مدى صحة وجود القانون الدولي الحرب الروسية الأوكرانية
م.م اكرم كريم السراي
مدى صحة وجود القانون الدولي الحرب الروسية الأوكرانية
م.م اكرم كريم السراي
٢٠٢٢/٢/٢٤
يجمع الفقه على أن القانون الدولي هو المبادئ والقواعد القانونية الدولية التي تحكم علاقات الأسرة الدولية، ولكن هل فعلاً توجد قاعدة دولية تحكم سلوكيات الدول؟ القاعدة القانونية لابد أن تقترن بإلزام فإذا خلت من الإلزام أصبحت عبارة عن قواعد أخلاقية وفي الإطار الدولي قاعدة مجاملات دولية غير ملزمة وبالتالي من السهولة التخلي عنها وعدم الالتزام بتطبيقها، وهذا هو الحال في قواعد القانون الدولي لا يوجد أي إلزام على الدول. ولكن ما يوجد هو هيئات دولية كما في الأمم المتحدة كهيئة تشريعية تقرر أمور على الأسرة الدولية الالتزام بها ومصدر هذا الإلزام هو تكوين هذه الهيئة من قبل أسياد العالم في القوة إي الدول العظمى، وبالتالي فإن مخالفة قرارة الأمم المتحدة يترتب على الدولة ازدراء دولي تعكسه الدول المهيمنة على العالم والمتفقه على إنشاء هذه الهيئة وينعكس ذلك بعقوبات كالعقوبات الاقتصادية وفي بعض الأحيان تكون على شكل تدابير قمعية عن طريق مجلس الأمن السلطة التنفيذية العالمية، ولكن ما هو حال القانون الدولي إذا سارت إحدى الدول العظمى اتجاه مغاير لهذه الهيئات الدولية أو القواعد التي تمخضت عن اتفاق الدول العظمى الأخرى؟ هنا ينتفي القانون الدولي ويصبح مجرد حبر على ورق ولا يكون له أي دور في كبح جماح أفراد الأسرة الدولية الجانحين وأبرز مثال على ذلك هو حرب روسيا على اوكرانيا، كما ان ما يسمى بالقانون الدولي هو مجرد اهواء للدول العظمى تحكمه المصالح المتبادلة فعندما يتعلق الأمر بدولة عظمى خالفت القواعد الدولية تكون هنا القاعدة الدولية عاجزة عن ردعها، كما هو الحال في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية على مر العصور على مختلف الشعوب، فهنا فقدت القاعدة الدولية ميزة اخرى وهي المساواة في الانطباق، اذن ماذا يحكم الاسرة الدولية؟ نقول بصريح العبارة لا يوجد قانون دولي وانما يوجد قانون القوة سواء القوة العسكرية او الاقتصادي فهي التي تحكم العالم اما مصطلح القانون الدولي فليس وجود له الا في بطون الكتب، وربما يكون عبارة عن قانون سياسي على حد تعبير الفقيه المرحوم (منذر الشاوي) او عبارة عن اجراءات تحكم المفاوضات الدولية او العلاقات التي لا يكون فيها تنافر كالعلاقات الدبلوماسية و القنصلية والتجارية، اما مشاكل المياه والحدود والحرب فلا يوجد رادع للدول يحد من سلوكها حتى تأمن الدول الضعيفة من شرور الدول القوية فقانون القوة هو السائد وعوداً عن ذي بدء ابرز مثال على ذلك هو الحرب التي شنتها روسيا على اوكرانيا، اذ تلاشى القانون الدولي في ليلة وضحاها، واصبحت الدول القوية الاخرى تهدد بالتدخل لأجل اعادة التوازن الدولي.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة