القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 

فكرة تعديل الدستور

بقلم د عادل الشكري

 


فكرة تعديل الدستور

بقلم د عادل الشكري

 

   يروج بعض المشتغلين بالسياسة والعاملين في حقل التحليل السياسي والقانوني لفكرة مؤداها: ان هناك انسداد سياسي وتجاوز على المدد الدستورية وتعدي على نصوص الدستور وخرق لها ، وان هناك نقص في النصوص وقصور يتطلب التدخل التشريعي لتعديله وسد جوانب النقص بالتعديل والاضافة مستندين بعلم او بدونه لمذهب كمال التشريع الذي قال به مونتسكيو وبكاريا بشقيه ( نظرية الحيز القانوني الخالي ونظرية القاعدة العامة المانعة) اذ يرى انصار هذا المذهب القانوني ان التشريع نظام متكامل يحتوي على حلول ومعالجات لكل امور الحياة وهذا ما ثبت عدم منطقيته وواقعيته اذ ادحضه انصار (نظرية نقص التشريع ) ورائدها الفقيه الفرنسي (فرانسوا جيني) ابذي قال" ان التشريع كأي عمل من صنع البشر ، لابد ان يكون غير كامل، وان عقل الانسان مهما بلغ من الذكاء والحذق وحسن التقدير، فانه يبقى غير قادر على جمع متكامل لعالمنا، وحتى اذا افترضنا تحقق هذا المستحيل ، وكان المشرع الوضعي خارقاً في ذكائه متناهي الابعاد في تصوراته، فانه لا يستطيع التنبؤ بالعلاقات القانونية المستقبلية ويضع التنظيم المناسب الذي يحافظ على سلامة المجتمع وامنه واستقراره " .

   على العموم فدساتير الدول الديمقراطية وسواها مما تحترم وتراعى تطبيقاً لم تتأتَ مراعاة نصوصها من احتوائها على حلول لكل الجوانب والفروض وانما من ارادة القائمين على مؤسساتها الدستورية لا سيما المحكمة العليا ، وبالتالي فارادة القائمين على حسن سير تلك المؤسسات وقدرة المحكمة العليا على سد وتغطية ما لم تتضمنه النصوص الدستورية صراحة عن طريق التفسير الغائي والتفسير العملي المتطور هو ما يجعل الدستور حي متجدد وفعال ...فالدستور وثيقة حية تقدمية لا يموت لأنه لم يعالج حالة او لم ينظم مسالة او يحدد جزاء معين ، والتعديل ليس هو الحل للازمات والانسدادات الدستورية لان العلم الدستوري لا يعرف موت الدستور ، فالأخير يحيا بوجود التفسير الدستوري

    ان التعديل الدستوري ان حصل بغطاء اهل السياسة ومن منطلق المصلحة الحزبية والقومية والطائفية فلن يحل مشكلة بل سيفاقم الموجود ويخلق مشاكل اضافة وعندها سيكون التعديل غير ذو جدوى ان لم يكن مضراً ... لذا حذاري من خلق رأي عام ينادي بالتعديل الدستوري دون وضع اسس وضمانات لحيادية وموضوعية التعديل والنأي به عن مطامع الاحزاب والاشخاص

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع