الأفعال الجرمية، رغم نطاق انطباقها الضيق، وينتابها القصور، إذ يرى الكثير من وجوب وجود نصوص صريحة تنص على تجريم السحر والشعوذة، لكون هذه الأفعال لا تشكل فقط جريمة احتيال بل وحسب رأيي أنها تنطوي على الكثير من الأفعال الجرمية منها انتهاك خصوصية الأفراد من خلال الأشياء الخاصة التي يعمل عليها السحر إضافة إلى الأفعال الفاضحة إذ بعض أنواع السحر تكون ع أجساد النساء، كذلك انتهاك حرمة الميت والقبور ومعروفه قصة استخراج أجزاء من جسد الميت لعمل السحر عليها، كما وأرى- وهنا نقص واضح في القاعدة القانونية الجنائية- أن طالب عمل السحر تنطبق على أفعاله في بعض الأحيان الشروع بالقتل بواسطة إعطاء مادة سامة (رغم أن الكثير من القوانين تشترط ومنها العراقي وقوع القتل بالسم)!!!، إذ إن المواد التي يعطيها طالب عمل السحر (الوسيط) غالباً ما تكون تؤكل او تشرب وتسبب للضحية اضرار كارثية، لكن نقص التشريع، وعدم امكانية أثبات هذه الافعال، والظروف الأجتماعية لهذه الأفعال، ونظرة المجتمع الى المسحور، ابقت هذه الأفعال من ضمن الأجرام الخفي!!

 لكن هل توقف الأمر عند هذا الحد؟

   لا، اذ انتقل السحرة والمشعوذين من العالم الواقعي الى الأفتراضي، ونرى اليوم المنصة الألكترونية تعج بصفحات هؤلاء المشعوذين، وبسبب كثرة المشاكل الأجتماعية يلجأ بعض الأفراد اليهم! فيطلب المشعوذ معلومات او صور، حتى يعمل عليها السحر، والكثير من الفتيات وقعن بحبائل هؤلاء ووصل الأمر الى الأبتزاز، اذ ان هذا السلوك الجرمي يمتد بصورة تلقائية الى افعال مجرمة ومنها ان اطلاع المشعوذ على اجزاء من الجسد يشكل فعل فاضح، وبعض الاحيان يطلب امور تتعلق بأشخاص اخرين لعمل الشعوذة وهذا ينتهك حرمة الحياة الخاصة، كما ان انشاء هكذا صفحات على المنصات الالكترونية يكون مدعاة لجذب المراهقات بسبب العادات الاجتماعية الموروثة التي تنمي هكذا امور، وبالتالي تكون هذه الصفحات مخالفة للقواعد القانونية الضبطية.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع