معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني..
بقلم د. عمار أحمد إسماعيل المكَوطر
تخصص علاقات دولية ودبلوماسية
معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني..
بقلم د. عمار أحمد إسماعيل المكَوطر / تخصص علاقات دولية ودبلوماسية
كما دأب الكيان الصهيوني انطلاقاً من طبيعته العدوانية القائمة على العلو والاستكبار وتجاهل حقائق الميدان التي باتت تتغير بسرعة كبيرة لغير صالحه ، وتجاهله لتحذيرات الحلفاء قبل الخصوم من إقدامه على أي عمل عسكري عدواني ، أقدم على اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ( الجناح العسكري للحركة ) تيسير الجعبري . ماقام به الكيان الصهيوني يرجح أن يتلقى عنه رداً عنيفاً قاسياً ، في ضوء ما أخبرتنا ردود المقاومة الفلسطينية خلال جميع المواجهات السابقة ، خاصة في حرب سيف القدس التي دامت 11 يوماً قبل أقل من عام من الآن ، إذ تكبد خلالها الكيان خسائر فادحة رغم التكتم الشديد عن طبيعتها الحقيقية ، وبات شعب الكيان رهين الملاجئ طيلة أيام تلكم الحرب ، وتعطلت مطاراته وحركة الحياة العامة فيه . بيد أن العوامل المستجدة في هذه المواجهة التي لم يتأملها بتعقل ، أو يدركها وفق المعطيات المتغيرة لغير صالحه محلياّ وإقليمياً ودولياً ، سواء بسواء . فعلى الصعيد الأول يعاني الكيان سياسياً من حكومة إئتلافية ضعيفة للغاية ، ليس لها أغلبية إلا بفارق نائب واحد في الكنيست ، وتشقق وتصدع حاد بين الفرقاء وصراع زعامات ، وتباين في جهات النظر والاختلاف إزاء جل القضايا ، فضلاً عن التصدع الإجتماعي داخل المجتمع الصهيوني ، وتراجع العقيدة في بقاء أو إستمرار الكيان ، وحديث بعض قادة الكيان مما يسموه لعنة العقد السابع ، إذ جرت مجريات التاريخ وفق اعتقاداتهم أن دولهم التي قامت ، لم تعمر أكثر من سبعين عاماً ، وقد بلغت دولتهم الآن هذا الأمد ! كما دأب الكيان على شراء بعض الجزر من اليونان وسواها تحسباً لأي طارئ أو ترجمة فعلية لمخاوفهم التي يعيشونها . أما على الصعيد الإقليمي الذي فشلت فيه جميع المشاريع الصهيونية مع كل الدفع والضغط والتهديد الأمريكي ، آخرها في قمة التنمية والأمن في جدة التي حضرها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لحث بعض الدول العربية والخليجية على إنشاء ناتو عربي او شرق أوسطي بقيادة الكيان ، بحجة الوقوف بوجه إيران ، فضلاً عن تزايد حدة الأزمات مع بعض دول الجوار للكيان ، نتيجة قيام الأخير بمحاولة التنقيب و سرقة الغاز من الحقول اللبنانية كحقل كريش مما دفع امين عام حزب الله حسن نصر الله للتهديد أكثر من مرة ، وفي آخره حدد موعد حرب سيبدأها الحزب بين شهر آب وايلول إن لم يسحب الكيان سفنه .
كما تعددت اعتداءات الكيان وقصفه لسورية بحجج شتى منها تواجد قوات إيرانية أو نقل أسلحة لحزب الله . وعلى الصعيد العالمي فالكيان يعاني أكثر مما مضى من قلة التأييد والدعم المعتاد من حيث الشدة والكثافة من حلفاء استراتيجيين يأتي في مقدمتهم الولايات المتحدة والغرب ، بفعل تزايد أكلاف دعم الكيان وتزايد عدوانه ، وما يعانيه هؤلاء الداعمين جراء الحرب الروسية الأوكرانية ومعاناتهم من أزمات طاقة وركود اقتصادي وتضخم ، و تصاعد أصوات الضجر والملل والسخط الشعبي نتيجة سياسات حكوماتهم ، وخشية هذه الحكومات من خروج تظاهرات واحتجاجات وفوضى بفعل تلكم الأزمات ،وهو مانرجح وقوعه قريباً ، على ألا ننسى تدهور العلاقات الروسية الصهيونية بسبب من دعم الكيان لأوكرانية ، ولهذا نتائج بالضد من مصلحة الكيان فقد تلجأ روسيا للإنتقام من الأخير بوسائل شتى ، منها جواز استخدام القوات السورية صواريخ S300 التي زودتها بها ، فبوسع تلك الصواريخ إسقاط أحدث الطائرات الصهيونية ال F35 الأمريكية ، وهذا يعني كسر لقواعد اشتباك لم تكن مألوفة من قبل طوال تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، ويزيل عنصر التفوق الصهيوني الذي دأب الكيان حسمه لصالحه .
لعل أهم ما يجعل هذه المعركة مصيرية وحاسمة ولصالح قوى المقاومة وقد تكسر شوكة الكيان الصهيوني وتنذره بالزوال السريع هو :
1. توحد مواقف قوات المقاومة على مختلف توجهاتها وجغرافيتها .
2. السلاح الذي تمتلكه هذه القوات المقاومة من حيث الكم والنوع ودخول سلاح المسيرات الذي نجح في تغيير وكسر معادلات عسكرية حكمت لصالح الكيان في المواجهات السابقة ، وقد برعت قوى المقاومة في صناعته واستخدامه بشكل كبير يصعب مواجهته أو الحد من أضراره ، والذي سيشل القبة الحديدية الصهيونية والتي عجزت عن صد صواريخ حماس في معركة سيف القدس نتيجة كثافتها ، فضلاً عما تخبئه المقاومة من صواريخ نوعية لم يجرب الكيان التعامل معها من قبل .
3. طبيعة الضربات التي سيتلقاها الكيان من حيث طبيعتها ومكانها ، إذ ستطال كامل إقليم الكيان وبناه التحتية ، وقد تستهدف معامل غاز الأمونيا كما هدد أمين حزب الله السيد حسن نصر الله ، أو قد تذهب ابعد من ذلك في استهداف مفاعل ديمونة النووي .
4. قد تدخل إيران في المعركة مباشرة إذا ما تطلب الوضع وطبيعة المواجهة وأبعادها خاصة إذا تعرضت قواتها أو حلفاءها لأي ضربات موجعة ، أو كانتقام لعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وعلماء إيرانيين فضلاً عن الأعمال التخريبية داخل المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية .
وتأسيسا على ما سبق فإن الكيان قد وقع في خطأ الحساب الاستراتيجي ، وإن الكيان الصهيوني بعد هذه المواجهة ليس هو ما قبلها ، وإنه على مشارف الزوال إذ يعيش لحظات لفظ الأنفاس الأخيرة
فغدت مسألة زواله مسألة وقت قصير ليس إلا ، وعلى الشعوب العربية والإسلامية زيادة الدعم والإسناد مادياً ومعنوياً لديمومة زخم قوات المقاومة والتعجيل بنهاية هذا الكيان المصطنع ، فالعالم على مشارف أبواب عالم ونظام جديد ليس للكيان مكان فيه ، وأن عصر الأفول الأمريكي الغربي قد بدأ .
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة